شهدان الغرباوي - هل جربتِ يا سارة مباهج "الديماغوجية"

الموت حيوان أليف
ما الذى جعل الموت حيوانًا أليفا
نضع أيدينا على رأسه برفق
ونُمرر أصابعنا فى فرائه الناعم، آمنين مطمئنين.
لأجله نهيئ أرائك البيت نُزُلا وننقي مياه الصنبور كيلا تخدش الشوائبُ العالقة، أوراقَ التيوليب على وجنتيه.
نعتاده ـ ياسارة ـ كسجائرنا
نقدسه كقهوتنا الصباحية
ونفرح بلهوه وتقافزه في حجورنا وعلى مائدة الطعام
حتى أننا لم ننزعج لانقلاب الموسيقى المنزلية على العشاء، إلى مواء ونباح.
وعن الصغار
نلقنهم:
أن خالطوا الكلاب والقطط
عانقوها ولا تخشوها
امنحوها كرات الخيط الملون، شرائح البطاطس الكريسبي، وشطائركم التي أفرغنا عليها حنوًا
ومرحًا.
عانقوها بقوة
إنها تحرسنا من غول كبير ينتظر وراء الباب ربما، أو في خزانة الملابس أو ربما سيخرج من بين أصابع البيانو القديم.
واعلموا أنها ستعبر بنا إلى مكان آخر تقام فيه الحفلات اليومية للحلوى الهشة والبالونات الملونة
وعن نفسي
أجلس أمام شاشة تلفاز غرفة النوم
ساهمة، أقضم أظافري في هدوء
تلفاز غرفة النوم صوتُه رخيم
عينا تلفاز غرفة النوم هُوّتان سحيقتان من ساتان أسود مخصوص
تأخذانك ـ يا سارة ـ بنعومة من يدك الصغيرة نحو انتصارات فضية
وفتوحات حلوة من ذلك النوع الذي ترجوه نساء منتصف العمر
تلفاز غرفة النوم ـ يا سارة ـ صوته رخيم
له لون وردي
وعطر وردي
وله أبخرة وردية تملأ الغرفة حولكِ
وأنتِ تهومين في نعومتها كأنك يمامة
ثملى تماما
وغير آبهة بالأشياء المحيطة
ولا منتبهة للجراح الغائرة التي أحدثتها أسنانك بأصابع التاريخ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى