د. سليمة مسعودي - لم يعد للحظة من معنى..

لم يعد للحظة من معنى..
أكثر من هذا الظمأ الذي يطال عروق الوقت..
و ينسج أنشوطته حول ما كنا نحلم به..و نؤجله باستمرار..
ما كنا نريده..لكننا نخافه..و نرهبه..
كلما اقتربنا منه انتابتنا قشعريرة الصمت...
و حلق فوقنا طائر الخوف و الهلاك..
أيها الظمأ الذي يشبه الشتاء العاري..
و خيوط العنكبوت الواهية في رحم ما بيننا من مسافة..
لا شيء تماما بقي على كل الطريق...
سوى أشجار يابسة..أتلفها الظمأ..
و بعض منا معلق على أنشوطة الصمت.
توقف القلب حتى على الحلم..
و سكت كل شيء مرة واحدة..
و ما عاد من ربيع هذا العام..
حتى ما تخطيناه من عتبة الوجد والذكريات ..
ترك مرارته في الحلق. و غادر...
دونما عودة تهاجر الطيور هذا العام..
و تضرب بينها وبين الحنين جدرانا قاسية...
إذ لم تعد تثق في الأرض التي ألفت ذات يوم سماءها..
و حفظتها كأوشام في جهة القلب...
يجرحنا الكلام العاري..
خصوصا حين تفقد الأرض قدرتها على الحياة...
و يجرح الخوف قدرتنا على الحلم أيضا ..وتوقع الغد والنبوءة..

18 مارس 2023

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...