ذياب شاهين - أمتحُ من سوادِ عَينيك فأرتوي

العشقُ آخرُ الكلماتِ
في راحِ العاشقِ
قد يطيشُ الشوقُ
وقد تتكلمُ رسومُ الديار
بذكرياتٍ محفوفة بالندمِ
لكنَّ ما فاتَ
كان زمناً بينَ قَرنتينِ
النهارُ والليلُ
وأرشيةٌ تحملُ العمرَ
الدلوُ كرأس الفارسِ
والغبارُ دخاناً
يقومُ من خفيّ حصانٍ
الذكرى تشتعلُ
كقدحِ حَصى برجز الحَدواتِ
لا ماءَ في جسدي
لن نكونَ آخرَ الأحياء
القلبُ توجعهُ نصالُ الماضي
كيفَ غرقتُ بسوادِ عينيكِ
كيفَ كُسرتْ أجنحةُ الروحِ
الريحُ مجنونةً عبثتْ
برؤوسِ النخلات
أنى للماضي
أن يحاكيَ صبواتِ العشاقِ
أتذكر الشطَّ وموجاتهِ الرقيقاتِ
الحبُّ يأتي عنيفا
ويموتُ كبقايا إعصار
والنفوسُ ترتعشُ بالقلوب
كما ترتعش قبلَ الفقس
فراخَ الطيور بالبيضِ
يسألني الحجرُ عن حالي
من منا يرحلُ
من منا سيدومُ
عجباً ألا يعرفُ
أنّا صنوان ترابٍ
يُحيينا الماءُ
فالماءُ سوادٌ في قاع البئر
والبئرُ عميقٌ
كعيني أولِ محبوبٍ
آهٍ يا تلك الأيّام
كَبرنا يا أخت روحي
والآن يموتُ فرادى الأترابُ
لن أحزنَ
فالموت قريبٌ كالوجدِ
وأنا أتجملُ للقبرِ
بذكرى من عينيك
دعيني أمتحُ ماءً
من سوادِ حدقتيكِ العَميقتينِ
لأرتويَ

الحلة - الخميس
‏06‏/04‏/2023‏ 03:36:02 ص

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...