عبدالكريم الناعم - النُّقطةُ البَحر

أَقْبَلَتْ من آخِرِ القلبِ سحابَهْ
فَتَحَ القلبُ كتاباً من غَمامٍ
وَدَنَتْ من بَسْملاتِ القَوْسِ
آهاتُ رَبابَهْ
دَخَلَ النّورٍسُ في الزُّرْقةِ ،
بينَ الأُفْقِ والبحْرِ كما خطِّ
خيالٍ عارِضٍ
يَمْتدُّ في المرآةِ حتى
يُشْهِرَ الماءُ سرابَهْ
وَقَفَ الرُّبّانُ في مَقْصورةِ المَرْكَبِ
يتْلو سورةَ الماءِ على البحْرِ
ولَمّا يَخْلعِ البحرُ ثيابَهْ
سَمْكَةٌ في آخِرِ المائدةِ الكبرى
على شارتِها يَنْعَقِدُ الرّمْزُ
فَما ثمَّ غرابَهْ
صاحَ بي الرّبّانُ آنَ ابْتَكَرَ الماءُ
قناديلَ المواني
ورأى المَلاّحُ في إبحارِهِ النّائي
إيابَهْ :
" سِرْ على الماءِ
لكيْ تلْحَقَ بالمَرْكَبِ
واكْتبْ
قبلَ أن يُغرِقَ هذا البحرُ
منْ بَوْحٍ ... كِتابَهْ "
قلتُ :" خَفِّفْ أيّها النّوتيُّ
من قافيةِ الطّافي قليلاً ،
ذلكَ الغائرُ لا يَدخُلُ في
سِلسلةِ اللّؤْلؤِ ،
لا ،
لا يَحملُني الرّملُ إلى ماءٍ قريبٍ
حينَ يَزدادُ صَلابَهْ
أيُّ بحْرٍ ذلكَ المَقْذوفُ في
وَجْهِ الأعاصيرِقَصِيّاً ؟!
نُقطةُ البحرِ الذي في داخلي
مابينَ حَدّيْ رَهْوِهِ
والصَّخَبِ الفضّيِّ
أعلى من غماماتِ الكتابهْ "

حمص 24/3/2000

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...