لا البلاد.. بلاد.. ولا الدنيا دنيا، ولا القمر قمر، ولا الشمس بنت السماء، بلت أجنحتها في بحر النيل، ودلته على مكاننا، ومن ورائها الأوز مواكب – غن لنا يا ضرّاب النار.. غني. والبلاد في أفواه الناس أسأمي غني لنا، واضرب على الغاب فنرقص رقصة الشمس لما تشرق، ولما تغيب.. وغابت عن بلاد الكنوز، فغابت عن الدنيا، أمانة تضرب لنا يا ضرّاب الغاب، وضرّاب النار، فنغني حتى تغني الدنيا معنا، وحتى يسمعنا بحر النيل، هناك من الوطن القديم، فيرجع لنا ينادى الشمس بنت السموات العلا كي تبل أجنحتها فيه، وتدله على مكاننا الجديد، ومن خلفها الإوز مواكب – ساعتها، لا يؤجل الكنوز الكبار مواعيد الزفاف إلى ساعة تنطفئ فيها نار البنات، اضرب لنا يا ضرّاب النار، وضرّاب الغاب، فنغني كما كنا نغنى والدنيا معنا، والبلاد. بلاد، فيعرف كل حبيب غناء حبيبته، فيترك ما في يده، إن كان شراع مركب مسافر، إن كان بيتًا يبنيه على يده، نتلاقى جماعة على الجانبين نهرب من عيون الكبار بين المراكب، تسألنا الأمهات عن السحر في يدنا نقول.. الحب وغرام الأحبة، وعن السحر في قلوبنا، لا نعرف سره واسألي يا أمي الحبيب الغالي، والقلب سرَّه فيه، وما كان في اليد، وما كان في القلب..!.. كنت يا عثمان، تضرب لنا على الغاب ونحنا خارجات بالزبديات على رءوسنا تضرب لنا أغنية، نرقص عليها، ومعنا الشمس والحريم، يرقصن بعد كل السنين كنت تضرب لنا يا عثمان، فنرقص، ولا أحد يمنعنا، حتى تكسرت الزبديات وشربت الأرض من اللبن الرايب وخاب فينا أمل الرجال عند بحر النيل على المراكب، قالوا : لا ،بنات، ولا لين وضربنا الآباء ضربتنا الأمهات يقول الكبار: للرقص ساعة، للحب ساعة، لكننا لا نعرف إلا ساعة واحدة هي ساعة هوى والدنيا يا هوى، وهي ساعة واحدة ساعة الحبيب الغالي هي ساعة غرام. ..
هناك لما كانت الأرض، أرضا والسماء.. سماء، والشمس.. شمسا قالت نساء الكنوز … نهاجر يا عثمان بشير، نهاجر يا سيد الكنوز، فيقول ولد الكنوز نهاجر يا بنات وبحر النيل الساعة، غاضب علينا، يقول الكلام المنقوش على كف الملك العظيم، إذا خالف الكنوز الوصايا، وكذبوا ، ثم نسوا أن يرموا لبحر النيل الهدايا، يطردهم من الأرض التي ولدوا عليها، ولا تتحلى النساء بذهب الملوك، قالت البنات… هي هانم حسين أخذت من ذهب الأميرات، تحلت، وتزينت ثم قالت… يا بنات كل الخير من عرق زوجي عثمان بشير. ..
تقول صفية مكي… أضع أذني على الأرض، أقول.. دقة القلب، دقتان دقة لحبيب القلب بشورى، ودقة لك يا بحر النيل، أقول، وأنا صفية بنت الكنوز بالله عليك يا بحر النار في القلب، والجسد مواجع يا بحر نكبر نحن البنات من دون بنات العالمين، قبل العام بعام ترجع يا بحر ويتزوجني بشورى، ولو ما رجعت يعايرنا الناس الكنوز، بعد الزمان، بزمان، يقولون أول المحبين أول العشاق أول المتزوجين في غيابك يا سيد الدنيا، بشورى، ولد عثمان، وصفية بنت مكي.
… تسأل صفية مكي عثمان بشير، سيد الكنوز أجمعين عن بحر النيل يا صفية: أخبري النساء والبنات راجع يا هوى والشمس بنت السموات العلى، قالت لي يا هووى، تأتيني ساعة ، أنزل فيه، أبل أجنحتي في مائه، أدله على مكانكم الجديد في البلد الجديد، وقالت لهانم حسين تقول صفية … كذاب يا عثمان بشير، كذاب، الساعة تكذب علينا يا عثمان، كما هالبلاد الكدابة، وبحر النيل لا يرجع، ولا تبل الشمس أجنحتها فيه، وتشير له على مكاننا، كانت البنات يتزين له يلبسن أجمل الملابس، يحتفظن له بأحلى العطور، يتدربن على رقصة الفيضان العظيم، يقول عثمان بشير.. لا يا صفية الشمس هي أول القادمين، ووراءها الإوز مواكب – وبعد النيل العريس تفتح له صفية مجرى، فيأتي عند بيتها، والصغار يأخذون الورق، يصنعون له مراكب صغيرة، يسمونها بأسماء البلاد القديمة، والبحارة شدوا السواري على المراكب، ساعتها ، تجرى الفلك بأمره، على مياهه، باسم الله مجريها ، ومرسيها ، فتقول صفية … ها لفرح كله ولا ترجع يا سلام يا بحر النيل، لك ساعة شوق وتساوى الدنيا !
تقول بنات الكنوز، لما تأخر سيد الكون – بحر النيل – عنهن في الوطن الجديد : دمع العين، لا ترجع به البلاد يا ،هووى، وعددن الأسباب، قلن…غضب عليكن بحر النيل يا بنات لأنكن لا تحتملن العشق بالجوابات مع الأزواج المسافرين، فأعطيتن أنفسكن لعثمان بشير في آخر الليالي بيتها ، والعذر لك يا شامية، لما فاتك الزوج المسافر بالسنين، وحزن بحر النيل، وأما هي هانم بشير لما دخلت المعبد في نصف الليالي، مع عديلة دهب وفاطمة دهب، وتبادلن على التماثيل العارية بكامل أشيائها ، المزاج وخلعن السراويل وكل واحدة تعرف أن عثمان بشير بذاته، يقف بين التماثيل، فيتعاركن عليه.
بعدها يرسل عثمان بشير للرجل المسافر، يقول له … جماعتك في خطر، فيرجع لها ، يذوق لحمها بعد السنين الطويلة، فتحبل، وكأن الولد من أصلابه وأما هو عثمان بشير أغضبك يا بحر وأما هن بنات الكنوز، لكن بحر النيل لا ينسى أحبابه وبعد الهجر، يرجع الحبيب، وأما هم المسافرون نسوا، ولا أرسلوا لنا بالاسم في الجوابات هداياهم محبة لبحر النيل، قالت صفية ساعتها هناك…أرمى نفسي فيه يا هووى عنكم يا مسافرين، لكن بحر النيل لا يحب إلا باسمه، والساعة يسأل الصغار عثمان بشير عن موعده، لما يرجع، كيف؟..والبلاد غير البلاد … احك لنا يا عثمان بشير كان عثمان بشير وحده يعرف فيضانه، ومشرق الشمس، ومغيب الفصول، وعدد البنات وعدد الحريم وحكايات الجدود الأحبة، وأسماء الكنوز جميعهم من حلفا، حتى مصر المدينة، ويخطئ أحيانا حتى في اسم عياله، تقول له البنات الساعة، أخبرنا، يا أنباب في أي ساعة، في أي شمس، يرجع الجميل، أخبرنا ….. يعرف عثمان بشير… إن بحر النيل لا يرجع الساعة، ولا يرجع أبدا ، وعثمان بشير الساعة ولا هو عثمان بشير، إلا إذا رجع بحر النيل عرش من فضة، يضرب في نصفه بعصاه، فينشق له نصفين، بينهما طريق فتعبر النساء والبنات حتى الضفة المقابلة، في وقت الفرح، ووقت الحزن، ولو شاء يمشى عليه دون أن تبتل له قدم، ولا طرف جلباب، لكنه الساعة غاضب عليك بشير ولا يرجع أبدا، وأنت يا عثمان بشير من دون بحر النيل، لا تساوى الرخيص، ولا الغالي… الساعة يبكى عثمان بشير سيد الكنوز وللعشق أحكام، لما تحلف هانم عليه تقول … ولا جد أبوك، ولا جمعك، ولا أنت تلمس شعرة واحدة من رأسي، إلا إذا رجع بحر النيل ورأيته بنفسي، ساعتها، كما وعدتك، أعطيك نفسي وألبس لك، وأتعطر، وأنزل بحر النيل كإوزة مهاجرة، أرقص لك، وأغنى وأستحم فيه، من كل شهر من العربي حتى أكمل تسعة شهور بالتمام، فيعطيك ولدا ، الله عليه من ولد ، أمانة يا عثمان، لا تلمس شعرة واحدة من رأسي، إلا إذا رأيت بحر النيل ساعتها، لا أعاند الشوق القاسي على قلبي العاشق لك يا سيد الدنيا، وأتدلل عليك كدلال بنات الكنوز اللاتي لا يمسهن من بين أفخاذهن بشر، وإلا في غيابك يا بحر النيل ألدُ من بطني، ولدا كما تمساح خرج كوحش من البحر في ساعة فيضان عظيم.
.. تقول صفية مكي… تقول لي يا بشورى يا حبيبة القلب يا صفية، أمانة بحر النيل راجع، وأمي هانم تقول لا بناب عثمان، لما يقول لها : تاج الشطين تقول له العشق في غيبة سيد الدنيا ،حرام، فيجن، تقول أمي هانم الله يا مزاج الرجال، نعشقكم طول العمر، وعشقنا عندكم ساعة زمن تنامون بعدها جوارنا كما الكلاب، فأضحك، أقول لك.. بكم تعشقني يا ولد هانم؟ بالدنيا يا صفية … بكم تعشقني يا ولد عثمان؟.. بانباب عثمان ذاته يا صفية… بكم تعشقني يا ولد هانم؟ بالدني يا صفية. بكم تعشقني يا ولد عثمان؟ بأمي هانم تاج الشطين يا صفية… بكم تعشقني يا بشورى؟.. ببحر النيل، سيد الدنيا، فأقول لك، وهبتك النفس والروح من بعدك هوان يا بشورى..! كانت البلاد غير البلاد، والوطن غير الوطن لا البلاد بلاد ولا الشمس، شمس ولا القمر قمر !.. كلما سألتك واحدة من البنات عن (بحر النيل يا عثمان تضحك وتخاف أن يموت قلبك الحي من الضحك، فتجده مات من زمن بعدها تبكى على طيبة قلوب البنات والدنيا لا هي على حالها ، ولا الناس ناس الغريب بكى، وأنت ما بكيت يا عثمان بكى البحارة الغرباء، ولما رأوا البنات الكنوز ، قبل الرحيل، يأخذن العهد منك يا عثمان أن يرجع بحر النيل وراءهن كما الطير الأليف، شرطا حتى يرحلن إلى بلاد غير البلاد والبنات حتى الساعة أمانة في عينيك، ولو سألتك واحدة من البنات .
تقول: الحمد الله ، لا يفهم كلام الحريم غيرك يا عثمان، الساعة لا ترى عيناك إلا بلادا غير البلاد، وشمساً غير الشمس، كأنك صغير السن يا عثمان، تخاف أن تخرج إلى الشارع في هالبلاد فتتوه والبيوت مرصوصة أمامك بلا روح تتمنى البنات، فيقلن … هنا تتجمع مواكب الإوز، لما يرجع بحر النيل بعد غياب وقريب من البيوت قطار يصفر، يرجع من مصر ،المدينة فلا تطرب له البنات كما كن يطرين لما تصفر الباخرة ،البوستة وكأن صفافيرها زغاريد، فتهتز خصورهن، ويرقصن الساعة، حول البيوت عربات تصرخ كما الحزاني على الطريق..! ..
.. يقوم عثمان بشير، في نصف الليالي، ويغنى كي تسمعه هانم فتقوم. من النوم، وتفتح عينها تهز صدرها على السرير العنجريب تتقلب بجسدها ، كما تتقلب على الجمر، تفك شعرها ، تلاعبه بالعين والحاجب، فلا يحتمل ولد الكنوز، عثمان بشير يخلع سرواله، وينصب ،العرس، فتترك له العنجريب وتنام على الأرض، فيقول لها : الله .. الله عليكن يا بنات الكنوز، أمانة أحبك ، يا هانم أغلى من بحر النيل بشوية، وأول مرة تبدلي قمصانك يا هانم بعيدا عن عيني فلا تعطه نفسها إلا إذا رجع سيد الكونين بحر النيل، وسيد الدنيا.
بالسلامة، فيقول عثمان… لا شيء أبدا يغلب قلب العاشق يا هوى لا شيء يغلبني يا هانم..!
. كان عثمان بشير، يكذب في العادة على هانم، يقول لها … أعبر الغرب بالمراكب يا هانم للسلام على العائدين من مصر المدينة، لكن في الحق، تكون قد أدارت رأسه من بنات الغرب، ولما يرجع لها ، يقول… لا يعرف قيمة البلح الأبريمى يا هانم إلا من ذاق القصص بعدها يستحم في بحر النيل ويخاف أمانة تخاف يا عثمان من هانم قيراط، ومن بحر النيل أربعة وعشرين.
تقول … بحر النيل حولنا، نغسل فيه الذنب، والكذب، الساعة لا تحتك ولا في يدك البحر يا عثمان، لكن غرام هانم وغرامك في الخلف السعيد غرامان عندك ولد يا ،عثمان، بشورى والخلفة على الدنيا ولدان وها لبلاد لا يرقص لها القلب، وتخاف لو يرقص قلبك، فيسكت، وتخاف لو سكت لبك، قبل أن تنام معك هانم ليلة في الغرام على سرير عنجريب واحد. … كان عثمان يكذب على هانم، كذبة بيضاء كقلبه، يقول لها : عبرت بحر النيل، حتى بلاد النوبة – الفاتجا – رأيت بنات الفاتجا البيض من نسل المجرب، والقائم غاب والكشاف يا سلام يا هانم، البنت كأنها اللبن الحليب الصابح العيون زرق كماء الجميل بحر النيل وخضر كزرع الربيع رأتني يا هانم واحدة أغنى على مركبي، فغنت لي وقالت: تزوجني يا زينة شباب الكنوز: عندي ثلاثة ،فدادين وخمسون نخلة ، وأبى حسه على الدنيا ، وأسمي (قمر) وأمي اسمها (داريا) وأبى اسمه عبد الفضيل، فتقطع هانم عليه الكلام، تعرف بنت الكنوز، إن عثمان الساعة، يكذب عليها، كذبة بيضاء، وبنات الفاتجا الكشاف لا يتزوجن الكنوز أبداً ، فتقول له … تزوج يا عثمان بشير تزوج وافعل ما بدا لك، الساعة، والأرض، لا هي أرض ولا السماء سماء ولا الشمس بنت السموات العلى دلت بحر النيل سيد الكونين، على مكاننا ، وصارت له دليلاً، وأنا عثمان لا تغلبني حيلة، كانت أيام القلوب البيضاء، والكذب الأبيض، كانت تتدلل على هانم ليلة، فتفتح لي بنات الكنوز البيوت ليالي الساعة تخاف الحريم أن يلدن من بطونهن، عيالاً كما التماسيح وأرسل إلى الأزواج في مصر المدينة، فلا يكون لكلامي معنى، و بحر النيل غائب عنا، الساعة ، بحر النيل، قدام عيني، فأخاف منه، لما أكذب، والكذب لأجل عيون هانم حلال..!..
.. قال عثمان… يا هوى يا بنات يا حريم بحر النيل الغالي، سيد الدنيا والشمس بنت السماء، صارت له دليلا اخلع يا عثمان بشير عمامتك ورفرف بها كأعلام المراكب، وشاور بيدك على سراب الصحارى، كأنه بحر
النيل راجع من بعد غياب ساعتها : تصدقك البنات، ويخرجن للحبيب، وتعطيك هانم نفسها، وتكون ليلة من ليالي العيد.. شاور على سراب الصحارى كأنه بحر النيل راجع بعد غياب.
ساعتها سمعتك صفية، قالت يا بنات الكنوز يا هوى رجع الجميل، رجع سيد الكون من بعد غياب لبست صفية ثوبها الأخضر الجديد، وشبارتها الحرير الخضراء، خلعتها، بنت الكنوز، وحزمت خصرها، كي ترقص الساعة، تركت مركوبها في البيت، فردت الملاءات مع النساء تحت قبة الشمس، تفرح صفية، فتزين الفرحة الوجه، وكأن القمر في جبين، والشمس في آخر، ترفع صفية ذيل جلبابها، تدور حول نفسها دوائر دوائر وبشورى جوارها وبحر النيل وحده يا بشورى يعرف سر العشق في القلوب، لبست الحريم، كل واحدة أحلى ما عندها ، أشعلن المسك والصندل في المباخر رفعن الصغار على الأكتاف ليروا بحر النيل الراجع بعد غيبة سنين وغنين طلبن من عثمان بشير أن يضرب لهن على الغاب، فقال ساعتها … أنا القلب هانم، وتخلف عن المواكب ، قال عثمان … وأنا معك يا هانم قالت سيدة الناس… في حضرة بحر النيل وهبتك الروح والنفس يا ،عثمان ولما وضع عثمان يده على لحمها، غابت هانم عن الدنيا ، قالت كلاما لم يسمعه عثمان من زمن العين في العين اليد في اليد الصدر في الصدر والقلب في القلب والعين على بحر النيل، الراجع بعد غيبة، حتى تلد هانم على كرامته ولدا قمرا ، لا هو كما وجه تمساح خرج من بحر النيل في ساعة فيضان عظيم..!
… تجرى البنات وراء سراب ،الصحارى، ويخلعن المراكيب، حزمت فضيلة موسى خصرها، وفكت عويضة باشرى شعرها، تجرى البنات وراء سراب الصحارى تغنى صفية، ويضرب بشورى على الغاب، تجرى البنات وراء السراب كأنه بحر. النيل، ولا يلحق به أحد ، ترمى كل واحدة نفسها على تراب الأرض، ولا الأرض – أرض، ولا السماء سماء، وصفية تنادى النساء، الساعة كي تستريح كل واحدة على صدرها، فتسقيها بنت الكنوز من ريقها، كأنه الماء السلسبيل، فتقول لها … يشرب.. بشورى من ريقك الحلو، وتظللها .. بشعرها من نار السماء، ولا السماء، سماء، تقول صفية … يا إلهي، ما رأيت مثلكم يا كنوز أحدا يموت من العشق، اثنان لو غابا في الدنيا أموت بحر النيل، وبشورى تجرى البنات وراء سراب الصحارى، كأنه بحر، لا له أول ولا آخر حتى مالت شمس المغارب وانطفأ سراب ،الصحارى لما حسبته بنات الكنوز، على رأى عثمان بشير كأنه الماء السلسبيل، وكأنه يلامس الأرض كبحر فياض، تقول صفية مكي… كانت أمي شريفة ، تشير لي على سراب ،الصحارى، كأنه بحر النيل تريد أن تلاعبني، فيكون بعيدا علينا، ولما تغيب الشمس منى لا أجده. فأقول : ضحكت على يا أمي شريفة، وبحر النيل تركنا إلى بلاد غير البلاد، لكنه ينادينا ، فنعود إليه ،فرحين الساعة لا الشمس ،شمس ولا البلاد بلاد ولا الأرض.. أرض ولا رجع لنا بحر النيل، ودلته الشمس على مكاننا الجديد ومن ورائها، الإوز مواكب، وعثمان بشير، لا هو عثمان بشير ولا هو سيد العالمين، عثمان الكداب ولد الكداب ..
لا الشمس.. شمس ولا القمر ،قمر ولا ..البلاد بلاد ولا الناس ناس… الساعة ترجع بنات الكنوز من دون بحر النيل، ودون الشمس بنت السموات العلى، ودون الإوز، مواكب، تقول هانم حسين، كذبت على يا عثمان يا عثمان، قلت لي … يا بنت الكنوز، ها بحر النيل هناك، راجع الجميل واليوم عيد، الليلة عيد، وكل الليالى فوهبتك النفس والروح، قلت لك… يولد من بطني في زمانه ولد من ،زمانه وأعطيتك الروح، وأعطيتك الجسد ، الساعة، يولد من بطنى ولد في غيابك يا سيد الكون، كما تمساح خرج لتوه من فيضان عظيم، الساعة يا عثمان لا للحب معنى ولا للبلاد معنى ولا الشمس بنت السماء، دلته على مكاننا ، ومن ورائها طيور الإوز ، مواكب سلام، لا الشمس. شمس، ولا القمر.. قمر، ولا ..الأرض أرض، ولا الدنيا دنيا ، ولا الناس.. ناس..!
هناك لما كانت الأرض، أرضا والسماء.. سماء، والشمس.. شمسا قالت نساء الكنوز … نهاجر يا عثمان بشير، نهاجر يا سيد الكنوز، فيقول ولد الكنوز نهاجر يا بنات وبحر النيل الساعة، غاضب علينا، يقول الكلام المنقوش على كف الملك العظيم، إذا خالف الكنوز الوصايا، وكذبوا ، ثم نسوا أن يرموا لبحر النيل الهدايا، يطردهم من الأرض التي ولدوا عليها، ولا تتحلى النساء بذهب الملوك، قالت البنات… هي هانم حسين أخذت من ذهب الأميرات، تحلت، وتزينت ثم قالت… يا بنات كل الخير من عرق زوجي عثمان بشير. ..
تقول صفية مكي… أضع أذني على الأرض، أقول.. دقة القلب، دقتان دقة لحبيب القلب بشورى، ودقة لك يا بحر النيل، أقول، وأنا صفية بنت الكنوز بالله عليك يا بحر النار في القلب، والجسد مواجع يا بحر نكبر نحن البنات من دون بنات العالمين، قبل العام بعام ترجع يا بحر ويتزوجني بشورى، ولو ما رجعت يعايرنا الناس الكنوز، بعد الزمان، بزمان، يقولون أول المحبين أول العشاق أول المتزوجين في غيابك يا سيد الدنيا، بشورى، ولد عثمان، وصفية بنت مكي.
… تسأل صفية مكي عثمان بشير، سيد الكنوز أجمعين عن بحر النيل يا صفية: أخبري النساء والبنات راجع يا هوى والشمس بنت السموات العلى، قالت لي يا هووى، تأتيني ساعة ، أنزل فيه، أبل أجنحتي في مائه، أدله على مكانكم الجديد في البلد الجديد، وقالت لهانم حسين تقول صفية … كذاب يا عثمان بشير، كذاب، الساعة تكذب علينا يا عثمان، كما هالبلاد الكدابة، وبحر النيل لا يرجع، ولا تبل الشمس أجنحتها فيه، وتشير له على مكاننا، كانت البنات يتزين له يلبسن أجمل الملابس، يحتفظن له بأحلى العطور، يتدربن على رقصة الفيضان العظيم، يقول عثمان بشير.. لا يا صفية الشمس هي أول القادمين، ووراءها الإوز مواكب – وبعد النيل العريس تفتح له صفية مجرى، فيأتي عند بيتها، والصغار يأخذون الورق، يصنعون له مراكب صغيرة، يسمونها بأسماء البلاد القديمة، والبحارة شدوا السواري على المراكب، ساعتها ، تجرى الفلك بأمره، على مياهه، باسم الله مجريها ، ومرسيها ، فتقول صفية … ها لفرح كله ولا ترجع يا سلام يا بحر النيل، لك ساعة شوق وتساوى الدنيا !
تقول بنات الكنوز، لما تأخر سيد الكون – بحر النيل – عنهن في الوطن الجديد : دمع العين، لا ترجع به البلاد يا ،هووى، وعددن الأسباب، قلن…غضب عليكن بحر النيل يا بنات لأنكن لا تحتملن العشق بالجوابات مع الأزواج المسافرين، فأعطيتن أنفسكن لعثمان بشير في آخر الليالي بيتها ، والعذر لك يا شامية، لما فاتك الزوج المسافر بالسنين، وحزن بحر النيل، وأما هي هانم بشير لما دخلت المعبد في نصف الليالي، مع عديلة دهب وفاطمة دهب، وتبادلن على التماثيل العارية بكامل أشيائها ، المزاج وخلعن السراويل وكل واحدة تعرف أن عثمان بشير بذاته، يقف بين التماثيل، فيتعاركن عليه.
بعدها يرسل عثمان بشير للرجل المسافر، يقول له … جماعتك في خطر، فيرجع لها ، يذوق لحمها بعد السنين الطويلة، فتحبل، وكأن الولد من أصلابه وأما هو عثمان بشير أغضبك يا بحر وأما هن بنات الكنوز، لكن بحر النيل لا ينسى أحبابه وبعد الهجر، يرجع الحبيب، وأما هم المسافرون نسوا، ولا أرسلوا لنا بالاسم في الجوابات هداياهم محبة لبحر النيل، قالت صفية ساعتها هناك…أرمى نفسي فيه يا هووى عنكم يا مسافرين، لكن بحر النيل لا يحب إلا باسمه، والساعة يسأل الصغار عثمان بشير عن موعده، لما يرجع، كيف؟..والبلاد غير البلاد … احك لنا يا عثمان بشير كان عثمان بشير وحده يعرف فيضانه، ومشرق الشمس، ومغيب الفصول، وعدد البنات وعدد الحريم وحكايات الجدود الأحبة، وأسماء الكنوز جميعهم من حلفا، حتى مصر المدينة، ويخطئ أحيانا حتى في اسم عياله، تقول له البنات الساعة، أخبرنا، يا أنباب في أي ساعة، في أي شمس، يرجع الجميل، أخبرنا ….. يعرف عثمان بشير… إن بحر النيل لا يرجع الساعة، ولا يرجع أبدا ، وعثمان بشير الساعة ولا هو عثمان بشير، إلا إذا رجع بحر النيل عرش من فضة، يضرب في نصفه بعصاه، فينشق له نصفين، بينهما طريق فتعبر النساء والبنات حتى الضفة المقابلة، في وقت الفرح، ووقت الحزن، ولو شاء يمشى عليه دون أن تبتل له قدم، ولا طرف جلباب، لكنه الساعة غاضب عليك بشير ولا يرجع أبدا، وأنت يا عثمان بشير من دون بحر النيل، لا تساوى الرخيص، ولا الغالي… الساعة يبكى عثمان بشير سيد الكنوز وللعشق أحكام، لما تحلف هانم عليه تقول … ولا جد أبوك، ولا جمعك، ولا أنت تلمس شعرة واحدة من رأسي، إلا إذا رجع بحر النيل ورأيته بنفسي، ساعتها، كما وعدتك، أعطيك نفسي وألبس لك، وأتعطر، وأنزل بحر النيل كإوزة مهاجرة، أرقص لك، وأغنى وأستحم فيه، من كل شهر من العربي حتى أكمل تسعة شهور بالتمام، فيعطيك ولدا ، الله عليه من ولد ، أمانة يا عثمان، لا تلمس شعرة واحدة من رأسي، إلا إذا رأيت بحر النيل ساعتها، لا أعاند الشوق القاسي على قلبي العاشق لك يا سيد الدنيا، وأتدلل عليك كدلال بنات الكنوز اللاتي لا يمسهن من بين أفخاذهن بشر، وإلا في غيابك يا بحر النيل ألدُ من بطني، ولدا كما تمساح خرج كوحش من البحر في ساعة فيضان عظيم.
.. تقول صفية مكي… تقول لي يا بشورى يا حبيبة القلب يا صفية، أمانة بحر النيل راجع، وأمي هانم تقول لا بناب عثمان، لما يقول لها : تاج الشطين تقول له العشق في غيبة سيد الدنيا ،حرام، فيجن، تقول أمي هانم الله يا مزاج الرجال، نعشقكم طول العمر، وعشقنا عندكم ساعة زمن تنامون بعدها جوارنا كما الكلاب، فأضحك، أقول لك.. بكم تعشقني يا ولد هانم؟ بالدنيا يا صفية … بكم تعشقني يا ولد عثمان؟.. بانباب عثمان ذاته يا صفية… بكم تعشقني يا ولد هانم؟ بالدني يا صفية. بكم تعشقني يا ولد عثمان؟ بأمي هانم تاج الشطين يا صفية… بكم تعشقني يا بشورى؟.. ببحر النيل، سيد الدنيا، فأقول لك، وهبتك النفس والروح من بعدك هوان يا بشورى..! كانت البلاد غير البلاد، والوطن غير الوطن لا البلاد بلاد ولا الشمس، شمس ولا القمر قمر !.. كلما سألتك واحدة من البنات عن (بحر النيل يا عثمان تضحك وتخاف أن يموت قلبك الحي من الضحك، فتجده مات من زمن بعدها تبكى على طيبة قلوب البنات والدنيا لا هي على حالها ، ولا الناس ناس الغريب بكى، وأنت ما بكيت يا عثمان بكى البحارة الغرباء، ولما رأوا البنات الكنوز ، قبل الرحيل، يأخذن العهد منك يا عثمان أن يرجع بحر النيل وراءهن كما الطير الأليف، شرطا حتى يرحلن إلى بلاد غير البلاد والبنات حتى الساعة أمانة في عينيك، ولو سألتك واحدة من البنات .
تقول: الحمد الله ، لا يفهم كلام الحريم غيرك يا عثمان، الساعة لا ترى عيناك إلا بلادا غير البلاد، وشمساً غير الشمس، كأنك صغير السن يا عثمان، تخاف أن تخرج إلى الشارع في هالبلاد فتتوه والبيوت مرصوصة أمامك بلا روح تتمنى البنات، فيقلن … هنا تتجمع مواكب الإوز، لما يرجع بحر النيل بعد غياب وقريب من البيوت قطار يصفر، يرجع من مصر ،المدينة فلا تطرب له البنات كما كن يطرين لما تصفر الباخرة ،البوستة وكأن صفافيرها زغاريد، فتهتز خصورهن، ويرقصن الساعة، حول البيوت عربات تصرخ كما الحزاني على الطريق..! ..
.. يقوم عثمان بشير، في نصف الليالي، ويغنى كي تسمعه هانم فتقوم. من النوم، وتفتح عينها تهز صدرها على السرير العنجريب تتقلب بجسدها ، كما تتقلب على الجمر، تفك شعرها ، تلاعبه بالعين والحاجب، فلا يحتمل ولد الكنوز، عثمان بشير يخلع سرواله، وينصب ،العرس، فتترك له العنجريب وتنام على الأرض، فيقول لها : الله .. الله عليكن يا بنات الكنوز، أمانة أحبك ، يا هانم أغلى من بحر النيل بشوية، وأول مرة تبدلي قمصانك يا هانم بعيدا عن عيني فلا تعطه نفسها إلا إذا رجع سيد الكونين بحر النيل، وسيد الدنيا.
بالسلامة، فيقول عثمان… لا شيء أبدا يغلب قلب العاشق يا هوى لا شيء يغلبني يا هانم..!
. كان عثمان بشير، يكذب في العادة على هانم، يقول لها … أعبر الغرب بالمراكب يا هانم للسلام على العائدين من مصر المدينة، لكن في الحق، تكون قد أدارت رأسه من بنات الغرب، ولما يرجع لها ، يقول… لا يعرف قيمة البلح الأبريمى يا هانم إلا من ذاق القصص بعدها يستحم في بحر النيل ويخاف أمانة تخاف يا عثمان من هانم قيراط، ومن بحر النيل أربعة وعشرين.
تقول … بحر النيل حولنا، نغسل فيه الذنب، والكذب، الساعة لا تحتك ولا في يدك البحر يا عثمان، لكن غرام هانم وغرامك في الخلف السعيد غرامان عندك ولد يا ،عثمان، بشورى والخلفة على الدنيا ولدان وها لبلاد لا يرقص لها القلب، وتخاف لو يرقص قلبك، فيسكت، وتخاف لو سكت لبك، قبل أن تنام معك هانم ليلة في الغرام على سرير عنجريب واحد. … كان عثمان يكذب على هانم، كذبة بيضاء كقلبه، يقول لها : عبرت بحر النيل، حتى بلاد النوبة – الفاتجا – رأيت بنات الفاتجا البيض من نسل المجرب، والقائم غاب والكشاف يا سلام يا هانم، البنت كأنها اللبن الحليب الصابح العيون زرق كماء الجميل بحر النيل وخضر كزرع الربيع رأتني يا هانم واحدة أغنى على مركبي، فغنت لي وقالت: تزوجني يا زينة شباب الكنوز: عندي ثلاثة ،فدادين وخمسون نخلة ، وأبى حسه على الدنيا ، وأسمي (قمر) وأمي اسمها (داريا) وأبى اسمه عبد الفضيل، فتقطع هانم عليه الكلام، تعرف بنت الكنوز، إن عثمان الساعة، يكذب عليها، كذبة بيضاء، وبنات الفاتجا الكشاف لا يتزوجن الكنوز أبداً ، فتقول له … تزوج يا عثمان بشير تزوج وافعل ما بدا لك، الساعة، والأرض، لا هي أرض ولا السماء سماء ولا الشمس بنت السموات العلى دلت بحر النيل سيد الكونين، على مكاننا ، وصارت له دليلاً، وأنا عثمان لا تغلبني حيلة، كانت أيام القلوب البيضاء، والكذب الأبيض، كانت تتدلل على هانم ليلة، فتفتح لي بنات الكنوز البيوت ليالي الساعة تخاف الحريم أن يلدن من بطونهن، عيالاً كما التماسيح وأرسل إلى الأزواج في مصر المدينة، فلا يكون لكلامي معنى، و بحر النيل غائب عنا، الساعة ، بحر النيل، قدام عيني، فأخاف منه، لما أكذب، والكذب لأجل عيون هانم حلال..!..
.. قال عثمان… يا هوى يا بنات يا حريم بحر النيل الغالي، سيد الدنيا والشمس بنت السماء، صارت له دليلا اخلع يا عثمان بشير عمامتك ورفرف بها كأعلام المراكب، وشاور بيدك على سراب الصحارى، كأنه بحر
النيل راجع من بعد غياب ساعتها : تصدقك البنات، ويخرجن للحبيب، وتعطيك هانم نفسها، وتكون ليلة من ليالي العيد.. شاور على سراب الصحارى كأنه بحر النيل راجع بعد غياب.
ساعتها سمعتك صفية، قالت يا بنات الكنوز يا هوى رجع الجميل، رجع سيد الكون من بعد غياب لبست صفية ثوبها الأخضر الجديد، وشبارتها الحرير الخضراء، خلعتها، بنت الكنوز، وحزمت خصرها، كي ترقص الساعة، تركت مركوبها في البيت، فردت الملاءات مع النساء تحت قبة الشمس، تفرح صفية، فتزين الفرحة الوجه، وكأن القمر في جبين، والشمس في آخر، ترفع صفية ذيل جلبابها، تدور حول نفسها دوائر دوائر وبشورى جوارها وبحر النيل وحده يا بشورى يعرف سر العشق في القلوب، لبست الحريم، كل واحدة أحلى ما عندها ، أشعلن المسك والصندل في المباخر رفعن الصغار على الأكتاف ليروا بحر النيل الراجع بعد غيبة سنين وغنين طلبن من عثمان بشير أن يضرب لهن على الغاب، فقال ساعتها … أنا القلب هانم، وتخلف عن المواكب ، قال عثمان … وأنا معك يا هانم قالت سيدة الناس… في حضرة بحر النيل وهبتك الروح والنفس يا ،عثمان ولما وضع عثمان يده على لحمها، غابت هانم عن الدنيا ، قالت كلاما لم يسمعه عثمان من زمن العين في العين اليد في اليد الصدر في الصدر والقلب في القلب والعين على بحر النيل، الراجع بعد غيبة، حتى تلد هانم على كرامته ولدا قمرا ، لا هو كما وجه تمساح خرج من بحر النيل في ساعة فيضان عظيم..!
… تجرى البنات وراء سراب ،الصحارى، ويخلعن المراكيب، حزمت فضيلة موسى خصرها، وفكت عويضة باشرى شعرها، تجرى البنات وراء سراب الصحارى تغنى صفية، ويضرب بشورى على الغاب، تجرى البنات وراء السراب كأنه بحر. النيل، ولا يلحق به أحد ، ترمى كل واحدة نفسها على تراب الأرض، ولا الأرض – أرض، ولا السماء سماء، وصفية تنادى النساء، الساعة كي تستريح كل واحدة على صدرها، فتسقيها بنت الكنوز من ريقها، كأنه الماء السلسبيل، فتقول لها … يشرب.. بشورى من ريقك الحلو، وتظللها .. بشعرها من نار السماء، ولا السماء، سماء، تقول صفية … يا إلهي، ما رأيت مثلكم يا كنوز أحدا يموت من العشق، اثنان لو غابا في الدنيا أموت بحر النيل، وبشورى تجرى البنات وراء سراب الصحارى، كأنه بحر، لا له أول ولا آخر حتى مالت شمس المغارب وانطفأ سراب ،الصحارى لما حسبته بنات الكنوز، على رأى عثمان بشير كأنه الماء السلسبيل، وكأنه يلامس الأرض كبحر فياض، تقول صفية مكي… كانت أمي شريفة ، تشير لي على سراب ،الصحارى، كأنه بحر النيل تريد أن تلاعبني، فيكون بعيدا علينا، ولما تغيب الشمس منى لا أجده. فأقول : ضحكت على يا أمي شريفة، وبحر النيل تركنا إلى بلاد غير البلاد، لكنه ينادينا ، فنعود إليه ،فرحين الساعة لا الشمس ،شمس ولا البلاد بلاد ولا الأرض.. أرض ولا رجع لنا بحر النيل، ودلته الشمس على مكاننا الجديد ومن ورائها، الإوز مواكب، وعثمان بشير، لا هو عثمان بشير ولا هو سيد العالمين، عثمان الكداب ولد الكداب ..
لا الشمس.. شمس ولا القمر ،قمر ولا ..البلاد بلاد ولا الناس ناس… الساعة ترجع بنات الكنوز من دون بحر النيل، ودون الشمس بنت السموات العلى، ودون الإوز، مواكب، تقول هانم حسين، كذبت على يا عثمان يا عثمان، قلت لي … يا بنت الكنوز، ها بحر النيل هناك، راجع الجميل واليوم عيد، الليلة عيد، وكل الليالى فوهبتك النفس والروح، قلت لك… يولد من بطني في زمانه ولد من ،زمانه وأعطيتك الروح، وأعطيتك الجسد ، الساعة، يولد من بطنى ولد في غيابك يا سيد الكون، كما تمساح خرج لتوه من فيضان عظيم، الساعة يا عثمان لا للحب معنى ولا للبلاد معنى ولا الشمس بنت السماء، دلته على مكاننا ، ومن ورائها طيور الإوز ، مواكب سلام، لا الشمس. شمس، ولا القمر.. قمر، ولا ..الأرض أرض، ولا الدنيا دنيا ، ولا الناس.. ناس..!