مصطفى الحاج حسين - عويل القهر..

تقطعتْ أقدامّ السماءِ
وتهاوتْ
فوق غبارِ الدمعِ
تهشَّمت أسنانُ البرقِ
ودُقَّ عنقُ الغيمِ
زُهقَ الضوءُ
وتصلَّبَ وريدُ الهواءِ
شقَّ الليلُ ثيابَه
وبالَ النهارُ على عينيهِ
الكلامُ مطحونُ العظامِ
والصوتُ مخصيُّ الصدى
والندى مهروسُ الحَنجرةِ
لا شيءَ في الأفقِ
إلَّا أحذيةُ العسكرِ
والزمنُ يسبِّحُ باسمِ الخرابِ
الدربُ يهرب من خُطوتي
والهاويةُ تتفتَّح أوراقُها
من قلبِ الوردةِ يُطلُّ الخنجرُ
من جنحِ الفراشةِ أشُمُّ
رائحةَ البارودِ
ومن أصابعِ العسلِ
تنسابُ الاكفنةُ
باعَ الحائطُ إحساسي بالأمانِ
والنافذةُ هتكتْ سَتري
والأبوابُ سلَّمتني للأصفادِ
بلادُنا بلا خارطةٍ
يحدُّها الذُلُّ والهوانُ
ويدخلُها
كلُّ ذي نابٍ عظيمٍ
الأخوةُ
دقُّوا مساميرَهم
على جدرانِ دمعتي
الأصدقاءُ
صنعوا لي مِقصلتي
والجيرانُ
ساوموا النيرانَ
على خيمتي. *

مصطفى الحاج حسين
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...