لا ينسى أي منا خفقة القلب الأولى، ورعشة الروح أمام أول احساس ٍ صادق ٍ شعر به، ولا ينسى الأماكن أو الكلمات أو الروائح أو الأصوات التي رافقته، فهي بمثابة واحدةٍ من الولادات التي نعيشها كما المرات التي نموت فيها قبل أن نموت بشكلٍ جسدي..
وتبدو الحياة مثل المواصلات العامة أو محطة القطار، البعض يرافقنا في عددٍ منها وينزل عندما ينتهي دوره ليلتحق بقطارٍ آخر، ونسأل أنفسنا كثيراً لم يدخل أشخاص ٌ إلى حياتنا طالما كانوا سيخرجون منها، وليتهم يخرجون وحدهم دون أن يأخذوا شيئاً منا معهم كما تنزع قطعٌ من الصوف عندما تلتف بقطعةٍ من الخشب، كألم ٍ لا مناص منه.. يتحول إلى ندبةٍ على جدران القلب وثقبٍ في الروح نسده بأوراق ٍ مجعدة تسقط عند أول اهتزاز لتعري جراحنا من الداخل، ويطفو الوجع على السطح من جديد مثل أسطورة سيزيف.. حجراً ضخماً كلما صعدنا به الجبل سقط ثانيةً ولا خيار لنا في حمله كل مرة..
وكم من قلبٍ معذب وجد خله بعد عناء..لكن في التوقيت الخاطىء، فالزمن يغير المشاعر وطريقة الحب ومراسم الغرام، فلا نعيشه في سن النضج كما عشناه في سن تفجر الإحساس، لنتفاجأ بأنفسنا كما فاجأنا الغائبون بأن هناك شيئاً لم يعد كالسابق، توقف عنده الزمن وأخذه كما تأخذ أمواج البحر زوارقنا الصغيرة، وأخذته الرياح كبالونٍ طار من بين أيدينا نحو السماوات البعيدة، فكم تمنينا لو أننا لا زلنا قادرين على أن نحب من باغتوا قلبنا في عزلته كما أحببنا من سبقهم بتوهجٍ ألهب كل ما فينا وأخرج أجمل ما بداخلنا، ولم نعد نعرف هل تبقى في القلب ما يمكن أن نعطيه، وهل ما زال ذراعانا قادرين على المعانقة بحنانٍ كالماضي، وهل بقي في العين دمعٌ لتبكي من الفرح بعد أن حولها الحزن إلى صحراء قاحلة..
الحب جميل لكنه بعد الخبرة يصبح محملاً بتجارب الخيبة وتحولات الوجع وفلسفة الندم ونظرة التوجس والشك في النفس قبل الآخرين، كونها لم تعد قادرة ً على التنبؤ بالقادم أو الإستسلام للحلم، كمن يراقص محبوبه وفي جيبه سكين يحمي به قلبه من جراح العمر وألم الفراق ودموع الغد..
خالد جهاد..
وتبدو الحياة مثل المواصلات العامة أو محطة القطار، البعض يرافقنا في عددٍ منها وينزل عندما ينتهي دوره ليلتحق بقطارٍ آخر، ونسأل أنفسنا كثيراً لم يدخل أشخاص ٌ إلى حياتنا طالما كانوا سيخرجون منها، وليتهم يخرجون وحدهم دون أن يأخذوا شيئاً منا معهم كما تنزع قطعٌ من الصوف عندما تلتف بقطعةٍ من الخشب، كألم ٍ لا مناص منه.. يتحول إلى ندبةٍ على جدران القلب وثقبٍ في الروح نسده بأوراق ٍ مجعدة تسقط عند أول اهتزاز لتعري جراحنا من الداخل، ويطفو الوجع على السطح من جديد مثل أسطورة سيزيف.. حجراً ضخماً كلما صعدنا به الجبل سقط ثانيةً ولا خيار لنا في حمله كل مرة..
وكم من قلبٍ معذب وجد خله بعد عناء..لكن في التوقيت الخاطىء، فالزمن يغير المشاعر وطريقة الحب ومراسم الغرام، فلا نعيشه في سن النضج كما عشناه في سن تفجر الإحساس، لنتفاجأ بأنفسنا كما فاجأنا الغائبون بأن هناك شيئاً لم يعد كالسابق، توقف عنده الزمن وأخذه كما تأخذ أمواج البحر زوارقنا الصغيرة، وأخذته الرياح كبالونٍ طار من بين أيدينا نحو السماوات البعيدة، فكم تمنينا لو أننا لا زلنا قادرين على أن نحب من باغتوا قلبنا في عزلته كما أحببنا من سبقهم بتوهجٍ ألهب كل ما فينا وأخرج أجمل ما بداخلنا، ولم نعد نعرف هل تبقى في القلب ما يمكن أن نعطيه، وهل ما زال ذراعانا قادرين على المعانقة بحنانٍ كالماضي، وهل بقي في العين دمعٌ لتبكي من الفرح بعد أن حولها الحزن إلى صحراء قاحلة..
الحب جميل لكنه بعد الخبرة يصبح محملاً بتجارب الخيبة وتحولات الوجع وفلسفة الندم ونظرة التوجس والشك في النفس قبل الآخرين، كونها لم تعد قادرة ً على التنبؤ بالقادم أو الإستسلام للحلم، كمن يراقص محبوبه وفي جيبه سكين يحمي به قلبه من جراح العمر وألم الفراق ودموع الغد..
خالد جهاد..