مقتطف مصطفى الحاج حسين - رواية (ملح السراب).. الجزء السابع

الجزء السابع

لقد نضجت ” سميرة ” ، سنوات وأنا أراقب نموّ جسدها الأسمر ، وها هي تبرعم ،وتشبّ طولاً ،فتغدو أطول من أختي ” سعاد ” .شعرها الأسود يثير شهيّتي لاستنشاقه ،وأسنانها النّاصعة تجعلني أحلم أن تعضّني ، دائماً أتمنّى أن تعضّني ، لا أدري لماذا تسيطر عليّ هذه الرّغبة ؟! كلّما رأيتها تبتسم فتنفرج شفتاها المكتنزتان عن تلك الأسنان اللؤلؤية .
وذات يوم أردت أن أحتال عليها ، حتّى أحقّق حلمي ، فأخذت أتباها أمامها بقوّتي وقدرتي على التّحمل ، وحين أخذت تسخر منّي ، قلت :
– هذه يدي .. خذي وعضّي عليها بقوة ، مزّقي يدي إن استطعتِ .. عندها سترين مدى احتمالي .
في البدء لم تقبل هذا التّحدي ، دفعت يدي عنها وقالت ساخرة :
– أخاف أن تبكي .
صرختُ وكانت رغبتي ناراً تتأجج بداخلي :
– جرّبي ، لكِ أن تقطعي يدي ، إن استطعتِ أنا أتحداكِ .
وانقضّت ” سميرة ” على يدي ، غرزت أسنانها في رسغي ، وتوقّد ساعدي عندما لامسته شفتاها ، وشعرتُ بنشوة لا توصف ، نشوة غريبة ممزوجة بالألم والسّعادة ، فأخذتُ أهتفُ فرحاً :
– عضّيها أكثر ، بقوة فأنا لا أتألم .
أحسستُ بأسنانها تنهشني ، تمضغ قلبي ،
وتمنّيت أن تطول هذه اللحظة إلى الأبد .
اكتشفتُ أنّ اللذّة تنبع من الألم ، لذّة مجنونة
فتأوهتُ من النشوة ، وظننتُ أنّ دمي سيتدفّق من خدّي المحمرّين ، فمددتُ يدي لأشدّها من شعرها ، انحنيتُ فوقها لأتنشقه ، لكنها سرعان ما تركت يدي .. وابتعدت ، فهتفتُ أتظاهر بالانتصار :
– لقد هزمتكِ .. كسبت الرّهان .
واقتربت أختي منّي ، استهواها هذا التّحدّي ، قالت :
– تعال .. أعضّك أنا .
ولا أدري كيف .. ولماذا .. صفعتها على خدّها بقسوة ، وخرجت *

يتبع.. / 8 /


مصطفى الحاج حسين
حلب




تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...