مصطفى معروفي - سِلالُ أقمارٍ

مسك الاستهلال:
قضيْتُ سنين العمْرِ للشعر قارِضاً
وما زلـــــتُ ـ والله العليم ـ أهابُهُ
فيا داخــــــلاً للشعر من غيرِ بابهِ
تمهَّلْ ـ هَداكَ اللهُ ـ للشعــــرِ بابُهُ
ـــــــــــــــــ
كنتُ أظن الوقت صباحاً
حتى اشتعل الماء يمينا وشمالاً
وإلى أن أعطتني الريح
مفاتيح الأبراج الخلفيّةِ
آنئذٍ
دِنْتُ لها بالإغواء
وتأويلات البرزخ عبر التاريخِ
أنا أتفاءلُ
لما انطلق الرجل المفتون بنجمتهِ
ليؤوّلَ ما سيراهُ بعد قليلٍ بين
غزالٍ مؤتلقٍ
وشجيْرةَ نارٍ
كان يعرّي سلسلة الأنسابِ
وآلى أن سيعْرفنا الواحدَ تلْو الآخرِ
ثم يسير إلى خندقه
ملتمسا للغفرانِ
ومتَّسِعا كالفرح النابعِ
من قوقعةٍ سيّدَةٍ...
هي دائرة للحجل المشمولِ
بعطْف الغابةِ
كنت أجالسها وأنا أرتاح
إلى أقواس الحجر الملكيّةِ...
لم أسْعَ لأبهةٍ أبداً
هدفي كان نبيلا
ولذاكَ رَتَقْتُ أصابعَهُ بعصافيرَ
إذا عبَرتْ بسماءٍ
كان لها المجْدُ
وأمطرَ عاتقُها بالموج الأخضرِ
في سعَف النوء
وأحيانا تحت عيون السمك المبتهجِ الواقفِ
(يلزمني شجرٌ مبتهلٌ
كي ألقي سربَ غبارٍ في فمِ مدخنةٍ
هيَ لمُرَابٍ أَشِرٍ)
ساعةَ قدِم الليلُ
دنا القمر من الخيمة ذات الأسلِ الراقصِ
ثم مضى يرمي بسلالِ الأقمارِ
إلى الفتيات اللائي كنَّ قريبات
من النهرِ
وهنَّ يُقرْفِصْنَ
وينظرْنَ إلى جهة النخلة
ذات الهندام المتحنِّثِ.







تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...