ذياب شاهين - أحلامُ الشاعرِ المَغمور

منذُ ربعِ قرنٍ
ينتظرُ دعوةَ مهرجانٍ محترم
ليشتريَ حذاءً جديداً وجواربَ
فلم تأتِ الدعوةُ ولا الجواربَ
منذ ربعِ قرنٍ
ينتظرُ دعوةَ من مهرجانٍ خارجيّ
ليشتريَ ربطةَ عنقٍ ونظاراتٍ
فلم تأت الدعوةُ ولا النظّارات
منذ ربعِ قرنٍ
ينتظرُ جائزةً محترمةً
كي يشتريَ بدلةً جديدة
فلم تأتِ الجائزةُ ولا البدلة
فنامَ حزينا
يحلمُ بشراءِ حذاءٍ إيطالي
ونظاراتٍ فرنسيّة
وبدلةٍ انكليزيّة
وفي الحلمِ
التقى أمرأ القيس
وقد تهرّأ جلدُهُ
حينما لبسَ حُلّةَ
ملكِ الرومِ المَسمومة
والتقى بعبيد ابن الأبرص
ويدهُ تنزف دما
بعد أن قطعَ المنذرُ شرايينَه
والتقى طرفةَ بن العبد
وقد فصدَ عاملَ البحرين عينيهِ
ورأى
شعراءَ ملوكا ووضيعين وصعاليكَ
يتقاتلونَ على الدنيا وتقتلهم
ومن بعيدٍ
رأى عدَّة شعراءَ متلونين
كانوا ردّاحينَ
وباتوا مدراءَ مهرجاناتٍ
في زمنِ الاحتلال
ومعهم ثلةٌ من الدركِ
يريدونَ القبضَ عليهِ
ففزَّ من الحلمِ مذعوراً
وحينَما فتحَ
بريدَهُ الإلكتروني
تفاجأ بدعوةٍ من سوقٍ عكاظ
بتوقيع النابغة الذبياني قائلًا:
فإنَّكَ كالليلَ الذي هوَ مُدركي
وإن خلتُ أنَّ المُنتأى عنكَ واسِعُ
تعجّبَ من الدعوةِ
فقد كانتْ قديمةً جدا
فاشترى حِصاناً عابٍرا للزمن
وحلّةً جديدةً
ووضعَ عمةً على رأسهِ
وخفّين جديدين بقدميهِ
وطارَ محلّقا
كي لا يفوتَهُ المهرجان

بابل- السبت
‏27‏/05‏/2023‏ 10:25:12 ص

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...