علجية عيش - لباقة سورية

الشّايْ سيّدتي...


كنت دوما أمر على مطعمه (المطعم الشامي) دون الإهتمام بما يقدمه من أكلات سورية، لكن اليوم قررت دخوله لآخذ وجبة غذاء خفيفة، أخذت قائمة الأكلات التي يقدمها مطعمه، واثارت إعجابي أكلة يسمونها عجائن باللحم، انتظرت بعدما سلمني زجاجة ماء معدني، وحين حضرت الأكلة تفاجأت، هي تشبه إلى حد ما الكسرة المحشية كما تسمّى عندنا (لا اقصد المحجوبة)، لكنني لم أستطع أكلها لأنها لم تكن طرية كما أرغب انا، وقد لاحظني وأنا أتذمر لصعوبة مضغها

كان المطعم يعمّ بالزوار، الكل منشغل ببطنه، وفجأة أجده يحمل صينية فيها كؤوس الشاي، وقام بتوزيعها على كل الزبائن، حتى وصل إلي، وقال تفضلي سيدتي، وراح يشرح لي طريقة تحضير هذه الأكلة موضحا أن السوريين يحبونها ويطلبونها بكثرة، هي في الحقيقة لذيذة جدا لكن لا تصلح لمن أضراسه هشة مثلي (هيهههه)
سألته عن ثمن الشاي، رد علي بلباقة: الشاي لضيافتكم، سكت ولم أنبس بكلمة، هو طبعا سلوك حضاري لكسب الزبون، الحقيقة شعرت بالإحراج وأنا التي كنت أتذمر من الأكلة دون أن أنتبه لمتابعته لي، حيث كان يراقبني من بعيد، فالتعامل مع الآخر يتطلب كثيرا من اللباقة، ولو أننا أحيانا نكون في وضع لا نشعر فيه بردة فعلنا إن كانت إيجابية أم سلبية
وجدت نفسي اتساءل: من هو الضيف الحقيقي؟ صاحب المطعم الذي في بلادي وفي مدينتي أم أنا المتواجدة في مطعمه، ما يلفت الإنتباه أن المطعم مزين بديكور شرقي يشعر الزائر بالراحة، بجعله يفكر في العودة إليه، لا زلت أذكر العبارة التي كتبتها في مذكرة تخرجي باللغة الفرنسية كان موضوعي حول الإستقبال وكنت قد كتبت عبارة l’accueil c'est l'image de marque de l'entreprise

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...