لن تخسر أي أحد في هذا العالم، لأنك لم تكسب أحداً. امسك حربتك وانقذف إلى الأمام...حتى تنجرف إلى الهاوية. فسواء قابلك أعداء ام لا فعليك أن تنقذف إلى الأمام.
هذا العالم بلا حقيقة إلا ما تعتنقه أنت من حقائق؛ فانقذف إلى الأمام كلحن موسيقي، كدقات الطبول الأفريقية. واحرق سفنك.. احرقها ولا تكترث لطريق العودة. فلماذا تريد أن تشاهد ما شاهدته من قبل. وليس لهذا العالم معنى إلا انوجادك فيه فلا تبحث عن معنى خارجك. ولكن اجمع ما هو خارجك في داخلك لتمنحه من معناك. الزهور الحمراء ولون الدم، ونكهة البرتقال وملح الدمع هي انت وحواسك وليست هي بلا أنت. ولا تعبد الطرق بل سر عليها كما هي، وخض وعورتها وسلاستها. فعاجلاً أم آجلا ستعبدها أحذية الطراق من بعدك.
وكن غجرياً. لأن الغجرية فلسفة من القلب لا العقل. وكن بدوياً لأن البداوة إدمان للارتحال وابتلاع الخلو. وكن شاعراً بلا لغة، لأن الحس أكبر من الكلام. وانجرف في حب امرأة كما تقاتل عدوك. وودعها كما تودع السفن موانئها، فلا قيمة للسفن الراسية إلى الأبد. واجمع ثوبك المهترئ في زمهرير الشتاء ولكن لا تتوقف عن المسير.. كن ميتاً من أجل الحياة.
قال العجوز لي ذلك ودخن غليونه الخشبي وجسده عارٍ، وقد أبعد ظهره عن الشجرة التي خلفه. قال:
- ولا تعتاد على إسناد ظهرك على ما هو وراءك.
وبصعوبة نهض وصوت قرقعات مفاصله يختلط بصوت الحشائش تحت قدميه، ثم دخل إلى كوخه وتركني أمام بهو العالم.
____
هذا العالم بلا حقيقة إلا ما تعتنقه أنت من حقائق؛ فانقذف إلى الأمام كلحن موسيقي، كدقات الطبول الأفريقية. واحرق سفنك.. احرقها ولا تكترث لطريق العودة. فلماذا تريد أن تشاهد ما شاهدته من قبل. وليس لهذا العالم معنى إلا انوجادك فيه فلا تبحث عن معنى خارجك. ولكن اجمع ما هو خارجك في داخلك لتمنحه من معناك. الزهور الحمراء ولون الدم، ونكهة البرتقال وملح الدمع هي انت وحواسك وليست هي بلا أنت. ولا تعبد الطرق بل سر عليها كما هي، وخض وعورتها وسلاستها. فعاجلاً أم آجلا ستعبدها أحذية الطراق من بعدك.
وكن غجرياً. لأن الغجرية فلسفة من القلب لا العقل. وكن بدوياً لأن البداوة إدمان للارتحال وابتلاع الخلو. وكن شاعراً بلا لغة، لأن الحس أكبر من الكلام. وانجرف في حب امرأة كما تقاتل عدوك. وودعها كما تودع السفن موانئها، فلا قيمة للسفن الراسية إلى الأبد. واجمع ثوبك المهترئ في زمهرير الشتاء ولكن لا تتوقف عن المسير.. كن ميتاً من أجل الحياة.
قال العجوز لي ذلك ودخن غليونه الخشبي وجسده عارٍ، وقد أبعد ظهره عن الشجرة التي خلفه. قال:
- ولا تعتاد على إسناد ظهرك على ما هو وراءك.
وبصعوبة نهض وصوت قرقعات مفاصله يختلط بصوت الحشائش تحت قدميه، ثم دخل إلى كوخه وتركني أمام بهو العالم.
____