أحمد سواركة - .شرق الميدان

إلى سعدي يوسف

كان القاع صغيرا ويتحرك
الحفرة تنمو في الموقد
كان موسما جافّا يتخبط بين الكراسي
لقد انكسر المساء من تلقاء نفسه
ونهض بين المارة جسرا
تحركتُ أنا على الجسر كي أمضغ حبالا
أنادى علي صديقي وهو يصفّر من بوابة (ستيلا ) حتى منام ( علي بابا)
كنّا في الطين، واقفين ، نشير إلى صوت سقط من السماء
ظهر سُعالك في أجولة يحملها باعة قادمون من الليل
انتفضتُ فجأة ، لأنني رأيت في عينيك مَمرّاً به دخان عائداً من بعيد
فهبطتُ أضغط الميدان بقدميّ
ثم واصلت الضغط بأسناني الى أن بلغت المكتبة
في تقاطع الطرق اكتشفت أنني عاريا
لذا ركضتُ وأنا أتمتم :
( وصل الحارس الى المكتبة التي أصبحت بيتا يبدّل العملة )
ذهبت إلى أول الكلمات متعجلا ، ومحميّا بنشوب حرب تندفع كلما
تكلمت أولغا عن وجباتها الساخنة
إنكسر جبيني عند كشك السجائر
فرأيتك تحمل حقيبة بها ثقوب وخرائط
سألتني يومها عن بعض المناطق النائية ، ثم تكلمت مع أحد الأرصفة
كنت تصرُّ على إقناعي بأن الشارع اسمه (عدلي)
وأن الإشارة جاءت هنا في انتظار الشعب
لكن مرت عربة سوداء بيني وبينك
فناديت التمثال بصوت عال
أربعة نظرات سقطت من نظرة واحدة
قِطَعٌ من بغداد - تحمل نفس الإسم - تناثرت
كان (البيان) يمر أمامنا على شاكلة ظهر منحنٍ
مداخن في بيت كونراد توقفت
كنت تأكل الأحلام القادمة من البصرة
في حي عابدين ، مكثت يومين تغلق الأبواب
الشارع الفرعيّ نام
المسافة بين الفكين بلغت المنتصف
ابتلعنا شيئا كبيرا
سمعتك تردد ( قلب الظلام )
أما أنا ، فأكلت تبغا قبل أن أكتب على الغلاف :
ظهيرة قاسية
الناشر بطيء
بماذا تفكر؟
صوتك شرق الميدان
قرأت النشرة الداخليّة
كلّ مالدينا تغيّر
,,,,
آلامٌ في عنقك من صدر السيّاب.

. أحمد سواركة
مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...