مصطفى الحاج حسين - معجم العشّاق .

لو تقتلينني دفعةً واحدةً
كنتُ سأشكرُكِ
وأسامحُكِ بدمي
وبكلِّ سنواتِ عذابي
وكنتُ سأمتدحُكِ أمامَ العشّاقِ
كي لا يذمَّ بِكِ أحدٌ
وسأبرِّرُ الأمرَ لكِ
أمامَ قصائدي
التي تفهمُكِ تماماً
وتعرفُ كلَّ شيءٍ
عن علاقتِنا التي لم تكن
أسامحُكِ بعمري
الذي لم أملكْ سواهُ
وبدموعي التي ذرفَتْها روحي
لا عليكِ منَ الليلِ
سيرتاحُ من شكوايَ
ولا تلقي بالاً بالقمرِ
سأقولُ لهُ لا تتدخّلْ
سأرتّبُ لكِ الأمورَ
مع كلِّ مَن يهمُّهُ أمري
فقط عجّلي واقتليني
دفعةً واحدةً بلا تردّدٍ
تعبتُ من موتٍ مجزأٍ
فكم مرحلة تجتازينَها
في قتلي ؟!
وما زالَ قلبي ينبضُ باسمِكِ
وأصابعي ما زالت تخطُّ لكِ القصائدَ
حتّى أنّ روحيَ المكلومةَ
ما زالَ عندَها مساحةٌ من فضاءٍ
يتّسعُ لكثيرٍ من حبِّكِ
أناشدُكِ ..
باسمِ الندى أطلقي سهامَكِ
دفعةً واحدةً
باسمِ قلبِكِ الطّيبِ
أجهِزي علَيَّ بقوةٍ أريحيني
وكوني على ثقةٍ
لن أكرهَكِ
أو أعاتبَكِ
فما أنا إلاّ طريدتُكِ
قدري أن أتذوّقَ
.كلَّ أصنافِ العذابِ
على يديكِ
ثمّ تقتلينني بأصابعَ باردةٍ
أعدميني ..
واكتبي عندَ جثتي
هذا جزاءُ مَن يتجرأُ
على حبّي بجنونٍ
وتسوّلُ لهُ قصيدتُهُ
الأمارةُ بالسُّوءِ
أن تخلّدَني
كقطرةِ النّدى
في معجمِ العشّاقِ
فاقتليني ..
لأحبَّكِ أكثرَ *.

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...