(3)
فاح في المكان رائحة الزيت والطحين ورائحة صابون وكالة الغوث . أعدت أم سالم أكياس الطحين الفارغة لتملأ بها الطحين والأرز والسكر ، ولم تنس أن تجهز وعاء الزيت والخبوط والإبرة كي تحيك فوهات الأكياس ولا تخضع لابتزازات شهدية النورية ، التي تحيك كل كيس بصحن طحين كاملا غير منقوص ثم تبيع ما تجمعه من الطحين لأبي حسن تاجر الطحين بمبلغ وقدره .
نادت أم سالم بأعلى صوتها على أم خليل وأم جريس لتجهيز أنفسهن بأغراضهن للخروج إلى المؤن ، مؤكدة لهن بزعيقها بأن اليوم هو اليوم الأول لاستلام المؤن .
( حكحك ) جهز حماره هو الأخر وأسعفه بكثير من الماء والخبز الجاف كي يقوى على حمل أكياس الطحين الكثيرة في أزقة المخيم وشوارعه الترابية .
وصلت أم سالم وأم جريس معهن كرت أم خليل التي تأخرت قليلا وسلمنّ كرت المؤن لأبي شاكر كي يحجزن الدور . تلفتت أم سالم بعدة اتجاهات فوجدت كل الأمكنة الظليلة ممتلئة بالنسوة ، ولا مكان لهن إلا الجلوس في الأمكنة شديدة الحرارة ، فقالت أم سالم متبرمة مغتاظة : ما بيكفي صايمات كمان نقعد بالشمس ؟ وشدت يد أم جريس مرغمة على الجلوس في المكان بلا ظل .
مضت نص ساعة قبل أن يخرج ابو خليل يحمل بطاقات المؤن بيد مرتجفة . مسح العرق عن جبينه بالحطة المنقطة باللونين الأبيض والأسود ، فتعلقت بفمه العيون والأذان وساد الصمت . إلا من صوت أبي خليل : فاطمة خليل
نعم
سعدية حسن
حاضر
فريال محمود
...........
فريال محمود .
..........
نادي على الاسم اللي بعده صرخت أم سالم
حسين الحسن
ايوه
صمت ابو خليل وفرّ داخلا نحو البراكية من شدة الحر ، ضجت الأسماء وتململت الأجساد وعادت الألسن تصدح من جديد .
نظرت أم سالم نحو المرأة التي تجلس على يسارها وبادرتها بالسؤال التقليدي فاتحة باب الحديث والتعارف : من اي بلد إنت يا اختي ؟
انا من العباسية قالت المرأة
العباسية ؟ سألت ام سالم مستفسرة فظنت المرأة أن أم سالم لا تعرف أين تقع قرية العباسية فقالت : العباسية قرى يافا .
ضحكت ام سالم وقالت قصدك اليهودية ؟
ضحكت المرأة وسألت وأنت من أي بلد ؟
أنا من عجور قضاء الخليل
والنعم قالت المرأة
وهاي أم جريس من اللد . وأشارت بيدها نحو أم جريس
والنعم قالت المرأة
وهاذي أم خليل عنّابة
اه والله يختي اتشتتنا وكل وحدة من بلد الله يفرجها ونرجع لبلادنا من ذل المؤن والمخيم
امين . قالتها أم سالم معلنة انتهاء الكلام ، حين ظهر المنادي وبدأ ينادي على الأسماء من جديد .
فاح في المكان رائحة الزيت والطحين ورائحة صابون وكالة الغوث . أعدت أم سالم أكياس الطحين الفارغة لتملأ بها الطحين والأرز والسكر ، ولم تنس أن تجهز وعاء الزيت والخبوط والإبرة كي تحيك فوهات الأكياس ولا تخضع لابتزازات شهدية النورية ، التي تحيك كل كيس بصحن طحين كاملا غير منقوص ثم تبيع ما تجمعه من الطحين لأبي حسن تاجر الطحين بمبلغ وقدره .
نادت أم سالم بأعلى صوتها على أم خليل وأم جريس لتجهيز أنفسهن بأغراضهن للخروج إلى المؤن ، مؤكدة لهن بزعيقها بأن اليوم هو اليوم الأول لاستلام المؤن .
( حكحك ) جهز حماره هو الأخر وأسعفه بكثير من الماء والخبز الجاف كي يقوى على حمل أكياس الطحين الكثيرة في أزقة المخيم وشوارعه الترابية .
وصلت أم سالم وأم جريس معهن كرت أم خليل التي تأخرت قليلا وسلمنّ كرت المؤن لأبي شاكر كي يحجزن الدور . تلفتت أم سالم بعدة اتجاهات فوجدت كل الأمكنة الظليلة ممتلئة بالنسوة ، ولا مكان لهن إلا الجلوس في الأمكنة شديدة الحرارة ، فقالت أم سالم متبرمة مغتاظة : ما بيكفي صايمات كمان نقعد بالشمس ؟ وشدت يد أم جريس مرغمة على الجلوس في المكان بلا ظل .
مضت نص ساعة قبل أن يخرج ابو خليل يحمل بطاقات المؤن بيد مرتجفة . مسح العرق عن جبينه بالحطة المنقطة باللونين الأبيض والأسود ، فتعلقت بفمه العيون والأذان وساد الصمت . إلا من صوت أبي خليل : فاطمة خليل
نعم
سعدية حسن
حاضر
فريال محمود
...........
فريال محمود .
..........
نادي على الاسم اللي بعده صرخت أم سالم
حسين الحسن
ايوه
صمت ابو خليل وفرّ داخلا نحو البراكية من شدة الحر ، ضجت الأسماء وتململت الأجساد وعادت الألسن تصدح من جديد .
نظرت أم سالم نحو المرأة التي تجلس على يسارها وبادرتها بالسؤال التقليدي فاتحة باب الحديث والتعارف : من اي بلد إنت يا اختي ؟
انا من العباسية قالت المرأة
العباسية ؟ سألت ام سالم مستفسرة فظنت المرأة أن أم سالم لا تعرف أين تقع قرية العباسية فقالت : العباسية قرى يافا .
ضحكت ام سالم وقالت قصدك اليهودية ؟
ضحكت المرأة وسألت وأنت من أي بلد ؟
أنا من عجور قضاء الخليل
والنعم قالت المرأة
وهاي أم جريس من اللد . وأشارت بيدها نحو أم جريس
والنعم قالت المرأة
وهاذي أم خليل عنّابة
اه والله يختي اتشتتنا وكل وحدة من بلد الله يفرجها ونرجع لبلادنا من ذل المؤن والمخيم
امين . قالتها أم سالم معلنة انتهاء الكلام ، حين ظهر المنادي وبدأ ينادي على الأسماء من جديد .