مصطفى معروفي - نافذة على الشارع

تلك الغيمة
شربت نيران الطين
ولم تعشق من رحلتها الالفية
غير الميل الأول
تشتاق إلى النوء
فهو من أرشدها لبوارجه منتصف العام
وألبسها عاصفة تشبه بجعا يكسر
اثناء الليل مزاليج التهدئة
تحط على شفة الكهف
عصافير الملح
وفي الجهة القصوى للبحر
تنفض عنها صخب الأمداء
وتلمع
ثم تسير برغبتها حتى آخر دولاب
في البيت
لتشعل فيه طلعتها الملكية
ثم يكون لها الفرح الطازج
رهنَ اليدِ
مثل بروق تلعب فوق سوار النخلة
بهدوء ملتزم
وبصدر رحب
أيا كان مدارك يا النجمة
يا ذات البدن البوهيمي الرائع
يبقى وجهك في الكف غزالا
يجري نحو بداهته
يوقد كوكبه بالحجر الغض
ويخبر سرب التم على الضفة
عن شمس وافدة
قيلولتها كهزيم الرعد يؤدي طقسا
في محراب محيط شرسٍ
من جذع النار امرأة خرجت
بايعت الماء
فطوّق نزق الريح ضفائرها
وانتشرت كربيع يسهر في الغابة
وفق العادة...
نافذة البيت على الشارع
تقتضب الضِّحْكَ
إذا رأت القط أمام المرآة
يقلدها ساعةَ تتثاءبُ...
في الغد
دوّن في كراسك ما ستراه:
"هزار يتأمل مدخنة تتلفع
بطيور عابرة".
ــــــ
مسك الختام:
كم فـرصة واتــت فـجـاءت سهلة
لم تُغتنَم فــي الحيـن قبـل فواتها
فمـضت ولـم ترجـــع كنار أخمدت
في الفرن حتى مات نبض حياتها









تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...