محمد بشكار - بَحْرٌ وَيَسْبَقُنِي زَبَدِي..

لَسْتُ
بَحْراً، وَلَكِنَّنِي
سَأُحِيطُكِ حُلْماً؛ إذَا
دُرْتِ حَوْلَ وِشَاحِ
مُحِيطِيَ أَرْضاً،
أَعِيدِي
إِلَى أَزْرَقِي
بَعْضَ مَا خَبَّأَتْهُ
السَّمَاءُ، لِيَزْدَادَ فِي
صَفْوِهَا شَبَقِي
لَسْتُ
بَحْراً، وَلَكِنْ
إِذَا هَيَّجَتْنِي وَمَالَتْ
بِخَيْمَتِهَا دُونَ
رِيحٍ عَلَى وَتَدِي،
صِرْتُ بَحْراً
وَ
يَسْبَقُنِي
زَبَدِي
لَسْتُ
بَحْراً، وَلَكِنْ
أَلَيْسَ بِبَرِّكِ إِذْ أُمْسِكُ
الطِّينَ أَشْعُرُ أَنِّيَ
فِي جَسَدِي
آدَمُ مِنْ سَرَابٍ،
أَلَيْسَ بِمَائِكِ إِذْ
يَتَخَمَّرُ بِالشَّفَقِ
سَوْفَ تَسْكَرُ
يَابِسَةٌ فِي عُيُونِ
النَّوَارِسِ، ثُمَّ تَمِيلُ
لِيَطْفُو
عَلَى كَتْفِهَا
أُفُقِي..؟
لَسْتُ
بَحْراً، وَلَكِنَّنِي
قَدْ أَصِيرُهُ حِينَ
تَصِيرِينَ فِي مُقْلَتَيَّ
سَمَاءً تَرَانِيَ
وَحْدِيَ أَمْلأُ هَذَا
الْمَدَى
وَتَرَى الشَّمْسَ
تُشْبِهُ أَعْمَى إِذَا
اتَّخَذَ الغَيْمَ
عُكَّازَةً
صَارَ
كُلُّ طَرِيقٍ
سُدَى
لَسْتُ
بَحْراً، وَلَكِنَّنِي
أَتَجَشَّأُ
مِنْ صَدَفِي
لُؤْلُؤاً
لَوْ أَحَطْتُ
بِضَوْئِهِ فِي
عُنُقِي
لَغَدَوْتُ فَنَاراً
يَدُلُّ السَّفَائِنَ
مِنْ غَرَقِ

الرباط- 2014
محمد بشكار


................................................
افتتاحية ملحق"العلم الثقافي" ليوم الخميس 6 يوليوز 2023 ، اخترتها هذه المرة قصيدةً من ديواني "امرأة بتوقيت الأبد" الذي سيرى النور قريبا..









تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...