مصطفى الحاج حسين - جثّةُ الرَّملِ..

تتهدّمُ النّسمةُ
تتقصّفُ البسمةُ
ويعلو الحضيضُ
ينسابُ الاختناقُ على شعاعِ الأفقِ
ويتراكمُ عماءُ القلوبِ
على أدراجِ السّرابِ
الأرضُ تأكلُ أحشاءَها
البحرُ يغتصبُ موجَهُ
السّماءُ تلعقُ فخذيها
وقامةُ الإنسانِ ممسحةُ الحربِ
موتٌ مفتولُ العضلاتِ يزأرّ
فوق أغصانِ الأغاني
وعند نوافذِ القصائدِ
الوردةُ تمتهنُ الدّعارةَ
والنّدى يعلنُ الفجورَ
الرّملُ يبحثُ عن كفنٍ تتّسعَ لجثّتهِ
والشَّمسُ يطردُها الغرابُ
الغيمُ متخشّبُ الأجنحةِ
والجبالُ صاغرةً أمام المهرّبِ
ورغيفُ الخبزِ يطفو على لعابِ الجوعِ
لينقشَ سخريّتَهُ على جبينِ التّاريخِ
والزّمنُ يتمدّدُ ويتبدّدُ
ويعربدُ الهلاكُ فوق حضارتِنا. *

مصطفى الحاج حسين
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...