هشام حربي - الظلام مكدسٌ حولى

من أطفأ المصباح ؟ تلك بداية الفيض العقيمة ، أم نهاية دورةٍ
قد لاتموت الشمس فهى شجيرة الوقت الذى لا ينتهى ،
لا نور ، لكن الظلام يفور من بين الأصابع ، تقطر الظلمات ، تملأ كل شق في فراغ الروح ، مابين الأثاث بغرفتى ، أعتاد ملمس هذه الظلمات ، لكنى سأملأ جيب ذاكرتى بترتيب المشاهد والكلام ، وبعض نعناعٍ يصاحبنى ورائحة القرنفل للعلاج ، وما ستعنيه النداءات التى هى في الحقيقة لم تكن تعنى سوى أن أسأل الجدران أو قطع الأثاث عن الزمان وقد تلاشى ، ربما أعنى المكان وقد تمدد ،
أسأل الجدران دوماً دون ردٍ ، ربما لأظل مشغولاً بشيئ ، ربما و لعلها وهى التى قد حددت من مطلع التاريخ مصطلح الحدود تردُّ من جهة احتمال الباب ، حيث فراشة كانت تقابلنى و أذكر هكذا سأظل أطفو في ظلام سائل حتى يعود الليل صوتاً عند دحرجة ارتطام النرد
في مجرى احتمالات نردد جرسها في شكل أزواج على المقهى ، تظل بفارسية اسمها لتعادل الغيب القديم ، يعود هذا الليل ضوءا في ثقوب الذاكرة
أنا في الظلام مهادن لأظل محتفظا بذاكرتى ،
ويتسع المكان هنيهتين إذا تلاشى الصوت ثم يعود أضيق من حدود ملابسى إن مس ذاكرتى التى كانت تضيق وتنمحى
التيه ذاكرة تدور بلا اتصالٍ بالمكان
و هكذا صار الظلام مناظرا للتيه يختصر التباس الأبجدية ، يطمس التاريخ ،
أسمع نبض قلبى ، همس أنفاسى ، وعثرة خطوتى والصمتَ حولى ، هذه لغتى
ومحصور هنا ما بين ذاكرتى التى دونت فيها صورة الباب ، الكتابة صورة ومزيج رائحة و صوتٍ كلما أغمضتُ عينى كنتُ أقرؤها ،
هنا يبدو الظلام منظماً لتداول الفوضى لتألف كل عينٍ ليلها


....................
هشام حربى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...