ما أن عثر الجندي بوشار على حجر جديد حتى أسرع به ليفك شامبليون رموزه ، حجر آخر وُسِمَ بنقوشٍ لم تمحها نيران الزمن ، يعكف عليه شامبليون يسجل في أوراقه ما نطق به الحجر :
فزع الصغير من نومه على صراخ أمه وهي تلتقفه وتحضنه وتجري به مسرعة في الحقول بين نساء وأطفال ، الكل يعدو بعيدا ، ورجال القرية يحملون العصي والفؤوس أمام عجلات تجرها الخيول مندفعة نحوهم تطيح بهم تحصدهم سيوف ورماح .. مع الغروب تعود النساء والأطفال يبكين رجالهم القتلى . يخيم الجوع عليهم بعد أن نهبت الهكسوس أقواتهم وحرقت منازلهم وهدمت معابدهم ، ومن قرية إلى أخرى يرحلون ، تتقدم النسوة المسيرة يحملن الصغار ، والعجائز خلفهن على عصيهم في وهنٍ يتكئون .. شب الصغير عن الطوق وصار يافعا ليعي حقيقة الهكسوس من العجائز اللائي تقصصن عليهم كل ليلة القصة كاملة . ذات صباح يودع أمه التي صنعت له البلطة بيديها ليثأر لمقتل أبيه . وعبر النيل يصل إلى طيبة ليجد الرجال وقد اصطفوا يحملون السيوف والرماح والنبال والبلط ، فيلحق بالصف الأخير فيكون الجندي الأخير في جيش سقنن رع . قابضا على بلطته متحفزا للقاء الهكسوس .
- لقد بلغ الظالمون المدى ( يصرخ بها سقنن رع لجنوده )
يعلو زئير الجنود ، تمتد أيديهم لقرص الشمس ؛ تلمع سيوفهم المنجلية ، تدق أرجلهم الأرض فتقرع طبولها رعدا ، يرتفع غبارها أضبة تلمع من بينها أسنة رماحهم برقا ، وبقبضة يده يضرب عل صدره ؛ يصمت الجميع ، يصرخ سقنن رع :
- لن نرضى الحياة في بلادنا عبيدا أذلاء .
هدير الجنود تهتز له الأشجار؛ فتحلق الطيور فزعا.
سعادته غامرة ؛ فقد استطاع اللحاق بجيش سقنن رع لملاقاة الهكسوس ، والتقى جيش سقنن رع مع الأعداء في قتال دامٍ مرير ، صال وجال الفتى معهم حتى باغتته ضربة خاطفة خلف رأسه ، وكان أخر ما رأته عيناه قبل أن يغشى عليه سقوط سقنن رع مصابا بخنجر خلف أذنه ؛ فيحيط به جنود أبوفيس .
هرعت الممرضة تخبر الطبيب بأن الميت عادت له الحياة ؛ لقد فتح عينيه بعد سنوات الغيبوبة . تلك التي بدأت يوم اطلقت عليه رصاصة مجهولة باغتته من بين الجموع الهادرة لتستقر في رأسه على مسافة ملليمترين من موته المحقق ، واليوم بعد أن انقضت سنوات ، وبعد أن اطمأن الطبيب لحدوث المعجزة يأمر بنقله من على الأجهزة إلى حجرة الإفاقة ؛ وعلى جناح السرعة تصل أسرته ليقابلهم بعيون الدهشة ؛ فقد تغير كل شيء ؛ كبر الصغار وشاخ الكبار . يجلس الطبيب على كرسي أمام سريره يمسك بإحدى راحتيه محدثا إياه :
- إياك أن تمس مكان الرصاصة ؛ فإن حاولت تحركت فيكون موتك المحقق .
يومئ برأسه دلالة استيعاب القول ، تمر الأيام يتعافى ؛ يغادر المستشفى مع أسرته ، وفي الشارع هاله ما آلت إليه الحال ؛ تلاشت البيوت القديمة والأشجار ، باتت زرقة البحر باهتة ، وعلى رماله استقرت جنازير ضخمة صدئة قيدوا بها موجه الهادر ؛ فخمد الخافق في أعماقه ، يقدم للبائع جنيهان يطلب علبة سجائر كليوباترا . البائع بصوت غليظ ووجه متجهم :
- علبة السجاير بخمسين جنيه
يتحسس مكان الرصاصة في رأسه ، يسأل عن مصير سقنن رع .
فزع الصغير من نومه على صراخ أمه وهي تلتقفه وتحضنه وتجري به مسرعة في الحقول بين نساء وأطفال ، الكل يعدو بعيدا ، ورجال القرية يحملون العصي والفؤوس أمام عجلات تجرها الخيول مندفعة نحوهم تطيح بهم تحصدهم سيوف ورماح .. مع الغروب تعود النساء والأطفال يبكين رجالهم القتلى . يخيم الجوع عليهم بعد أن نهبت الهكسوس أقواتهم وحرقت منازلهم وهدمت معابدهم ، ومن قرية إلى أخرى يرحلون ، تتقدم النسوة المسيرة يحملن الصغار ، والعجائز خلفهن على عصيهم في وهنٍ يتكئون .. شب الصغير عن الطوق وصار يافعا ليعي حقيقة الهكسوس من العجائز اللائي تقصصن عليهم كل ليلة القصة كاملة . ذات صباح يودع أمه التي صنعت له البلطة بيديها ليثأر لمقتل أبيه . وعبر النيل يصل إلى طيبة ليجد الرجال وقد اصطفوا يحملون السيوف والرماح والنبال والبلط ، فيلحق بالصف الأخير فيكون الجندي الأخير في جيش سقنن رع . قابضا على بلطته متحفزا للقاء الهكسوس .
- لقد بلغ الظالمون المدى ( يصرخ بها سقنن رع لجنوده )
يعلو زئير الجنود ، تمتد أيديهم لقرص الشمس ؛ تلمع سيوفهم المنجلية ، تدق أرجلهم الأرض فتقرع طبولها رعدا ، يرتفع غبارها أضبة تلمع من بينها أسنة رماحهم برقا ، وبقبضة يده يضرب عل صدره ؛ يصمت الجميع ، يصرخ سقنن رع :
- لن نرضى الحياة في بلادنا عبيدا أذلاء .
هدير الجنود تهتز له الأشجار؛ فتحلق الطيور فزعا.
سعادته غامرة ؛ فقد استطاع اللحاق بجيش سقنن رع لملاقاة الهكسوس ، والتقى جيش سقنن رع مع الأعداء في قتال دامٍ مرير ، صال وجال الفتى معهم حتى باغتته ضربة خاطفة خلف رأسه ، وكان أخر ما رأته عيناه قبل أن يغشى عليه سقوط سقنن رع مصابا بخنجر خلف أذنه ؛ فيحيط به جنود أبوفيس .
هرعت الممرضة تخبر الطبيب بأن الميت عادت له الحياة ؛ لقد فتح عينيه بعد سنوات الغيبوبة . تلك التي بدأت يوم اطلقت عليه رصاصة مجهولة باغتته من بين الجموع الهادرة لتستقر في رأسه على مسافة ملليمترين من موته المحقق ، واليوم بعد أن انقضت سنوات ، وبعد أن اطمأن الطبيب لحدوث المعجزة يأمر بنقله من على الأجهزة إلى حجرة الإفاقة ؛ وعلى جناح السرعة تصل أسرته ليقابلهم بعيون الدهشة ؛ فقد تغير كل شيء ؛ كبر الصغار وشاخ الكبار . يجلس الطبيب على كرسي أمام سريره يمسك بإحدى راحتيه محدثا إياه :
- إياك أن تمس مكان الرصاصة ؛ فإن حاولت تحركت فيكون موتك المحقق .
يومئ برأسه دلالة استيعاب القول ، تمر الأيام يتعافى ؛ يغادر المستشفى مع أسرته ، وفي الشارع هاله ما آلت إليه الحال ؛ تلاشت البيوت القديمة والأشجار ، باتت زرقة البحر باهتة ، وعلى رماله استقرت جنازير ضخمة صدئة قيدوا بها موجه الهادر ؛ فخمد الخافق في أعماقه ، يقدم للبائع جنيهان يطلب علبة سجائر كليوباترا . البائع بصوت غليظ ووجه متجهم :
- علبة السجاير بخمسين جنيه
يتحسس مكان الرصاصة في رأسه ، يسأل عن مصير سقنن رع .