بِحُكم العادة
دَأَبتُ على تعاطيه كل صباح
وعلى تركِه حتى الصباح التالي دون غَسل
ربما كان ذلك لدواعي التذكر
أو لاجترار لحظات البهجة
اللذة
النشوة
صعود الرأس
أو لأتشمم، من آن لآخر، وَقَار عطره البُني
فنجان القهوة خليلي، ذو النكهة المذهلة
أثيري الذي لا يُمكنني، بأمر الطبيب المزعج، تكرارَه في اليوم والليلة
أنا لا أطيق أن أراه فارغًا، وميتًا هذه الميتة البيضاء، ولو للحظة واحدة
كانت إبنتي الطفلة، منذ أن سكنت َرحِمي، تعشق طعم القهوة، لون البن الغامق، مشهد أول غليانه
وتعشق الرواسب التي أتركها في فنجاني
طبعًا، هي ابنتي، وصِنوتي ووريثتي، بعد عمر طويل
وأنا أشفق على نعومة بياضها، رهافتها، الفرنسية من الأرق وهالاته السوداء
مرة، ضَبَطْتُها تلعق بقايا البن من فنجاني والذي أضعه بعيدًا عن متناول الأطفال
وهي توشك على أن تأتي عليه بإصبعها الأبيض، الصغير، وطرف لسانها الملائكي
وسمعته، يصرخ مستغيثًا ومتوسلًا إليها أن تكف عند هذا الحد
وتترك له بعضًا من الذكرى
التي يعيش عليها حتى الصباح التالي
…
من ديوان: يجلسن على المنضدة الرخامية/ كتاب القهوة ـ 2015.
دَأَبتُ على تعاطيه كل صباح
وعلى تركِه حتى الصباح التالي دون غَسل
ربما كان ذلك لدواعي التذكر
أو لاجترار لحظات البهجة
اللذة
النشوة
صعود الرأس
أو لأتشمم، من آن لآخر، وَقَار عطره البُني
فنجان القهوة خليلي، ذو النكهة المذهلة
أثيري الذي لا يُمكنني، بأمر الطبيب المزعج، تكرارَه في اليوم والليلة
أنا لا أطيق أن أراه فارغًا، وميتًا هذه الميتة البيضاء، ولو للحظة واحدة
كانت إبنتي الطفلة، منذ أن سكنت َرحِمي، تعشق طعم القهوة، لون البن الغامق، مشهد أول غليانه
وتعشق الرواسب التي أتركها في فنجاني
طبعًا، هي ابنتي، وصِنوتي ووريثتي، بعد عمر طويل
وأنا أشفق على نعومة بياضها، رهافتها، الفرنسية من الأرق وهالاته السوداء
مرة، ضَبَطْتُها تلعق بقايا البن من فنجاني والذي أضعه بعيدًا عن متناول الأطفال
وهي توشك على أن تأتي عليه بإصبعها الأبيض، الصغير، وطرف لسانها الملائكي
وسمعته، يصرخ مستغيثًا ومتوسلًا إليها أن تكف عند هذا الحد
وتترك له بعضًا من الذكرى
التي يعيش عليها حتى الصباح التالي
…
من ديوان: يجلسن على المنضدة الرخامية/ كتاب القهوة ـ 2015.