قال الجيران انها قبل ليلة حاولت فقد سمعوا بعد منتصف الليل صرختها المدوية ولكنها قضت في الليلة الثانية بعد ان تناولت كمية كبيرة من الزرنيخ .
وقيل ان اختها هي من دسته لها في طعام العشاء , قبل الليلة التي خطبها من ابيها لعشيقها جارهم المعلم .
بعد مصافحة وقدح شاي وابتسامة ثبتت بمسامير على وجه بالغ السمرة بعينين صغيرتين تنضح بساطة وطيبة وشعر مجعد قال له وهو يستخرج مسبحته المصنوعة من العقيق المزيف ( انا اوافق شرط ان تقبل امها ساتلفن لها في لبنان فان لم تعترض كما اتمنى فطلبك متحقق بأذنه وقدومك موضع فخر واعتزاز ).
لا احد حتى الكهنة وقراء المستقبل واخطر المحللين النفسانيين يستطيع تفسير ما حدث بين غروب ليلة ومنتصف ليلة الموت التالية .
هل هي بنفسها ام ان اختها مزجت الزرنيخ لها في العشاء منفذة ما كانت تصرح به لها غيرة او حقدا على عشيق اختها الذي فضلها عليها رغم كل معاركها الاغرائية معه .
او ان امها رفضت الرجل , وهل رفضته كرها بالشاب او حقدا على امه او عائلته او ان لها عريسا اخر او تطمح بخاطب له مواصفات هي كانت تحلم بها .
وهل تنصل الشاب من عهده وارسل لها بانه يرفض الزواج منها .
ستبقى عشرات ال هل بلا اجوبة .
عائلة ساكنة , اختان واب بسيط لم يسمع لهما صوت ولا باغتهم احد في شجار , موهبة زقاقهم الراسخة , استاجروا البيت فكان ابوهما يجلس على عتبة الدار بدشداشة حائلة يقلب عينيه يمنة ويسرى لا يتقن الا قتل الوقت يضع كوفية زرقاء بلا طاقية على رأسه او يكون شعره المجعد حسيرا .
الجميع مشغول فلم يتبرع احد ان يستنطقه عن حياته والفتاتان بين الجدران لا تزوران ولا تزاران , انها عائلة الاسرار المغلقة .
لكن اخطر صفة للحب هو الظهور من اشد الانفاق ظلمة وعمقا فانتشرت شظايا الاشاعة , ان جارهم الوسيم بشكل غير معقول, يعشقها ولم يعر الناس اهتماما لهذا النبا فلا احد يصدق حتى في الخيال ان رجلا يمتلك مثل ذلك الجمال الساحر يقترن بشابة متواضعة الشكل جامدة السلوك .. ابدا تتلفع بثوب اسود على بشرة شديدة السمرة ولم تكن تملك جسدا انثويا ثائرا ليكون سببا مقنعا .
بعدما تم تشييع الفتاة من مكان مجهول او ارسلت فورا للنجف بلا تشييع كانت ردة فعل اختها وهي تلتفت على بعد خمسين مترا من بيت الشاب حيث يقطنان ( انذال انتم قتلتم اختي )
لم يكن صوتا مدويا يناسب الفاجعة كان اقرب للخطاب الانفعالي العادي انها من عائلة تشربت بالخجل وتغذت بمشاعر السلام ولم تتقن الشراسة حتى في اشد اللحظات فتكا .
وعندما قصده جاره المعلم ليعزيه غروبا بعد سبع ساعات من تابوتها كان ابوها السيد مذهولا وقال (لا ادري ماذا حدث) قال بحركات راس قلقة وعيون بلا دموع وايد متوترة ( لقد وافقت امس حين قصدتني فما الذي حدث )
لم يعلم بان بنته الكبرى اخبرت اختها, ان لم تموتي سما فانا ساسمك , لن تتزوجيه .
اما هو او الموت حكاية تحتاج مجلدات لكن السرية التامة هي التي منعت الالسن من الانشغال لحظويا بهذه الحكاية .
في سريرهما المتلاصقين تفكر الصغرى ليلا بانفاسه قربها وحرارة جسده وتحلم الكبرى بوجهه الزهري وجبة للتماسيح في لحظة تتحول الامواج الى نافورة دم .
لقد كانت تغلي من حكايا اختها الوحيدة عنه حتى تضخم في كيانها بركان الحقد الاعمق فمضت بعد سنة من دفن اختها في يوم زفاف العشيق الوسيم لبيت جارتها التي اقيمت فيه الوليمة وقبل ان تدس السم في طعام المحتفلين وتقتل العشرات تم اكتشاف تواجدها فهرعت عائلة الشاب وطردتها مع مقذوفات من الشتم والازدراء والسخرية والاهانة وتم تعقيم القدور الواسعة بعناية شرسة .
لكنها بلغت الشماتة بعد سنة من زفافه حين خر مضرجا على اسفلت فوار برصاصة اشتباه ورغم ان التحقيق اكد ان الرصاصة من ذخيرة لا يملكها الا قناص بريطاني مر في رتل تعرض لاختناق مروري ,الا ان ملف القضية ارسل الى دولاب المهملات والجنح العقيمة في نفس الساعة من الضحى الذي احتوى فيه التابوت اختها العاشقة .
بعد اشهر غلف الناس هذه القصة ومرت كاي حجر وقع في بركة ارتجت ثم استقرت , كاي جملة من ملايين الكلمات التي نقذفها يوميا ونتناسها في اليوم اللاحق .
بعد اشهر امتهن ابوها التعليم الخصوصي بمنزله ولم يكن تربويا مختصا قيل درس القانون لكنها صفة لم يتاكد احد من صحتها , ونجح في مهنته لانه يتقاضى مبلغا بسيطا ولديه مقدرة على سلق الدروس على نار فوارة فينجحون .
صار يقصده المئات من فتيات وشبان فاشترى منزلا خصصه للدروس .
بعد عشرين سنة من الحادث .. في ذلك الصباح المبكر وفيما كان جاره المعلم الذي خطب فقيدته لجارهم الوسيم يهم بدخول الزقاق اتاه شبه راكض والدموع تنهمر من اسفل نظارته الطبية وعانقه بحرارة ( انت حي اخي الغالي الحمد لله , سألت ابن اخيك من لحظات فاخبرنى بانك مت ) , فرفع هذا رأسه ليرى بن اخيه يضحك على بعد عشرين مترا .
كاظم حسن سعيد \ العراق
وقيل ان اختها هي من دسته لها في طعام العشاء , قبل الليلة التي خطبها من ابيها لعشيقها جارهم المعلم .
بعد مصافحة وقدح شاي وابتسامة ثبتت بمسامير على وجه بالغ السمرة بعينين صغيرتين تنضح بساطة وطيبة وشعر مجعد قال له وهو يستخرج مسبحته المصنوعة من العقيق المزيف ( انا اوافق شرط ان تقبل امها ساتلفن لها في لبنان فان لم تعترض كما اتمنى فطلبك متحقق بأذنه وقدومك موضع فخر واعتزاز ).
لا احد حتى الكهنة وقراء المستقبل واخطر المحللين النفسانيين يستطيع تفسير ما حدث بين غروب ليلة ومنتصف ليلة الموت التالية .
هل هي بنفسها ام ان اختها مزجت الزرنيخ لها في العشاء منفذة ما كانت تصرح به لها غيرة او حقدا على عشيق اختها الذي فضلها عليها رغم كل معاركها الاغرائية معه .
او ان امها رفضت الرجل , وهل رفضته كرها بالشاب او حقدا على امه او عائلته او ان لها عريسا اخر او تطمح بخاطب له مواصفات هي كانت تحلم بها .
وهل تنصل الشاب من عهده وارسل لها بانه يرفض الزواج منها .
ستبقى عشرات ال هل بلا اجوبة .
عائلة ساكنة , اختان واب بسيط لم يسمع لهما صوت ولا باغتهم احد في شجار , موهبة زقاقهم الراسخة , استاجروا البيت فكان ابوهما يجلس على عتبة الدار بدشداشة حائلة يقلب عينيه يمنة ويسرى لا يتقن الا قتل الوقت يضع كوفية زرقاء بلا طاقية على رأسه او يكون شعره المجعد حسيرا .
الجميع مشغول فلم يتبرع احد ان يستنطقه عن حياته والفتاتان بين الجدران لا تزوران ولا تزاران , انها عائلة الاسرار المغلقة .
لكن اخطر صفة للحب هو الظهور من اشد الانفاق ظلمة وعمقا فانتشرت شظايا الاشاعة , ان جارهم الوسيم بشكل غير معقول, يعشقها ولم يعر الناس اهتماما لهذا النبا فلا احد يصدق حتى في الخيال ان رجلا يمتلك مثل ذلك الجمال الساحر يقترن بشابة متواضعة الشكل جامدة السلوك .. ابدا تتلفع بثوب اسود على بشرة شديدة السمرة ولم تكن تملك جسدا انثويا ثائرا ليكون سببا مقنعا .
بعدما تم تشييع الفتاة من مكان مجهول او ارسلت فورا للنجف بلا تشييع كانت ردة فعل اختها وهي تلتفت على بعد خمسين مترا من بيت الشاب حيث يقطنان ( انذال انتم قتلتم اختي )
لم يكن صوتا مدويا يناسب الفاجعة كان اقرب للخطاب الانفعالي العادي انها من عائلة تشربت بالخجل وتغذت بمشاعر السلام ولم تتقن الشراسة حتى في اشد اللحظات فتكا .
وعندما قصده جاره المعلم ليعزيه غروبا بعد سبع ساعات من تابوتها كان ابوها السيد مذهولا وقال (لا ادري ماذا حدث) قال بحركات راس قلقة وعيون بلا دموع وايد متوترة ( لقد وافقت امس حين قصدتني فما الذي حدث )
لم يعلم بان بنته الكبرى اخبرت اختها, ان لم تموتي سما فانا ساسمك , لن تتزوجيه .
اما هو او الموت حكاية تحتاج مجلدات لكن السرية التامة هي التي منعت الالسن من الانشغال لحظويا بهذه الحكاية .
في سريرهما المتلاصقين تفكر الصغرى ليلا بانفاسه قربها وحرارة جسده وتحلم الكبرى بوجهه الزهري وجبة للتماسيح في لحظة تتحول الامواج الى نافورة دم .
لقد كانت تغلي من حكايا اختها الوحيدة عنه حتى تضخم في كيانها بركان الحقد الاعمق فمضت بعد سنة من دفن اختها في يوم زفاف العشيق الوسيم لبيت جارتها التي اقيمت فيه الوليمة وقبل ان تدس السم في طعام المحتفلين وتقتل العشرات تم اكتشاف تواجدها فهرعت عائلة الشاب وطردتها مع مقذوفات من الشتم والازدراء والسخرية والاهانة وتم تعقيم القدور الواسعة بعناية شرسة .
لكنها بلغت الشماتة بعد سنة من زفافه حين خر مضرجا على اسفلت فوار برصاصة اشتباه ورغم ان التحقيق اكد ان الرصاصة من ذخيرة لا يملكها الا قناص بريطاني مر في رتل تعرض لاختناق مروري ,الا ان ملف القضية ارسل الى دولاب المهملات والجنح العقيمة في نفس الساعة من الضحى الذي احتوى فيه التابوت اختها العاشقة .
بعد اشهر غلف الناس هذه القصة ومرت كاي حجر وقع في بركة ارتجت ثم استقرت , كاي جملة من ملايين الكلمات التي نقذفها يوميا ونتناسها في اليوم اللاحق .
بعد اشهر امتهن ابوها التعليم الخصوصي بمنزله ولم يكن تربويا مختصا قيل درس القانون لكنها صفة لم يتاكد احد من صحتها , ونجح في مهنته لانه يتقاضى مبلغا بسيطا ولديه مقدرة على سلق الدروس على نار فوارة فينجحون .
صار يقصده المئات من فتيات وشبان فاشترى منزلا خصصه للدروس .
بعد عشرين سنة من الحادث .. في ذلك الصباح المبكر وفيما كان جاره المعلم الذي خطب فقيدته لجارهم الوسيم يهم بدخول الزقاق اتاه شبه راكض والدموع تنهمر من اسفل نظارته الطبية وعانقه بحرارة ( انت حي اخي الغالي الحمد لله , سألت ابن اخيك من لحظات فاخبرنى بانك مت ) , فرفع هذا رأسه ليرى بن اخيه يضحك على بعد عشرين مترا .
كاظم حسن سعيد \ العراق