استيقظتْ العصافير والطّيور على صوت فأس الفلاح وهو يحاول قلع الشّجرة العجوز بعد أن أمره سيد المزرعة بذلك، فرحتْ جميع الطّيور حينما علِمتْ بالأمر، فالشّجرة لم تعد نافعة وأغصانها يابسة لا يستطيع أي طائر من بناءِ عش فوقها، لكن طائر الكركي الحكيم والذي يسميه سيد المزرعة النبيل لزمنٍ مضى كان حزينًا لما يحصل متذكرًا كيف كانت الشّجرة تحميهم من البرد والمطر أيام الشّتاء وتخلصهم من حر الصّيف وشمسه اللاهبة، فقال للطيور التي كانت تبارك فعلة الفلاح:
- أصدقائي الطيور، أرجوكم لنقف جميعًا بوجه الفلاح!
انتبهتْ الطّيور، وبدأت تتهامس فيما بينها بينما لاذ الزرزور خلف رفاقه وهو في حالة ذهول وصمت مطبق، وحينما أدرك طائر الكركي أنهم وقعوا في الحيرة، قال:
- أصدقائي رفاق الطّبيعة: هل نسيتم ما قدمته لنا هذه الشّجرة على مدار سنين طويلة؟ أنتِ أيتها الحمامة البيضاء نضال ألم تكن لكِ أمًا حانية حينما أنجبتي فراخكِ فوق أغصانها...
قاطعه العصفور الدوري:
- لكنها عجوز لا فائدة منها!
- نعم أؤيدكِ في ذلك، لقد أصبحتْ عجوزًا، لكن هل يعني هذا أن نسمحَ بقلعها من جذورها لتلقى في النار؟!
كان الجمع صامتًا حينما استأنف الكركي حديثه:
- انظروا، أغصانها العالية تحمينا من بنادق الصّيادين ومن اشتداد الرّيح حينما تهب!
- قلتَ صوابًا!
أجابَ الهدهد بعدما طار وحط قريبًا من الكركي.
- لكن يا صديقنا ما الذي نستطيع فعله أمام فأس الفلاح؟
أجاب الكركي النبيل بنبرة حزن عميق:
-هو ليس بفأس الفلاح، إنما تلك أوامر سيده!
- ما الذي سنفعله الآن؟
كان هذا سؤال طائر الحجل الذي شعر بصواب حديث الكركي.
تشجع الكركي فقال بحماس:
- لو وقفنا كلنا بوجه الفلاح سنتمكن من إقناعه وثنيه عما يريد فعله!
سأل طائر الحجل:
أخبرنا كيف، وسنقف معك في هذه المحنة!
كان الجميع ينتظر من الكركي النبيل أن يدلهم على طريقة لحماية الشّجرة، ثم فجأة طار الكركي فرحًا طالبًا من بقية الطيور التجمع حوله، وبعد أن فعلتْ، قال:
- لنحط جميعنا على أغصان الشّجرة ونبدأ بالغناء وننظر ما سيفعله الفلاح!
وافق الجميع على رأي الكركي الحكيم وبدأو بالغناء بعد أن اتخذ كل طير منهم مكانه على الشجرة.
كان الفلاح يهم بوضع فأسه في خاصرة الشّجرة العجوز حينما سمع غناء الطيور التي راح منظرها يزين الأغصان اليابسة!
- أحسنتم اصدقائي، لا تتوقفوا عن الغناء!
هنا، حلق الزرزور وهو يصيح معترضًا حتى أوقف هيجانه الكل عن الغناء، فقال:
- يجب أن تستأصل هذه الشّجرة اللعينة، ستحل بنا اللعنة إن هي بقيت!
لكن الكركي هتف بهم:
- لا تصغوا إليه، قد يكون هذا مندسًا من غابة أخرى مجهولة يقال أن لها سيدًا يريد القضاء على ماضيكم! فعاودوا الغناء دون الاكتراث إليه.
كان هذا صوت الكركي الذي كان يطير قريبًا من الفلاح الذي رمى بفأسه ليجلس تحت أفياء الشّجرة مسندًا ظهره على جذعها.
- يا لأصواتهم الرائعة وشدوهم الجميل، كم أشعر بالراحة حينما أنصت إليهم؟!
شعروا بالانتصار حينما سمعوا قول الفلاح!.
حين رأتْ الطيور هذا المنظر تجمعوا فوق غصن قريب من الفلاح وسمعوه يردد:
- لو قطعتُ هذه الشّجرة الكبيرة، ستغادر الطيور ولن أسمع بعدها هذا الغناء العذب، وأيضًا لنْ أجدَ مكانًا يحميني من لهيب الشّمس حينما تشتد الحرارة؟
أحاطتْ الطيور بالكركي الحكيم تشكره على نصيحته بعدما رأوا الفلاح يحمل فأسه استعدادًا للمغادرة، وقبل أن يفعل، استدار نحو الطّيور قائلًا:
- شكرًا أيتها الطّيور الجميلة، أنتم رائعون!
ولأواجه أنا مصيري!
- أصدقائي الطيور، أرجوكم لنقف جميعًا بوجه الفلاح!
انتبهتْ الطّيور، وبدأت تتهامس فيما بينها بينما لاذ الزرزور خلف رفاقه وهو في حالة ذهول وصمت مطبق، وحينما أدرك طائر الكركي أنهم وقعوا في الحيرة، قال:
- أصدقائي رفاق الطّبيعة: هل نسيتم ما قدمته لنا هذه الشّجرة على مدار سنين طويلة؟ أنتِ أيتها الحمامة البيضاء نضال ألم تكن لكِ أمًا حانية حينما أنجبتي فراخكِ فوق أغصانها...
قاطعه العصفور الدوري:
- لكنها عجوز لا فائدة منها!
- نعم أؤيدكِ في ذلك، لقد أصبحتْ عجوزًا، لكن هل يعني هذا أن نسمحَ بقلعها من جذورها لتلقى في النار؟!
كان الجمع صامتًا حينما استأنف الكركي حديثه:
- انظروا، أغصانها العالية تحمينا من بنادق الصّيادين ومن اشتداد الرّيح حينما تهب!
- قلتَ صوابًا!
أجابَ الهدهد بعدما طار وحط قريبًا من الكركي.
- لكن يا صديقنا ما الذي نستطيع فعله أمام فأس الفلاح؟
أجاب الكركي النبيل بنبرة حزن عميق:
-هو ليس بفأس الفلاح، إنما تلك أوامر سيده!
- ما الذي سنفعله الآن؟
كان هذا سؤال طائر الحجل الذي شعر بصواب حديث الكركي.
تشجع الكركي فقال بحماس:
- لو وقفنا كلنا بوجه الفلاح سنتمكن من إقناعه وثنيه عما يريد فعله!
سأل طائر الحجل:
أخبرنا كيف، وسنقف معك في هذه المحنة!
كان الجميع ينتظر من الكركي النبيل أن يدلهم على طريقة لحماية الشّجرة، ثم فجأة طار الكركي فرحًا طالبًا من بقية الطيور التجمع حوله، وبعد أن فعلتْ، قال:
- لنحط جميعنا على أغصان الشّجرة ونبدأ بالغناء وننظر ما سيفعله الفلاح!
وافق الجميع على رأي الكركي الحكيم وبدأو بالغناء بعد أن اتخذ كل طير منهم مكانه على الشجرة.
كان الفلاح يهم بوضع فأسه في خاصرة الشّجرة العجوز حينما سمع غناء الطيور التي راح منظرها يزين الأغصان اليابسة!
- أحسنتم اصدقائي، لا تتوقفوا عن الغناء!
هنا، حلق الزرزور وهو يصيح معترضًا حتى أوقف هيجانه الكل عن الغناء، فقال:
- يجب أن تستأصل هذه الشّجرة اللعينة، ستحل بنا اللعنة إن هي بقيت!
لكن الكركي هتف بهم:
- لا تصغوا إليه، قد يكون هذا مندسًا من غابة أخرى مجهولة يقال أن لها سيدًا يريد القضاء على ماضيكم! فعاودوا الغناء دون الاكتراث إليه.
كان هذا صوت الكركي الذي كان يطير قريبًا من الفلاح الذي رمى بفأسه ليجلس تحت أفياء الشّجرة مسندًا ظهره على جذعها.
- يا لأصواتهم الرائعة وشدوهم الجميل، كم أشعر بالراحة حينما أنصت إليهم؟!
شعروا بالانتصار حينما سمعوا قول الفلاح!.
حين رأتْ الطيور هذا المنظر تجمعوا فوق غصن قريب من الفلاح وسمعوه يردد:
- لو قطعتُ هذه الشّجرة الكبيرة، ستغادر الطيور ولن أسمع بعدها هذا الغناء العذب، وأيضًا لنْ أجدَ مكانًا يحميني من لهيب الشّمس حينما تشتد الحرارة؟
أحاطتْ الطيور بالكركي الحكيم تشكره على نصيحته بعدما رأوا الفلاح يحمل فأسه استعدادًا للمغادرة، وقبل أن يفعل، استدار نحو الطّيور قائلًا:
- شكرًا أيتها الطّيور الجميلة، أنتم رائعون!
ولأواجه أنا مصيري!