مصطفى الحاج حسين - مقبرةُ ولادتي..

سأغدرُ بآفاقِ شفتيكِ
وأنقضُّ عليهما بأعاصيري
وأذيبُ نيرانَ تأوّهاتِ نبضِكِ
وألعقُ شعاعَ همساتكِ
وسأشنقُ خفقانَ قلبِكِ بحناني
وأقودُ أنفاسَكِ لساحاتِ التَّوهّجِ
وأجرُّكِ من دمِكِ الطَّافحِ بالغليانِ
وأبقرُ بحدٍّ جنوني
أمواجَ صمتِكِ الآبقِ
سأشربُ خلجاتِ البوحِ
وأُعمِّرُ على نهديكِ إشراقةَ موتي
وأدكُّ قلاعَ حَيرتكِ بجّرأتي
أنا المطاردُ من سعيرِ وردِكِ
المقتولُ بهفيفِ نضارتِكِ
المشرَّدُ بصحارى هجرانِكِ الوحشيّ
يصطادُني تجهُّمُ دربِكِ
تقيُّدُني أشرعةُ سطوتِكِ
دائماً على رمالكِ أشيِّدُ بهجتي
لكنَّ شطآنَكِ مكسوَّةٌ بالسّرابِ
يطالُني التّكبُّرُ منكِ من كلِّ صوبٍ
وتطالعّني الشّماتةُ من جهاتِكِ
سأجتاحُ غاباتِكِ في كلِّ حلمٍ
وأتوغَّلُ بأدغالِ رحابِكِ
أينما ينبعثُ النّدى
أنتِ مقبرةّ ولادتي
سيرةُ وجودي المتهالكِ
نبراسُ هشاشتي
كيانُ أنيني المتفتحِ بالشّكوى
والحسرةِ الماردةِ . *

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...