فوز حمزة - وقلت أكتبُ لك.. قصة قصيرة –

تحديدًا في موعد استيقاظه، أرسلتُ له عبر الماسنجر أغنية " وقلت بكتبلك " التي يحبها، ثم كتبتُ له أسفل الرّابط:
- أين كنتَ مساء البارحة، لِمَ لم تردَ على رسائلي؟!.
انتظرتهُ ليقرأ الرّسالة بعد ظهور الشّمس الخضراء التي وهّجتْ قلبي حالما رأيتها!.
انتفضَ قلبي حينما وضعَ قلبًا أحمر أسفل الرّسالة وبدأ بالرّد:
- وأنتِ، أين كنتِ ليلة البارحة؟
اندهشتُ لما كتب، فهو يعرف أنني لا أغادر البيتَ في غيابه!
أرسلتُ له ثلاثة وجوه حائرة، ثم فكرتُ في تغيير الحديث، فالوقت غير مناسب للشَّجار، كتبتُ بعد ثوان:
- كيف كانتْ الرحلة، هل التقيتَ بشركائكِ؟
جوابهُ هذه المرة كان أشد قسوة عندما كتب:
- حمدتُ الله أنكِ لم تكوني معي!
أكيد هذه المرة تعمد استفزازي، وقد نجحَ في ذلك خاصة بعد انطفاء الضّوء الأخضر أعلى الشّاشة ليشتعلَ قلبي غيظًا، فكتبتُ له كلمات مليئة بالأخطاء المطبعية وانتظرتُ عودة الشبكة:
- يبدو أنني أخطأت في السّؤال عنكَ!.
وقبل أن أقوم بالضغط على أيقونة الإرسال، وصلتني رسالة منه:
- اشتقتُ للأولاد! ربما ستطول فترة غيابي!.
بعد هذه الرسالة، فكرت في الشّيء الوحيد القادر على تهدئتي. قمت بإعداد الشّاي والأركيلة لعلي أطفئ الثورة، التي أضرمتها نار كلماته فتسربتْ لكلِ أعضاء جسدي!.
رشفة من الشّاي المهيل مع نَفَسِ أركيلة بنكهة العنب، أعادتْ لي بعض الهدوء لأواصل القراءة:
- ربما لن أتمكن من العودة إلى البيت إلا معها، كوني مستعدة!
بحلقتُ في شاشة الهاتف كمجنونة أحاول استيعاب ما قرأتُ، لكنه لم يمهلني إذ سرعان ما وصلتني رسالة كانت القاضية حينما كتب:
حبيبتي، التغطية هنا ليست جيدة ثم أن الممرضة!.
انقطع الاتصال بانقطاع التيار الكهربائي ..
كتبت له بأصابع مرتجفة حينما عادت:
- التغطية السّبب أم العشيقة ؟! الكلمات لم تظهر حينما أرسلتها لأن الهاتف كتب لي: لقد فقدت الاتصال بالشبكة!
ولم أرد إلا بعد أن رأيته نشطًا ثانية، كتبتْ:
- لا تفكر في العودة، لأنني قد أرتكب جريمة!
كتبت كلمة أيها الخائن، لكني تمكنت من إزالة الرسالة قبل ان يقرأها!.
تركتُ ما في يدي وقمت لأطفئ غسالة الملابس،فصوتها بدأ ينقر في قلبي مثل كلماته. عند عودتي وجدته رسالة غريبة منه جاء فيها:
- كان الحادث مرّوعًا، لكن ساقي فقط...
فقدتُ الاتصال ثانية بالشبكة ثم حين عادت ظهرت لي كلمات متفرقة: المستشفى .. مكسورة .. ألم شديد .. لا تجزعي .. فصرخت حين لم أتمكن من قراءة التالي لأنقطاع الشبكة اللعينة!.

فوز حمزة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...