قُــلْــتُ لــي
يتقدم الليل ،وأتقدم في الضحك
أقرأ فيه ما يسقط في الظلال
بين أجنحة الصمت أتوقف
لا شيء غـائب،الكل معي في ممكن
وهذا الليل لا ينتهي ،
إنه غـريب ! يسري في الحرف،
في الحلم ، وفي الأرض
يؤسس شرفاته ،ويعد ولائمه
لكل متمرغ في فتك الحرائق
لغـزفضَّاح ينثركل شيء في الظل ،
والخيال ، واللامرئي
من يجهل أنه جمرة النار عليه أن لا يفكر
وليتهرأ في أقنعة النهار ،ودسائس الإحساس وهي تحرق زهرالعابرين أرض العزلة
يتقصَّون شروخهم بلسان المحو والشك
ويتركون أثر رائحتهم هالة من فراغ ترقص فوق الكل !
أمام قوس موتر،أرى ظلي الخاص فيها يضحك
سفلي هذا الوجود لا عشب فيه ولا تسلية
مشهد كامل لجثة تضحك من التاريخ
أتبخَّـــر،وأثمن حضوري في السماع :
أهلا بما يجيء من الخرق لينكرني
أهلا بما يبقى مفتوقا بكل هالك في
شهقة السكر
أهلا بشمس العابرين
بسنابل الموتى تنهمرمن الصمت لتحمي القصيدة
بالشعراء يسافرون في ظلالهم الواسعة
ويشعلون الحرائق في المرايا
أهلا بكل من يفتح حفرة ليحترق فيها
أهلا بكل من يختفي في صرخة القلب
إشارات،كلمات مشتعلة مزودة بختم الصرخة ،
بنوافذ مهجورة، بساعة فقدت عقاربها تسيل منها أحلام منطفئة ،
بأصابع مبللة بخرافة الحقيقة
وبعين ضخمة لا تغيبها ظلمة
تغرقني هواء في الهواء
وهذا الليل لا ينتهي
قلت لي :
المجد للشظايا الساهرة على ظلالها
المجد للشعلة التي تمتد ولا تنسى موتها
المجد للكرامة لا تموت إلا منتصرة
كل شيء رمادي ، إلا الماء فهو يحير الليل والتأويل
ستبقى عيناك باردتين
تتأملان غيمة تذهب وتعود
سَتبقى جميلاً في غَبشِ الموسيقى
فأنتَ لا تَنتظرْ،لا تُرصِّع الوهمَ بالنُّجوم
أنت تَضحَـك
ستبقى السَّماءُ للجَميع ،
وستعزف الرُّوح أصواتَها في خفاء
سيبقى الظل للغرباء
سيبقى الفراغ ،
سيتدفق "غودو" علَى وجه العالم
وفي الصمت وَحده ..
سيصرخ جنس من تراب آخر
سيبقى الجَحيم مَفتوحا
عليك أن تحلم وتنسَى وتخطئ
عليكَ أن تسد الثـقوب
ثم تمضي حتّى آخر السراب وتنصت
لصمت من الشعل لا يجيئها تأويل ترمي بك في
حُفرة سخية بالحب
ستبقى في الصّـدى
مَسكونا برقصة الوردة في الظَّلام
سيبقى الألم
وستبقى هنا فوق هذا الألم
تـغني ..
وتكتب المدائح للهــباء
سيبقى أثر بسيط :
صمت يسيل على الشفاه والكثيرمن الضحك لقول الشعر
قلت لي
قبل أن تغلق النافذة أغلق عينيك
فقد انهاركل شيء ،
أنت نقطة ليلك الخاص :
الضحك والرقص وطن،فتحمل الجمال وتعاف !
وداعا يا طريق المـنافي
لك نشوة الموج فتكسّري كَما يشتهي شرودي عَلى جمر الذاكرة
ولك ما تشاء ،
الليلُ بطولهِ والنسيانُ بحكمته
يَطوي ما تفتق منك من غُبار
فكنْ محظوظا وأَشهدْ رمادك ،
اختلال النَّهار والشَّهوات التي ضمّخها الحنين بالهـدير وفتنَة الخيَال !
لكَ ما تشاءُ
السحب، البياض البسيط ، الرِّئة المعتلَّة بالخَسارات
وحدائق الذاكرة تهمسُ بالخيبات والجراح
لك ماتشاءُ
وعليك يقيمُ السّهو كَرنفَاله في المجهول
وداعا يا رأسي المثقلة بجثتي
بدخان الذكريات
بالأمل الصعب وبكل حالات الحمى الغامضة
وداعا أيتها الحيرة المجدولة بالهيبة ،
يا ذهب الشاردين وصلاة المنبوذين
وداعا يا نشيد القلعة
وداعا يا صبر تمارين الموت
مرت فراشاتي أمام البحر وتركت لي ظلالها واحتراقها
أمشي فيها ولا أتعب حتى أصير الغياب .
فبراير ٢٠٢٠