السيد فرج الشقوير - شبعنا مراثي يا عربئيل..

* إلى غَزّة


فِي الْفِيسِ مَنْجَى ..
بِبَعْضِ الْعِيَاطِ ...
وَ بَعْضِ الزِّيَاطِ ..
وَ نَتْفِ الرُّؤُسِ ..
وَ مُرِّ القَلَسْ *
وَ رَبُّكِ أَدْرَى بِمَا قَدْ أُهِسْ *
فَلَا تَعْذُرِينِي ..
إِذَا قُلْتُ أَنَّ تَأَبَّطَ شَرّاً هُنَا وَ الْعَسَسْ
ألَّفُوا شِعْرَهُمْ فِي مَزَايَا الْقَفَصْ
وَ لَا تَعْذُرِينِي وَ إِنْ صَحَّ أَنَّ ..
بِبَابِ الْحَظِيرَةِ أَلفَيّ جَرَسْ
تُنبِّهُهُمْ عَنْ فُلَانٍ عَطَسْ
كُلُّهُمْ يَا فَتَاتِي حَدِيثٌ هَجَصْ ! *
كَلّافُ عِلْجٍ ..
يرُشُّ العَلِيقَ عَلَى السَّامِعِينَ الْكَلَامَ الهُرَاءَ ..
الغِنَاءَ الفُسَاَءَ وَ يَمْنَعُهُ مَنْ نَبَسْ
وَ أَقْنَعَ كُلَّ الدَّجَاجَاتِ أَنَّ الثَّعَالِبَ خَلْفَ التِّلَالِ ..
تُوَزِّعُنَا بَيْنَهَا بِالْحِصَصْ !
لَا تَعْذُرِينِي إِذَا قُلْتُ أَنَّ ..
تَأَبَّطَ شَرَّاً يَعُدُّ الفِرَاخَ البَدَارَى الصِّغَارْ ..
وَ يُحْصِي الْعِشَارْ ..
وَ أَمَّا الدِّيُوكَ ..
فَيَحْسِبُ أَنْفَاسَهَا بِالنَّفَسْ
فَهَا أَنْتِ يَا حُلْوَتِي دُونَ زَيْفِ الْعُرُوشِ
بِنَابَيْكِ يَا عَسْبَرٌ مَنْ نَبَسْ
وَ وَحْدَكِ يَا غَزَّتِي مَنْ عَطَسْ
وَ شَمَّتِّ نَفْسَكِ يَا مُهْجَتِي ..
لأَنَّا هُنَا فِي بُطُونِ الرَّمَسْ
بِلَا سَيْفِ صَلَّى بِرُمْحِ الْوَلِيدِ
فَيَتْلُو بِهِ آيَةً مِنْ عَبَسْ
وَ حَتَّى الْقَصِيدِ إِِذَا مَا الْتَجَأْنَا ..فَعَيْنُ الفَلَسْ
..........
أَنْتِ الْآنَ يَا غَزَّةْ ..
بِلَا شَطَنٍ يُمَدُّ إِلَيْكِ لَوْ حَتَّى مُجَامَلَةً ..
ُسُوَى التَّنْدِيدُ حُزْمَاتٍ مِنَ الْقَاتِ
وَ فِي ثَلَّاجَةِ الشُّهَدَاءِ ..
بَعْضَ مِلَاطِ أَبْنِيَةٍ
وَ بَعْضَ رَوَائِحِ الْبَاحَاتِ وَ الطُّرُقَاتِ بِالذَّاتِ
وَ بَعْضَ الْكُفْتَةِ اللَّا فَارِقٌ مَعَهَا ..
إِذَا عُجِنَتْ بِطِفْلَاتٍ صَغِيرَاتِ
أَوْ امْتَزَجَتْ بِوَشْمِ الدَّارِ فَوْقَ أكُفِّ شَمْطَاءٍ ...
أشَاجِعُهَا بِلَا ذَنْبٍ ..
ُسُوَى أَنْ أنَّهَا ثَقَبتْ لِلَعْنَتِهَا مَعَارِيجَا
وَ أَنَّ اللهَ يَسْمَعُهَا إِذَاَ تَتْلُُو التَّحِيَّاتِ
سُوَى أَنْ أَنَّهَا فَتَلَتْ ..
لِسَمِّ خِيَاطِهَا جَمَلَاً بِحَجْمِ مَزَارِعِ الْأَقْطَاِنْ
كَمِشْنَقَةٍ لِمَنْ قَعَدُوا بِسُدَّتِهَا تَفَارِيجَا وَ تَهْرِيجَا
وَ مَنْ نَفَجُوا بُطُولَاتٍ مُمِلَّاتِ
ُهمْ الأَعْرَابُ يَا غَزَّةْ
بِلَا خَجَلٍ أَحَبُّوا الأُرْزَ وَ الفَتَّةْ
وَ حَشْوَ الشَّاةِ بِالخَلْطَةْ
وَ مَنْ أَلْقَوْا بِجُثَّتِهَا بِقَعْرِ جُهَنَّمٍ حَمْرَا
وَ لَامُوهَا إِذَا نَتَحَتْ فَأَطْفَا بَخْرُهَا جَمْرَةْ
وَ رَبِّ النَّاسِ لَامُوهَا !!
هُمْ الأَعْرَابُ يَا غَزَّةْ
مَنْ افْتَرَشُوا جُلُودَ الدَّوْلَةِ الشَّجَرَةْ
وَ مَنْ عَقُّوا وَ ذَرُّوهَا
مَنْ نَهَشُوا جَثَامِينَاً عَلَى حِدَةٍ .. أَمَاتُوهَا
وَ شَاةً شَاةَ قَدْ أَكَلُوا بِإسْرَافٍ وَ شَخُّوهَا
نَحْنُ الآنَ يَا غَزَّةْ ..
نَحْنُ العَصْفَ مَأْكُولَاً
تَنَاِبلَةً لَدَى الوَالِي بِلَا أَظْفَارِ يَخْشُوهَا
وَتَنْبَلُهُمْ هُوَ الوَالِي عَرَائِسَهُمْ وَ صَفُّوهَا
أَفْوَاهٌ عَلَى النِّتِّ
فَلَا أَعْذَارَ يَا سِتِّي ..
وَ إِنْ سُقْنَا فرُدِّيهَا
...........
أَيَا غَزَّةْ
أَيَا مَكْحُولَةَ الْعَيْنَيْنِ ..
يَا مَهْدِيَّةَ النَّجْدَيْنِ ..
فِي رُومَا ..
كَاَنَتْ عِنْدَهُمْ لُعْبَةْ
وَ كَانَتْ إِسْمُهَا ( بَاضَتْ )
يُِنيخُ النّاسُ أَظْهُرَهُمْ بِلَا إسْتِثْنَا
وَ يَأْتِي الفَاشِي يَرْكَبُهَا ..
ِ بِسِيقَانٍ مُفَرْشَحَةٍ ..
وَ سِيجَارٌ بِيُسْرَاهُ...
وَ فِي يُمْنَاهُ قَدَّاحَةْ
وَ إِسْتَاهُ ..
إِذَا كَلَّتْ مِنَ الرَّاحَةْ
يَعْلُو صَوْتُهُ : بَاضَتْ ؟
فَيَنْتَهِزُوا سَمَاحَتَهُ بِأَصْوَاتٍ مُهَدَّلةٍ وَ نَوَّاحَةْ
: بَاضَتْ يَا أَفَنْدِينَا ..
وَ هَاكَ البَيْضُ فِي السَّاحَةْ
....
أَيَا غَزَّةْ
أَيَا مَكْحُولَةَ العَيْنَيْنِ يَا مَهْدِيَّةَ النَّجْدَيْنِ ..
فِي رُومَا عَفَتْ بَاضَتْ
قَدْ اخْتَرَعُوا مَرَاهِمَ لِلْمَازُوخِيَّةْ
وَ فَازْلِينَاً يُزْحْلِقُ إِسْتَ رَاكِبِهُمْ بِسَادِيِّةْ
هُنَا رُومَا العُمُومِيَّةْ ..
أَعَارَتْ كُلَّ أَلْعَابِ الْعُبُودِيَّةْ
لِأَوْطَانِ الْأَفْنْدِيَّةْ ...
عَلَى مَهَلٍ وَ بَالرَّاحَةْ
هُنَا رُومَا العَرُوبِيَّةْ
تُحَاصِرُنَا وَ تَرْكَبُنَا كَازَابْلَانْكَا ..
َوَ تَهْرِسُنَا أَرَاضِينَا اليَمَانِيَّةْ
فَلَا أَعْذَارَ يَا سِتِّي إِذَا خَانَتْكِ أَمْصَارٌ ..
بِمَا فِيهَا إِمَارَاتٌ وَ أَعْتَابٌ حِجَازِيَّةْ
وَ يَا غَزَّةْ
عِيشِي المَجْدَ مُنْفَرِدَةْ
وَ لَا تَحْزُنْكِ أَشْبَاهٌ حُدَاةُ الخِزْيّ وَ الرِّدَّةْ
تُغَازِلُ كُلَّ أَنْطُونْيُو وَمَنْ يَا قَوْمَنَا قَدَّهْ ؟!
سُوَى تَبَّتْ أَيَادِهِمْ مُلُوكُ القَارِ لَا شَأْنٌ وَلاَ عُدَّة
وَ قُولِي قَوْلَةَ الزَّيْتُونْ ..
يَا أَيُّهَا المُفَرِّطُونَ : ......
.............
أَخْبَرَتْنِي وَشْوَشَاتٌ مِنْ خَوَالِي سَابِقَةْ
طَالَمَا كَانَتْ سَمَاءٌ وَ فَضَاءٌ وَنُجُومٌ بَارِقَةْ
وَ ضِفَافٌ وَ مَرَافِي وَ فَيَافِي وَ جِبَالٌ حَالِقَةْ
لَيْسَ لِلسَّجَّانِ فِيهَا سَطَوَاتٌ خَارِقَةْ
أَوْ رَشَاوَى وَ فِخَاخٌ زَالِقَة
لَا سَبِيلَ لِاقْتِنَاصِ المَهَواتِ الحَاذِقَةْ *
وَلَا طُيُورَ نَافِقَةْ

..........................................................
السيد فرج الشقوير
21 5 2021


هامش
* القَلس ... هو القيء
* أهس .. المقصود ما أضمر
* هجص .. عربية بمعنى كل تافة
* عسبرة .. أنثى النمر
* مهوات .. جمع مها وهي البقر الوحشي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...