مصطفى الحاج حسين - طاغوتُ العفنِ..

قطعَ عنقَ الماءِ
سفحَ دمَ الرّغيفِ
بترَ توهُّجَ الشّمسِ
أحرقَ أجنحةَ المطرِ
دمّرَ ابتساماتِنا
مزّقَ أنفاسَنا
هدّمَ عروشَ أحلامِنا
باعَنا للهلاكِ
وقدّمَنا نبيذاً للعدمِ
كنّا قد أجلسناهُ على عرشِ النّدى
وطوّقناهُ بصهيلِ الرّؤى
أمسكتْ يداهُ ينابيعَ آفاقِنا
خنقَ ازدهارَ خطاوينا
راكمَ أمامَ أجنحتِنا السّراب
واعتقلَ أناشيدَ حناجرِنا
هو خالقُ الرّكام
هو صانعُ الظّلام
هو سيدُ التّفرقة
شتّتَ رمالَ السّحاب
أبعدَ عنّا الدّروبَ
وسرقَ أجِنَّـةَ الموجِ
وخانَ رياحَ جبالِنا
سيّج بلادَنا بالهشيمِ
وسوّرَ أعمارَنا بالمقابرِ
ساندَتهُ الذّئابُ
وبايعَتهُ الثعالبُ
والشّيطانُ فرشَ دربَـهُ
بالجثثِ اليافعةِ
قويٌّ كالرّمادِ
جبارٌ كالقشّةِ
عنيدٌ كالانحدارِ
لن يقوى على نزيفِنا النّاهضِ
لن يبقى على سطحِ الهاويةِ
سيقتلُهُ ظلُّهُ المُرتعبُ
وتبطشُ بهِ أحلامه. *

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...