عائد خصباك - "بنات خالات عبد الستار ناصر"

لعبد الستار ناصر، القاص المرموق، بنات خالات ، كنت أراهن، من وقت لآخر، حسناوات و فاتنات مثل بطلات الكثير من قصصه ، لطالما أعجبتني بنات خالاته، فـ آه و الف أه منهن، فما كان بالسهل أن تخترق قلب احداهن .
أرى عبد الستار في هذا المكان و معه من خفق لها قلبك و ارتجف لها عِرقك واهتز لها كيانك ، فآخذه الى جانب : من هذه يا عبد الستار ؟ أجاب : هي بنت خالتي .. و أرى عبد الستار في ذلك المكان و معه أخرى : من هذه يا عبد الستار ؟ قال : هذه بنت خالتي . في مرة أخرى : من هذه يا عبد الستار ؟ هي بنت خالتي .فأقول له : ألا تقربني من واحدة من بنات خالاتك يا عبد الستار؟ فـ ينهرني: أقول لك هن بنات خالاتي ، ألا تفهم؟
و في كل مرة أتمنى أن يكون لي خالات لهن بنات في جمال بنات خالات عبد الستار ناصر. مرة قال لي : كتاباتي بدون بنات خالاتي محض هراء : هن شجرة، ظلها يحميني من الظمأ و يبعدني عن ما هو أرضي الى ما هو سماوي .
ما تركت عبد الستار يلعب بأفكاري فاستقصيت و دوّرت و نبشت الى ان عرفت ان عبد الستار ما عنده خاله و عندما وجدته في حديقة " نادي المنصور" برفقة احداهن قلت : من هذه يا عبد الستار ؟ قال : بنت خالتي . قلت : أي خالة من خالاتك يا عبد الستار : الحمرة ، ولاّ الصفرة ،و اللّا الجوزي و اللا الليموني .
-----------------------------
كل هذا في كفة و حكاية مرتضى في كفة ثانية ، جاءني مرتضى ، أيامها كنت أعمل محرّرا في مجلة "الأقلام "و مقرها يقع في عمارة تطل شبابيكها الأمامية على شارع الجمهورية في المنطقة القريبة من " الشورجه "، دخل مرتضى الى المكتب و عندما قلت له :تفضل ، أجلس. ما جلس .
يعمل مرتضى في مؤسسة الكهرباء و يقع مبناها في الشارع الذي يربط ساحة حافظ القاضي و ساحة الوثبة، و أعرفه من أيام دراستي الجامعية فقد شاءت الصدف أن يشاركني الغرفة التي سكنت فيها في " دار الطلبة" لشهر أو شهرين و كان يدرس الكهرباء في كلية الهندسة . والخلاصة أن مكان عمله قريب من مكان عملي.
قال مرتضى: ربما عرفت عني من أيام كنا معا، كم أنا حساس في موضوع الزواج ، أتيحت الفرصة لي أن أتقدم لخطبة الكثيرات ، لكني ما تقدمت ، قلت لك أني صعب و قد أكون مزعجا لكثرة ما أدقق في الأصل و الفرع والذي كان والذي سيكون، قلت : هات من الآخر يا مرتضى . قال : أخيرا عثرت على فتاة أحلامي ، معلمة في مدرسة للبنات عندنا في منطقة " الإسكان "، فقلت مع نفسي ، كما قال نيوتن قبلي : وجدتها . . وجدتها . حُسن و دلال و أصل و فصل . قلت : هات من الآخر يا مرتضى ؟
قال : أريد منك ياأخي أن تجمّل صورتي أمام الأديب عبد الستار ناصر و هو صاحبك، ليقف معي و يسندني عندما أتقدم لخطبتها من ذويها . قلت : و ما دخل عبد الستار ناصر بموضوع خطبتك ؟ قال : له كل العلاقة يا أخي، فهي كما دققت و سألت ، هي واحدة من بنات خالاته.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"من كتاب سيرتي"حياتي100%+واحد"
أعلى