مصطفى معروفي - لقد كان على بالي أن لا أشتاق وميضَ البرقِ

أغبط جذر الزهرة لمّا يتشنّجُ
فتداعبه الشمس
أنا في معطفهِ كنت أخبئ
طيني المزرَقَّ
أذرّي الريح على مرأى منه
فينام
ويتئد
إلى أن تظهر فوق محياه
علامات الماء الراهنِ
هل كان اللؤلؤ ثملا؟
ألقى بعصا الترحال على الشاطئ
لكن شطَر الرأيَ
فراح يصانع موج البحر بضحكته
ثم انداح الليل
فأكمل بلَلَ الروح تماما
ببكاءٍ دسِمٍ...
لمغني القرية أن يرتاح الآن
لقد كان على بالي أن لا أشتاق
وميضَ البرقِ
وكان هو غليظ الخطوِ
لذا سأراه قريبا عند الحانِ
وأسأله عن كيف نما حقل الحنطة
في عينيه
ولماذا انهزمت جانبَ ساقيه الريحُ
بلا سبب كافٍ...
وأنا أتفحص سور الحيِّ
رأيت القطّ أتى إلى الظلّ
تمدّدَ
ثم مضى يقرا بعض نوايا السورِ
وقد ساوره الظنُّ
بأن مخالبه سوف تغادر صحنَ يديهِ
قبل مَتَمِّ الشهر القادمِ.
ــــــــــــــ
مسك الختام:
أسودُ الغابِ تحيا لا تبالي
إذا هي قد تحدثتِ القرودُ
فأفواه القرودِ بلا لجــــامٍ
وما عن غيها يوما تحيدُ
وتعرف أنها من دون قدْر
وتعرف أن قاهرَها الأسودُ




تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...