عودةُ النهرِ الى البحرِ بلادٌ تتوحدْ
وحدةُ الماءِ مع الماءِ / سهامُ الموتِ للغربةِ
قبرُ للمنافي
ايها الحافي انتعلْ مجدَ الصحارى وتَجدَّدْ
لا تَقلْ انك بالكثرةِ مُسَندْ
مطرُ الصيفِ / .. حزيرانُ / غيومُ الزيفِ
تنهارُ على فكِّ حمارٍ .. تَتبددْ
فلشمشونَ يد تسحقُ آلافَ الضِّعافِ
خيبةُ الصفصافِ في خُلَّبِةِ القحطِ ويستجدي
الندى ان يخرجَ بالطوفانِ من قلبِ الضفافِ
في زمانِ الوحيِ جاءَ الوردُ واستلقى على
صدرِ شموخِ السنديانْ
والمدى تاجٌ على صدرِ النَّدىْ
والندى تاجٌ على صدرِ الزمانْ
عادت الانفاسُ للبستانِ والريحُ امتطَت صهوةَ موجِ البحرِ
قادت نوحَ كي يرسوَ في قلبِ السلامهْ
وليالي الغورِ آلافُ نجومٍ طرزت للنهرِ
ثوبَ العرسِ والماءُ غَريقٌ في مشاويرِ الكرامهْ
لنياجارا عيونٌ في الصّحارى
عَطشِت لما تلاشى الزيفُ والخوفُ توارى
هطلت غيظاً وصبت حِقدَها الفاجرَ / كان
النهرُ والغورُ يعيدانِ الندى للشمسِ
من عرسِ الصخورْ .
ولآذارَ انقلابُ المطرِ الناعمِ في حضنِ الزهورْ
امهاتُ الكونِ يفتحنَ ربيعَ العمرِ / ينشُرنَ
حليبَ المجدِ والنخوةِ والعزةِ في روحِ النشامى
سيفهنَّ الوعدُ والعهدُ الذي صفحتهُ
النارُ وميلادُ الكرامَة
شق صدرَ البحرِ واجتازَ مراسيمَ العبورْ
لينابيعِ نياجارا من النفطِ سياج
ولحراسِ السياجِ الشوكُ اطواقٌ / وللاطواقِ
اشراكٌ / وللاشراك حراسٌ / وللحراسِ
ابراجٌ وسورْ
وحدودُ السايكسِ بيكو سَيّجت شمسَ العُصورْ
ودليلهْ
اطلقَت في النورِ سَيفَ الوعدِ والعهدِ
على جبهتِها وشمُ المفازهْ
حملت أولَ تصريحٍ بتأميمِ الحدودْ
ورقَه
قُطعت من دفترِ جيبٍ لابي ذرِّ الغَفاري
خطها بالنفسِ النّاري ..
(ابو علي اياد)
ودمٌ كانَ المِدادْ
اعبروها بسلامٍ آمنينْ
ولسيفِ الفتحِ في الغمدِ إجازَهْ
شهدَت بالدفنِ للوعدِ، لبلفورَ . . لبيكو ..
ومضت تُنهي مراسيمَ الجنازَهْ .
وهوى شمشونُ في دوامةِ التيهِ الجديدْ
وهرواتُ دليلهْ
هشمت كل الزجاجْ
مزقَت كل الخطوطِ الحمرِ
شمشونُ يلم الزبدَ الحاقدَ من سفرِ الخرافاتِ
ولا يدري .. حليقَ الرأي يجري
راقصاً مثل ذبيحاتِ الدجاجْ
وابو جهلٍ يمد الرأسَ من ثقبٍ خريفيٍّ
ويستجدي حُروفَ الهمسِ _
ما شئتِ من الملكِ خُذيه ..
يا دليلَهْ
واتركي الامرَ لنا ... فالامرُ ما باليدِ حيلهْ
فلكسرى زبدةُ النفطِ واسوارُ القبيلهْ
وقريشُ ائتلفت رحلتُها صيفاً ... شتاءً
صاحَ هنري : ....
اقتلوها ..
وتعالى طيفُ شيخٍ رافضٍ ... لا لادَمٌ
حرمانها يكفي كما قال ابو جَهل _ وصوت
صاحَ في الجبِ اقذقوها في الغيابَهْ .
وانحنى صوتٌ على اقدامِ هنري ..
لك ما شئتَ ولكن ما الثمنْ
واستوى صوتٌ على قمةِ صمتِ المجدِ والجُرح
على جبهتهِ ضَمَّدهُ مجدُ الكَرامهْ
صاح .. لا .. لا انها قلبي .. ولَن اغرسَ في
قلبيَ خِنجرْ
فدليله وُلدتْ حتماً لتبقى .. وَسَتبقى
بقيتْ تحلمُ بالشمسِ وبالبدرِ وبالعشرينَ كوكبْ
ودمُ الذئبِ نزيفٌ خارجَ اللعبةِ يلعبْ
قالَ هنري للمخاتيرِ ... افهمونا
واعزفوا اللحنَ الخرافيََّ على نصلِ الوتَرْ
فالذي يحجمُ او يعجزُ عن ذبحِ الخطَرْ
سامحونا ... وافهمونا
سامحَ الله التردي
سامح الله الجُمود
وحد المجذافَ يا نوحٌ فقد عادَ الجنودْ
يركبونَ الغورَ والجولانَ والعرقوبَ والدفةَ في
ايديهمُ والدمُ شلالٌ من القلبِ الى الذِئب
الحقودْ
بدأت حربُ النجوم
من كسوفٍ لخسوفٍ لانتزاعِ الصاعقِ النفطيِّ
من نايِ التصدي والصمودْ
وحرابُ الفتحِ شمسٌ سطعت تَصهرُ اسوارَ
وأبراجَ الحدودْ
ظَهرُها للشوكِ يُدميها ... وتمضى للأمامْ
وجهها للبحرِ في جعبتها النهرُ حِزامْ
فهمت درسَ حزيرانَ وصبتهُ يقينا في دمِ
الاشبالِ يسري كالهواءْ
ملأَت شمسَ المخيمْ
بالاناشيدِ وبالالوانِ / ... قالَ الطفلُ يوماً للمعلّمْ
لم لم تصبح فدائي ؟!
هجمت شمسُ التضاريسِ على بوابةِ الغورِ ونادت
يا عرَبْ
لطباشيرِ الندى قنبلةُ الوشمِ على صدرِ اللهبْ
استعدوا واعدوا ما استطعتم من مزاميرِ الارادهْ
وانفخوا بوقَ التحدي ..
فالخرافاتُ ظلالُ الوهمِ في ليلِ المسادَهْ .
ريح النار المقبلة
شعر: المتوكل طه
خرجوا كأنْ لم يدخلوا
أو لم يكونوا في خيوطِ وسادةٍ الكابوس،
أو لم يذبحوا شيخاً على درجِ الكنيسةٍ،
أو يعيدوا فوقَ جثتِنا المعسكرَ والصليبْ .
لم يدخلوا الأقصى وحيفا
هكذا أمرَ النشيدُ المدرسيُ
ورقصةُ الثكلى الى الولد الحبيبْ .
خرجوا من التمرِ العراقي المُذهّبِ
والكنانةِ والشآم ..
لأنهم لم يدخلوا للأبجديةِ
والكلام،
أو يتقنوا التطريزَ في ثوبِ الحقولِ
على الجسدْ
خرجوا من الطابونِ والأيقونةِ الأولى
كأن لم يدخلوا حاكورةً
أو حارةً
أو يخلعوا قلبَ البلدْ.
خرجوا ليبدأَ حُلمُنا
خرجوا ليبدأَ درسُنا
خرجوا ليعلوَ بيتُنا
خرجوا ليرجع طيرُنا
خرجوا لتشرقَ شمسُنا
من شاهدِ الضوء الذي غمرَ الولدْ.
خرجوا ليبدأَ تيهُ موسى
مرةً أُخرى
الى أبد الأبدْ .
-2-
وهنا سنبني كَرنكَ الشهداءِ والجرحى
وينطلقُ الحجلْ
من سجنهِ والمُعتقلْ
ويجرّح النايُ الحريرَ مصاطبَ الدُفلى
وطيّونَ الجبلْ
لم يخرجوا من أرضنا أو روحنا
بضمير آدمَ
أو بطاولةِ التفاوضِ والقُبلْ ..
خرجوا بمقلاعِ الطفولةِ والأغاني
والسجونْ
خرجوا برايات المتاريس العنيدةِ
والجنون
خرجوا بخندق نصرنا
وغصوننا
خرجوا بشريان الإيادْ
و"أبو جهاد"
وكبشنا الكحليّ،
- مات وما اكتحلْ -
خرجوا كأن لم يدخلوا بيروتَ
أو " حرم" الخليل
ولم يمتْ بسجودهِ أحدٌ
- وبموته الموتُ اكتملْ -
خرجوا كأنْ لم يدخلوا
أو لم يكونوا في المخيّمِ لعبةً
لضفيرةِ الطفل الذي
غزلته ألفُ رصاصةٍ
من قبلِ أن يُلقي التحيةَ للغَزلْ.
-3-
عادوا وعدنا
رقصةُ البركانِ فينا
لم نشأ أن نمتطي برقَ الخيولِ
إلى الحدود
ولم نشأ أنْ نرتدي ثوبَ الدماءِ
أو الجنودْ،
لكننا عدنا
وكنّا قد دفعنا عمرَنا
ما بين مشنقةٍ
وسوقٍ للنخاسةِ والوعود
عُدنا، وقد خرجوا
كأن لم يدخلوا
فالدمعُ والدمُ والزفافُ
يطهّر الزيتونَ من فحّ الأفاعي
ثم يرفعه عروشاً للورودْ
-4-
خرجوا .. وكانوا أطلقوا النوقَ البسوسَ
بكل حيّ، والسلاح،
وسطّروا أوراق فتنتنا ..
وراحوا يشرَبونَ على دمٍ ينثالُ
من صخر "السلام" أو "الكفاح"،
واسرعوا خطوَ الرحيل،
قبيل "صفين" الجديدةِ ..
أسرعوا، خرجوا كأنْ لم يدخلوا
وارتدّ سحرُ الساحرِ المسحور
في شقّ القبور
أو الصدور،
وها نقيمُ صلاتنا أَلقاً
وطيفاً واحداً
من فأسِ فلاحٍ إلى
مطر الصقور ..,
خرجوا، كأنْ لم يدخلوا الاّ
إلى "الجيتو الجديد"، ليبدأوا
نزعَ الشظايا
من مواتِ بدايةِ الاضداد
في صخبِ الدهورْ
-5-
خرجوا، ولم تأتِ "شاتيلا"
بالأكاليل الذبيحةِ،
لم نرَ "الباب الجديد" ،
وظَلّ ظِلّ اللوزِ
في سِفْرِ الدخيل،
ولم ينم طيرُ الأغاني
منذ أن راح الهديل
خرجوا !!
فكيف، إذن، سندخل
في النشيدِ المستحيل؟
-6-
يا مشهدَ الفرحِ الفلسطيني
يا نَوْح القتيل،
يا نرجسَ التلاّت في ريش العصافير
-التي عادت - وياليلي الطويل
يا جُلّنارَ الحُزنِ "يا صبرا"
ويا جَمْرَ الرحيل،
يا ياسمين القيدِ
يا صبري الجميل،
يا سُكّرَ الشريانِ يا "يافا"
ويا لغَةَ البديل ..
مرّوا ومرّوا من هنا
من ألفِ أزمانٍ،
وما مالَ النخيل
جاءوا وزالوا مثلَ كابوسٍ .. وراحوا
أُخرجوا، خرجوا كأنْ لم يدخلوا
الاّ ليكتسبَ الزمانُ وسامةَ الشهداءِ
أو ذُلّ الذليل
20/12/1995
مشهد جانبي
خرجوا ..
وكان يقلّب التلفاز من بلد الى بلدِ:
غناءٌ هابطٌ، ملكٌ يقلد شاعراً قلماُ، وعقيدٌ قاعدٌ، جنسٌ فاضحٌ للشمع، أزياءٌ بلا شكلٍ، وحربٌ
ههنا .. وهنا، وأخبارٌ مكررةٌ، وأفلامٌ من الكرتون والمكياج، أسعار وزلزالٌ، وحسناواتُ فوق منصّة للضوء، أدعيةٌ ..
وعند محطةٍ وقفت أصابعُهُ،
تُرى مَنْ ذلك الشعبُ الذي
يهتاج بالأعراس؟
ها أُختي، وهاك أخي،
وذاك عرفته في السجن،
هذا مَنْ أتى ليعودني وأنا بمستشفى المدينة
- تاركاً ظهري بعيداً، ليس لي -
وأنا هنا وحدي مع التلفاز؟
يا تلفازُ ..
يا كرسي ..
ويا ظهري .
بابا نويل
اليوم تتّسعُ المقابرُ للبكاءِ
وللتصاويرِ العزيزةِ والهدوء،
ونمسحُ الزمن الثقيلَ عن الرسومِ الباقيات،
ونَصبغُ الجدرانَ بالنسيانِ والألوان ..
مَنْ في ليلةِ العيدِ الكبيرِ يُمسّد الزهرات ؟
"بابا نويل" أنتَ الآن مدرسةٌ وسقفُ البيتْ
وصحنُ الزيتْ،
لا تكفي هداياك التي تأتي مع الذكرى،
أبي بالروح أهدي الصولجانَ اليكَ،
هل تنسى ؟
وأنت الآن رمز العرش -
من خرجوا، كأنْ لم يدخلوا، الاّ
بموت الموت
وحدةُ الماءِ مع الماءِ / سهامُ الموتِ للغربةِ
قبرُ للمنافي
ايها الحافي انتعلْ مجدَ الصحارى وتَجدَّدْ
لا تَقلْ انك بالكثرةِ مُسَندْ
مطرُ الصيفِ / .. حزيرانُ / غيومُ الزيفِ
تنهارُ على فكِّ حمارٍ .. تَتبددْ
فلشمشونَ يد تسحقُ آلافَ الضِّعافِ
خيبةُ الصفصافِ في خُلَّبِةِ القحطِ ويستجدي
الندى ان يخرجَ بالطوفانِ من قلبِ الضفافِ
في زمانِ الوحيِ جاءَ الوردُ واستلقى على
صدرِ شموخِ السنديانْ
والمدى تاجٌ على صدرِ النَّدىْ
والندى تاجٌ على صدرِ الزمانْ
عادت الانفاسُ للبستانِ والريحُ امتطَت صهوةَ موجِ البحرِ
قادت نوحَ كي يرسوَ في قلبِ السلامهْ
وليالي الغورِ آلافُ نجومٍ طرزت للنهرِ
ثوبَ العرسِ والماءُ غَريقٌ في مشاويرِ الكرامهْ
لنياجارا عيونٌ في الصّحارى
عَطشِت لما تلاشى الزيفُ والخوفُ توارى
هطلت غيظاً وصبت حِقدَها الفاجرَ / كان
النهرُ والغورُ يعيدانِ الندى للشمسِ
من عرسِ الصخورْ .
ولآذارَ انقلابُ المطرِ الناعمِ في حضنِ الزهورْ
امهاتُ الكونِ يفتحنَ ربيعَ العمرِ / ينشُرنَ
حليبَ المجدِ والنخوةِ والعزةِ في روحِ النشامى
سيفهنَّ الوعدُ والعهدُ الذي صفحتهُ
النارُ وميلادُ الكرامَة
شق صدرَ البحرِ واجتازَ مراسيمَ العبورْ
لينابيعِ نياجارا من النفطِ سياج
ولحراسِ السياجِ الشوكُ اطواقٌ / وللاطواقِ
اشراكٌ / وللاشراك حراسٌ / وللحراسِ
ابراجٌ وسورْ
وحدودُ السايكسِ بيكو سَيّجت شمسَ العُصورْ
ودليلهْ
اطلقَت في النورِ سَيفَ الوعدِ والعهدِ
على جبهتِها وشمُ المفازهْ
حملت أولَ تصريحٍ بتأميمِ الحدودْ
ورقَه
قُطعت من دفترِ جيبٍ لابي ذرِّ الغَفاري
خطها بالنفسِ النّاري ..
(ابو علي اياد)
ودمٌ كانَ المِدادْ
اعبروها بسلامٍ آمنينْ
ولسيفِ الفتحِ في الغمدِ إجازَهْ
شهدَت بالدفنِ للوعدِ، لبلفورَ . . لبيكو ..
ومضت تُنهي مراسيمَ الجنازَهْ .
وهوى شمشونُ في دوامةِ التيهِ الجديدْ
وهرواتُ دليلهْ
هشمت كل الزجاجْ
مزقَت كل الخطوطِ الحمرِ
شمشونُ يلم الزبدَ الحاقدَ من سفرِ الخرافاتِ
ولا يدري .. حليقَ الرأي يجري
راقصاً مثل ذبيحاتِ الدجاجْ
وابو جهلٍ يمد الرأسَ من ثقبٍ خريفيٍّ
ويستجدي حُروفَ الهمسِ _
ما شئتِ من الملكِ خُذيه ..
يا دليلَهْ
واتركي الامرَ لنا ... فالامرُ ما باليدِ حيلهْ
فلكسرى زبدةُ النفطِ واسوارُ القبيلهْ
وقريشُ ائتلفت رحلتُها صيفاً ... شتاءً
صاحَ هنري : ....
اقتلوها ..
وتعالى طيفُ شيخٍ رافضٍ ... لا لادَمٌ
حرمانها يكفي كما قال ابو جَهل _ وصوت
صاحَ في الجبِ اقذقوها في الغيابَهْ .
وانحنى صوتٌ على اقدامِ هنري ..
لك ما شئتَ ولكن ما الثمنْ
واستوى صوتٌ على قمةِ صمتِ المجدِ والجُرح
على جبهتهِ ضَمَّدهُ مجدُ الكَرامهْ
صاح .. لا .. لا انها قلبي .. ولَن اغرسَ في
قلبيَ خِنجرْ
فدليله وُلدتْ حتماً لتبقى .. وَسَتبقى
بقيتْ تحلمُ بالشمسِ وبالبدرِ وبالعشرينَ كوكبْ
ودمُ الذئبِ نزيفٌ خارجَ اللعبةِ يلعبْ
قالَ هنري للمخاتيرِ ... افهمونا
واعزفوا اللحنَ الخرافيََّ على نصلِ الوتَرْ
فالذي يحجمُ او يعجزُ عن ذبحِ الخطَرْ
سامحونا ... وافهمونا
سامحَ الله التردي
سامح الله الجُمود
وحد المجذافَ يا نوحٌ فقد عادَ الجنودْ
يركبونَ الغورَ والجولانَ والعرقوبَ والدفةَ في
ايديهمُ والدمُ شلالٌ من القلبِ الى الذِئب
الحقودْ
بدأت حربُ النجوم
من كسوفٍ لخسوفٍ لانتزاعِ الصاعقِ النفطيِّ
من نايِ التصدي والصمودْ
وحرابُ الفتحِ شمسٌ سطعت تَصهرُ اسوارَ
وأبراجَ الحدودْ
ظَهرُها للشوكِ يُدميها ... وتمضى للأمامْ
وجهها للبحرِ في جعبتها النهرُ حِزامْ
فهمت درسَ حزيرانَ وصبتهُ يقينا في دمِ
الاشبالِ يسري كالهواءْ
ملأَت شمسَ المخيمْ
بالاناشيدِ وبالالوانِ / ... قالَ الطفلُ يوماً للمعلّمْ
لم لم تصبح فدائي ؟!
هجمت شمسُ التضاريسِ على بوابةِ الغورِ ونادت
يا عرَبْ
لطباشيرِ الندى قنبلةُ الوشمِ على صدرِ اللهبْ
استعدوا واعدوا ما استطعتم من مزاميرِ الارادهْ
وانفخوا بوقَ التحدي ..
فالخرافاتُ ظلالُ الوهمِ في ليلِ المسادَهْ .
ريح النار المقبلة
شعر: المتوكل طه
خرجوا كأنْ لم يدخلوا
أو لم يكونوا في خيوطِ وسادةٍ الكابوس،
أو لم يذبحوا شيخاً على درجِ الكنيسةٍ،
أو يعيدوا فوقَ جثتِنا المعسكرَ والصليبْ .
لم يدخلوا الأقصى وحيفا
هكذا أمرَ النشيدُ المدرسيُ
ورقصةُ الثكلى الى الولد الحبيبْ .
خرجوا من التمرِ العراقي المُذهّبِ
والكنانةِ والشآم ..
لأنهم لم يدخلوا للأبجديةِ
والكلام،
أو يتقنوا التطريزَ في ثوبِ الحقولِ
على الجسدْ
خرجوا من الطابونِ والأيقونةِ الأولى
كأن لم يدخلوا حاكورةً
أو حارةً
أو يخلعوا قلبَ البلدْ.
خرجوا ليبدأَ حُلمُنا
خرجوا ليبدأَ درسُنا
خرجوا ليعلوَ بيتُنا
خرجوا ليرجع طيرُنا
خرجوا لتشرقَ شمسُنا
من شاهدِ الضوء الذي غمرَ الولدْ.
خرجوا ليبدأَ تيهُ موسى
مرةً أُخرى
الى أبد الأبدْ .
-2-
وهنا سنبني كَرنكَ الشهداءِ والجرحى
وينطلقُ الحجلْ
من سجنهِ والمُعتقلْ
ويجرّح النايُ الحريرَ مصاطبَ الدُفلى
وطيّونَ الجبلْ
لم يخرجوا من أرضنا أو روحنا
بضمير آدمَ
أو بطاولةِ التفاوضِ والقُبلْ ..
خرجوا بمقلاعِ الطفولةِ والأغاني
والسجونْ
خرجوا برايات المتاريس العنيدةِ
والجنون
خرجوا بخندق نصرنا
وغصوننا
خرجوا بشريان الإيادْ
و"أبو جهاد"
وكبشنا الكحليّ،
- مات وما اكتحلْ -
خرجوا كأن لم يدخلوا بيروتَ
أو " حرم" الخليل
ولم يمتْ بسجودهِ أحدٌ
- وبموته الموتُ اكتملْ -
خرجوا كأنْ لم يدخلوا
أو لم يكونوا في المخيّمِ لعبةً
لضفيرةِ الطفل الذي
غزلته ألفُ رصاصةٍ
من قبلِ أن يُلقي التحيةَ للغَزلْ.
-3-
عادوا وعدنا
رقصةُ البركانِ فينا
لم نشأ أن نمتطي برقَ الخيولِ
إلى الحدود
ولم نشأ أنْ نرتدي ثوبَ الدماءِ
أو الجنودْ،
لكننا عدنا
وكنّا قد دفعنا عمرَنا
ما بين مشنقةٍ
وسوقٍ للنخاسةِ والوعود
عُدنا، وقد خرجوا
كأن لم يدخلوا
فالدمعُ والدمُ والزفافُ
يطهّر الزيتونَ من فحّ الأفاعي
ثم يرفعه عروشاً للورودْ
-4-
خرجوا .. وكانوا أطلقوا النوقَ البسوسَ
بكل حيّ، والسلاح،
وسطّروا أوراق فتنتنا ..
وراحوا يشرَبونَ على دمٍ ينثالُ
من صخر "السلام" أو "الكفاح"،
واسرعوا خطوَ الرحيل،
قبيل "صفين" الجديدةِ ..
أسرعوا، خرجوا كأنْ لم يدخلوا
وارتدّ سحرُ الساحرِ المسحور
في شقّ القبور
أو الصدور،
وها نقيمُ صلاتنا أَلقاً
وطيفاً واحداً
من فأسِ فلاحٍ إلى
مطر الصقور ..,
خرجوا، كأنْ لم يدخلوا الاّ
إلى "الجيتو الجديد"، ليبدأوا
نزعَ الشظايا
من مواتِ بدايةِ الاضداد
في صخبِ الدهورْ
-5-
خرجوا، ولم تأتِ "شاتيلا"
بالأكاليل الذبيحةِ،
لم نرَ "الباب الجديد" ،
وظَلّ ظِلّ اللوزِ
في سِفْرِ الدخيل،
ولم ينم طيرُ الأغاني
منذ أن راح الهديل
خرجوا !!
فكيف، إذن، سندخل
في النشيدِ المستحيل؟
-6-
يا مشهدَ الفرحِ الفلسطيني
يا نَوْح القتيل،
يا نرجسَ التلاّت في ريش العصافير
-التي عادت - وياليلي الطويل
يا جُلّنارَ الحُزنِ "يا صبرا"
ويا جَمْرَ الرحيل،
يا ياسمين القيدِ
يا صبري الجميل،
يا سُكّرَ الشريانِ يا "يافا"
ويا لغَةَ البديل ..
مرّوا ومرّوا من هنا
من ألفِ أزمانٍ،
وما مالَ النخيل
جاءوا وزالوا مثلَ كابوسٍ .. وراحوا
أُخرجوا، خرجوا كأنْ لم يدخلوا
الاّ ليكتسبَ الزمانُ وسامةَ الشهداءِ
أو ذُلّ الذليل
20/12/1995
مشهد جانبي
خرجوا ..
وكان يقلّب التلفاز من بلد الى بلدِ:
غناءٌ هابطٌ، ملكٌ يقلد شاعراً قلماُ، وعقيدٌ قاعدٌ، جنسٌ فاضحٌ للشمع، أزياءٌ بلا شكلٍ، وحربٌ
ههنا .. وهنا، وأخبارٌ مكررةٌ، وأفلامٌ من الكرتون والمكياج، أسعار وزلزالٌ، وحسناواتُ فوق منصّة للضوء، أدعيةٌ ..
وعند محطةٍ وقفت أصابعُهُ،
تُرى مَنْ ذلك الشعبُ الذي
يهتاج بالأعراس؟
ها أُختي، وهاك أخي،
وذاك عرفته في السجن،
هذا مَنْ أتى ليعودني وأنا بمستشفى المدينة
- تاركاً ظهري بعيداً، ليس لي -
وأنا هنا وحدي مع التلفاز؟
يا تلفازُ ..
يا كرسي ..
ويا ظهري .
بابا نويل
اليوم تتّسعُ المقابرُ للبكاءِ
وللتصاويرِ العزيزةِ والهدوء،
ونمسحُ الزمن الثقيلَ عن الرسومِ الباقيات،
ونَصبغُ الجدرانَ بالنسيانِ والألوان ..
مَنْ في ليلةِ العيدِ الكبيرِ يُمسّد الزهرات ؟
"بابا نويل" أنتَ الآن مدرسةٌ وسقفُ البيتْ
وصحنُ الزيتْ،
لا تكفي هداياك التي تأتي مع الذكرى،
أبي بالروح أهدي الصولجانَ اليكَ،
هل تنسى ؟
وأنت الآن رمز العرش -
من خرجوا، كأنْ لم يدخلوا، الاّ
بموت الموت