اليوم في المساء سأتسلم جائزة أفضل قصيدة في المهرجان الشعري الكبير، تكريمات كثيرة حظيت بها، صار اسمي لامعا و معروفا في عالم الشعر، تعددت اللقاءات التليفزيونية و الإذاعية، كتبت عني الصحف كثيرا و أقيمت لي الندوات الشعرية في قصور الثقافة و الصالونات الأدبية، كل الحفاوة التي أجدها في كل مكان أطأه بقدمي، و الصفات الجميلة التي تخلع علي، أمير الشعراء... متنبي العصر ... شاعر الألف قصيدة ، كل هذا يعرفه أخواى و تعرفه أختي، يفرح لي أخواى، لكنهم لا يهتمون بمثل تلك الأنشطة و النجاحات فيها و دائما ما يوازنوها بالمردود الذى يعود منها، ولأنها قليلة العائد فهي في أعينهم تفاهات لا تؤكل و لا تشرب،
أما سيادة عفيفي، لم تستطع أن تخفي حسدها لي، أعرف أسبابه و تغافلت طويلا عن مشاعرها تلك، و تعاملت معها بود حقيقي؛ حتي أعلنتها صريحة في وجهي يوم احتفالي بصدور ديواني الخامس، بعد انتهاء الحفل، ورؤيتها للالتفاف الأدباء و النقاد حولي؛ فقد كانت ترفض دعواتي السابقة لها لمشاركتي تلك الأمسيات، قالت لي و نحن نهبط سلم قاعة الاحتفال: لست أشعر مني، فقد كتبت الشعر من قبلك، و أنا التي أخذت بيدك إلي هذه الأماكن من قبل،
صدمتني العبارة و سكت ونظرت لها علها تضحك أو تقولها من باب المشاغبة؛ إلا أنها أضافت بملامح عابسة عبارة أخري: أصبح اسمك يعلو اسمى " مازن عفيفي " هل يدرى هؤلاء أني من ثبت أقدامك علي هذا الطريق!
قررت أن ارد و ليكن ما يكون: لا يستطيع مخلوق أن يصنع شاعرا، فالشاعر يولد شاعر، وتلك الجينات التي ورثتها من أبينا الشاعر و رثتها أنا أيضا، سبقتني بعشر سنوات هى الفرق في العمر بيننا، لكنك توقفت عند ديوان واحد و لم تواصلي
و هنا انطلقت زخات كلمات متتابعة من معجم القهر منها هذه العبارات " الحظ الخائن، لأنك محظوظ، أنا الأفضل لكني أتعس حظا "
عدت بيتي مسروقة فرحتي، مكدرة هناءتي، و ها أنا اليوم أذهب و حدى لاستلام الجائزة، سيكون الحفل ممتليء بالأحباب و الحاسدين بالأصدقاءو المنافسين، هل أخطأت عندما رفضت الزواج؟ و هل لو قررت الآن أن أتزوج أتكون تلك الزوجة متفهمة لابداعي داعمة لي مؤمنة بموهبتي؟
و هل في الخمسين أجد امرأة مازالت تهتم بمثل تلك الحالة الشاعرية التي أعيشها؛ بل أتنفسها؟
وهل أنا الذي قررت؟ لقد صدقت نفسي من كثرة ما أجبت علي من يسألني بتلك الإجابات
وهل هناك رجل يعترف أنه لا يستطيع!
كل الجوائز و التكريمات تركن في زاوية نائية ، تتواري جميعها حينما تعود لبيتك وحيدا تضع العشاء لنفسك و تأكله دون مسامر، تشاهد التليفزيون وحدك، تضحك علي مشهدكوميدي يعرض أمامك ثم تلتفت فتجد أنه لا أحد يرد لك الضحكة ضحكتين، فتعود وتزمها داخلك، كل هذا لم تحسي به يا سيادة و لم تتفهمي ما أعانيه، شغلتك الحياة الصاخبة بالزوج و الأحفاد و التجارة عن الشعر ثم تستكثرين علي صعود اسمي و شعري في المحافل الشعرية، لم يكن موقفك الأخير هو الذي كسرني؛ لكن كسرني منك أنك أختي الوحيدة، انتظرت أن تكوني أمي بعد أمي، لكنك كنت لي بالمرصاد في كل تجمع عائلي، تتهكمين علي و تسخفين من شعرى، كيف أنسى حينما صدر ديواني الأول، زرتني بعد غيبة طويلة، فرحت و قلت جاءت تهنئني، أعددت الشاى وجلسنا، فتحت الديوان ونظرت لي بتربص، وجدت أنك وضعت خطوطا بقلمك الأحمر، علي بعض هنات و أخطاء مطبعية، و بكل حدة قلت: جئت لك خصيصا لألفت انتباهك لتلك الأخطاء التي لا يقع فيها إلا المتشاعرين، أخذت منك الديوان وقلت شكرا لتهنئتك و عنايتك بتصويب أخطاء ذلك المتشاعر الصعلوك، بعدها تجاهلتني و أورثت أبناءك ذلك التجاهل، حتي تعودت أنا عليه،حتي صرنا أخوة كجزر الأرخبيل، في بحر واحد لكن لكل جزيرته
أما سيادة عفيفي، لم تستطع أن تخفي حسدها لي، أعرف أسبابه و تغافلت طويلا عن مشاعرها تلك، و تعاملت معها بود حقيقي؛ حتي أعلنتها صريحة في وجهي يوم احتفالي بصدور ديواني الخامس، بعد انتهاء الحفل، ورؤيتها للالتفاف الأدباء و النقاد حولي؛ فقد كانت ترفض دعواتي السابقة لها لمشاركتي تلك الأمسيات، قالت لي و نحن نهبط سلم قاعة الاحتفال: لست أشعر مني، فقد كتبت الشعر من قبلك، و أنا التي أخذت بيدك إلي هذه الأماكن من قبل،
صدمتني العبارة و سكت ونظرت لها علها تضحك أو تقولها من باب المشاغبة؛ إلا أنها أضافت بملامح عابسة عبارة أخري: أصبح اسمك يعلو اسمى " مازن عفيفي " هل يدرى هؤلاء أني من ثبت أقدامك علي هذا الطريق!
قررت أن ارد و ليكن ما يكون: لا يستطيع مخلوق أن يصنع شاعرا، فالشاعر يولد شاعر، وتلك الجينات التي ورثتها من أبينا الشاعر و رثتها أنا أيضا، سبقتني بعشر سنوات هى الفرق في العمر بيننا، لكنك توقفت عند ديوان واحد و لم تواصلي
و هنا انطلقت زخات كلمات متتابعة من معجم القهر منها هذه العبارات " الحظ الخائن، لأنك محظوظ، أنا الأفضل لكني أتعس حظا "
عدت بيتي مسروقة فرحتي، مكدرة هناءتي، و ها أنا اليوم أذهب و حدى لاستلام الجائزة، سيكون الحفل ممتليء بالأحباب و الحاسدين بالأصدقاءو المنافسين، هل أخطأت عندما رفضت الزواج؟ و هل لو قررت الآن أن أتزوج أتكون تلك الزوجة متفهمة لابداعي داعمة لي مؤمنة بموهبتي؟
و هل في الخمسين أجد امرأة مازالت تهتم بمثل تلك الحالة الشاعرية التي أعيشها؛ بل أتنفسها؟
وهل أنا الذي قررت؟ لقد صدقت نفسي من كثرة ما أجبت علي من يسألني بتلك الإجابات
وهل هناك رجل يعترف أنه لا يستطيع!
كل الجوائز و التكريمات تركن في زاوية نائية ، تتواري جميعها حينما تعود لبيتك وحيدا تضع العشاء لنفسك و تأكله دون مسامر، تشاهد التليفزيون وحدك، تضحك علي مشهدكوميدي يعرض أمامك ثم تلتفت فتجد أنه لا أحد يرد لك الضحكة ضحكتين، فتعود وتزمها داخلك، كل هذا لم تحسي به يا سيادة و لم تتفهمي ما أعانيه، شغلتك الحياة الصاخبة بالزوج و الأحفاد و التجارة عن الشعر ثم تستكثرين علي صعود اسمي و شعري في المحافل الشعرية، لم يكن موقفك الأخير هو الذي كسرني؛ لكن كسرني منك أنك أختي الوحيدة، انتظرت أن تكوني أمي بعد أمي، لكنك كنت لي بالمرصاد في كل تجمع عائلي، تتهكمين علي و تسخفين من شعرى، كيف أنسى حينما صدر ديواني الأول، زرتني بعد غيبة طويلة، فرحت و قلت جاءت تهنئني، أعددت الشاى وجلسنا، فتحت الديوان ونظرت لي بتربص، وجدت أنك وضعت خطوطا بقلمك الأحمر، علي بعض هنات و أخطاء مطبعية، و بكل حدة قلت: جئت لك خصيصا لألفت انتباهك لتلك الأخطاء التي لا يقع فيها إلا المتشاعرين، أخذت منك الديوان وقلت شكرا لتهنئتك و عنايتك بتصويب أخطاء ذلك المتشاعر الصعلوك، بعدها تجاهلتني و أورثت أبناءك ذلك التجاهل، حتي تعودت أنا عليه،حتي صرنا أخوة كجزر الأرخبيل، في بحر واحد لكن لكل جزيرته