أدخله الشرطي النحيف، فعل ذلك ببطء مشكوك فيه، ، أجلسه فوق كرسي بلاستيكي بعد أن فك قيوده، الغرفة كانت شديدة البرودة، على الرغم من أن الوقت كان وقت صيف، كل مايدركه أنها تقع أسفل بناية المخفر، أما كم هي مندسة في عمق الأرض فأمر لا يستطيع تحديده بالدقة المطلوبة.
أحس نبيل برغبة قوية في النوم، لكن لم يستطع ذلك، كان مجرد التفكير في قضاء ليلة في قبو رفقة ذوي السوابق يحرمه من أن ينعم بالراحة التي تمكنه من أن يغمض جفنيه، لابد من أن يبقى متيقظ الحواس حتى لا يلحق به مكروه. في اللحظة التي كان يطارده فيها وسواس أن يعتدى عليه دخل المحقق، كان شاحب الوجه، يظهر أنه يعاني بدوره من قلةالنوم، لم يكن وحده، كان يرافقه رجل اعتاد نبيل رؤيته في برنامج “أخطرالمجرمين”.
لم يتطلب الأمر من نبيل وقتا طويلا في التفكير، ما أن لمح الإشارة الصادرة من قبل المحقق، حتى نهض من مكانه، وتبع الرجلين نحو غرفة التحقيق التي تقع في نهاية الممر بالطابق الأول، جلس المحقق فوق كرسي جلدي، شغل جهاز الحاسوب، ومن دون أن ينظر إلى شاشته بدأ يرقن كلمات لم يرها نبيل على الرغم من قربه من الحاسوب.
دنا المحقق من نبيل، حدق في عينيه جيدا وسأله:
– اسمك، واسم أبيك، واسم أمك؟
– نبيل بن الهاشمي، أمي غيتة بنت الغالي العربي..
– تاريخ ومكان الازدياد، والعمل،ومحل السكنى.
– ازددت بالدار البيضاء، 6 نونبر1975،مهنتي سائق طاكسي صغير، أسكن بكريان الوردة، سيكتور الراحة.
– عرفت..عرفت..لماذا أنت هنا؟
ـ لا أعرف.. أنا مثلكم أريد معرفة لماذا أنا هنا؟
ـ أين قبضوا عليك؟ ومتى؟
ـ عند البنك الشعبي.. ليلا..
ـ ماذا كنت تفعل هناك..
ـ ماذا يمكن لإنسان أن يفعل أمام الشباك الأتوماتيكي؟
ـ أنت تجيب، ولا تسأل.. فهمت..
ـ كنت أريد سحب مبلغ ألف درهم
ـ وهل سحبتها؟
ـ لا .. السيولة غير متوفرة في الشباك البنكي
ـ هل فهمت إذن الجريمة التي ارتكبتها..؟
ـ نعم في المرة القادمة سأحرص على أن لا أقصد الشباك ليلا. لكن الحاجة الماسة للمبلغ هي التي دفعتني لذلك، فعائشة كانت في حاجة ماسة لهذا المبلغ،وأمام إصرارها على الأمر وخوفاً من حالة الاكتئاب التي يمكن أن تصيبها من جراء عدم حضورها حفلة الزفاف.
أجاب المحقق:
– من تكون عائشة هذه
– عايشة قنديشة حبيبتي
نظر المحقق بألم في عينيه وقال للشرطي النحيف :
– لاحول ولاقوة إلا بالله، خد هذا” المسحور” مكانه ليس هنا
– وقبل أن تمتد يد الشرطي نحوي، اقترب من المحقق وهمس له
– هل سنأخذه إلى مستشفى الأطلسي
لم يجبه المحقق، فهو بلا شك يقصد مستشفى المجانين المطل على الحافة الأطلسية حيث كان نبيل يقضي ليالي بأكملها يمارس هوايته في صيد الأسماك. التفت نحو رفيقه في العمل ليحدثه في أمر آخر، لكن نبيل صاح بأعلى صوته
– أنا أقصد عايشة زوجتك أيها المحترم
لا أحد يعرف أين اختفى نبيل، ولا المدة التي قضاها بعيدا عن عائلته، إلا أن ظهرت صورته في النشرة الإخبارية بوصفه رئيس شبكة دولية متخصصة في سرقة الأبناك، والحواسيب المتطورة.
وبعد جهد مضني بدله زوج أخته المحامي، وأصدقائه في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان افرج عن نبيل، واقترح اسمه لتلقي تعويضات” جبر الضرر” . نبيل بعد خروجه من السجن لايزال مصرا على عودة عجلة التحقيق مطالبا بمعرفة مصير حبيبته عايشة التي انقطعت أخبارها بعد أن طلقها المحقق الشاحب الوجه، المفتول العضلات.
أحس نبيل برغبة قوية في النوم، لكن لم يستطع ذلك، كان مجرد التفكير في قضاء ليلة في قبو رفقة ذوي السوابق يحرمه من أن ينعم بالراحة التي تمكنه من أن يغمض جفنيه، لابد من أن يبقى متيقظ الحواس حتى لا يلحق به مكروه. في اللحظة التي كان يطارده فيها وسواس أن يعتدى عليه دخل المحقق، كان شاحب الوجه، يظهر أنه يعاني بدوره من قلةالنوم، لم يكن وحده، كان يرافقه رجل اعتاد نبيل رؤيته في برنامج “أخطرالمجرمين”.
لم يتطلب الأمر من نبيل وقتا طويلا في التفكير، ما أن لمح الإشارة الصادرة من قبل المحقق، حتى نهض من مكانه، وتبع الرجلين نحو غرفة التحقيق التي تقع في نهاية الممر بالطابق الأول، جلس المحقق فوق كرسي جلدي، شغل جهاز الحاسوب، ومن دون أن ينظر إلى شاشته بدأ يرقن كلمات لم يرها نبيل على الرغم من قربه من الحاسوب.
دنا المحقق من نبيل، حدق في عينيه جيدا وسأله:
– اسمك، واسم أبيك، واسم أمك؟
– نبيل بن الهاشمي، أمي غيتة بنت الغالي العربي..
– تاريخ ومكان الازدياد، والعمل،ومحل السكنى.
– ازددت بالدار البيضاء، 6 نونبر1975،مهنتي سائق طاكسي صغير، أسكن بكريان الوردة، سيكتور الراحة.
– عرفت..عرفت..لماذا أنت هنا؟
ـ لا أعرف.. أنا مثلكم أريد معرفة لماذا أنا هنا؟
ـ أين قبضوا عليك؟ ومتى؟
ـ عند البنك الشعبي.. ليلا..
ـ ماذا كنت تفعل هناك..
ـ ماذا يمكن لإنسان أن يفعل أمام الشباك الأتوماتيكي؟
ـ أنت تجيب، ولا تسأل.. فهمت..
ـ كنت أريد سحب مبلغ ألف درهم
ـ وهل سحبتها؟
ـ لا .. السيولة غير متوفرة في الشباك البنكي
ـ هل فهمت إذن الجريمة التي ارتكبتها..؟
ـ نعم في المرة القادمة سأحرص على أن لا أقصد الشباك ليلا. لكن الحاجة الماسة للمبلغ هي التي دفعتني لذلك، فعائشة كانت في حاجة ماسة لهذا المبلغ،وأمام إصرارها على الأمر وخوفاً من حالة الاكتئاب التي يمكن أن تصيبها من جراء عدم حضورها حفلة الزفاف.
أجاب المحقق:
– من تكون عائشة هذه
– عايشة قنديشة حبيبتي
نظر المحقق بألم في عينيه وقال للشرطي النحيف :
– لاحول ولاقوة إلا بالله، خد هذا” المسحور” مكانه ليس هنا
– وقبل أن تمتد يد الشرطي نحوي، اقترب من المحقق وهمس له
– هل سنأخذه إلى مستشفى الأطلسي
لم يجبه المحقق، فهو بلا شك يقصد مستشفى المجانين المطل على الحافة الأطلسية حيث كان نبيل يقضي ليالي بأكملها يمارس هوايته في صيد الأسماك. التفت نحو رفيقه في العمل ليحدثه في أمر آخر، لكن نبيل صاح بأعلى صوته
– أنا أقصد عايشة زوجتك أيها المحترم
لا أحد يعرف أين اختفى نبيل، ولا المدة التي قضاها بعيدا عن عائلته، إلا أن ظهرت صورته في النشرة الإخبارية بوصفه رئيس شبكة دولية متخصصة في سرقة الأبناك، والحواسيب المتطورة.
وبعد جهد مضني بدله زوج أخته المحامي، وأصدقائه في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان افرج عن نبيل، واقترح اسمه لتلقي تعويضات” جبر الضرر” . نبيل بعد خروجه من السجن لايزال مصرا على عودة عجلة التحقيق مطالبا بمعرفة مصير حبيبته عايشة التي انقطعت أخبارها بعد أن طلقها المحقق الشاحب الوجه، المفتول العضلات.