محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - في الطفولة الماكرة..

في الطفولة الماكرة
كطفل سوداني اسود ، مرقط بالالغاز
كطفل جُرح بالخيبة في اول الامر
ففي العتمة الصماء التي جئت منها ، في العتمة التي لا لغة نقولها ونزيفها ونضع لها ربطات عنق
كان الاطفال هناك ، بتحدثون عن الضوء ، مغشوشين مثلي
لم يعرفوا ان الضوء في الخارج
كان قرية تحترق
في الطفولة
وانا اقف في الطريق ، تمتص دهشتي الاولى الاشجار ، المساكن ، النفوس المُسالمة
امتص انا في المُقابل
اسرار الايادي التي تمسح على شعري المُجعد
خطاياها في بيوت الجيران
في الطفولة
وانا ألمح النساء ، يسرن على امشاط جروحهن ، في البال تتسكع الوحدة المزدحمة بالوصايا ، في الوجه الرغبات المكشوطة بحواف الاقفال ، في الارجل مشاوير مؤجلة لمخيلة نشيطة
اغازلهن من البعيد
اغازل نفسي بهن
في ذات مطر ، في ذات سرير ضخم ، ووجه بالغ ، في ذات فرح ناضج بما يكفي ليقطف اثداءهن
هكذا كنت اقول
سأنام دون أن اخشى غباشة اللون
ها هنا
الآن
وانا اقف معي ، في ناصية حيرة
طفل سوداني ، مرقط بالالغاز
وانا الاخر ، رجل سوداني بالغ ، موشوم بالندم
اراقبهن حولي
باثداء مختلفة الاحجام ، بعضهن يمرن الاطفال السود على الندم
بعضهن لا تزلن تُراهقن تجربن الايدي الملائمة لمواسمها
بعضهن انطفأت فيهن العيون
ولكن ليس كما السابق
بنوايا صغيرة ، واحزان مستترة
بل اراقبهن
كجندي جريح ، كصياد فقد قوسه
كناج من الحب بمنشفة مبتله
انتظرني ان اجف
تحت المطر

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...