لم يتبق مكان يحتمي به الصغار؛ تتربص الوحوش بمداخل المدينة، تقذف السماء بكتل من النار، يتساءل طفل :هل في الجنة حليب وكسرات خبز؟
هناك سأجد أمي، لقد اشتقت إليها؛ منذ شهر لا أجدها.
أبحث عن قطتي التي اختفت، عائد أخي ذهب بعيدا، يرسل إلي نصف رغيف، كل الصغار يبكون، لم تعد معلمة الفصل تحكي لنا عن العصافير التي تنتظر أمهاتها، احترقت الأعشاش، أخبرني عائد أن معلمة الفصل ارتحلت بعيدا حيث النجوم في السماء؛ صارت البيوت تلالا حين تنتهي الحرب سنلعب فوقها، لكنني أخاف إن اختبئت فيها أن أسمع بكاء أصحابي الذين تركوا زجاجات الحليب فارغة، تناثرت أقلامهم صارت كراساتهم حمراء!
اعتدت أن أرى جدتي في منامي، تزورني وتحمل في يديها أوعية مملوءة بالحليب، هذه المرة جاءتني والدموع تتساقط من عينيها؛ تلملم بقايا أمي، هذه عيناها، تلك يداها، ثوبها الأبيض قطعا ممزقة، أحاول رسم صورتها، لاتشبه أمي، لكن صوتها كأنه صوت أمي، يبدو أن الأمهات جئن يبحثن عن صغارهن، أوعية الحليب وثياب العيد، يقذف العجوز بايدن بحمم من اللهيب، يقهقه البيبي نتنياهو، إنهما يتعانقان وقد امتلأت المدينة بقلوب متناثرة ،
يبدو أن يوم القيامة قد جاء أوانه، ثمة كلاب تتراقص، تنتظر طعامها من بقايا الأطفال التي صارت تلالا!
سأكتب موضوع التعبير الذي لم تقترحه علينا معلمة الفصل، ترى بأي قلم ستضع العلامات على موضوعي؟
لم تعد في علبة الأقلام غير تلك الرصاصة الحمراء،
خوفني ناظر المدرسة من تلك الأوهام، لبس هناك غير حفلات تقام في رياض الأطفال!
لم تعد العصافير تقف على نوافذ الفصول، لأنها احترقت، أبحث عن عائد أخي، يأتي صوت كريه، أمسك بورقة تساقطت علينا، لم تعد ممرات ٱمنة؛ كل الصغار طعام للعجوز دماؤهم يحتسيها خمرا!
باتت المدينة محاصرة، تحوطها الثعالب، ثمة حفلات تنكرية في بلاد الله، أحاول رسم صورة لعصفورة بذيل أخضر، لم يعد في علبة الألوان غير فرشاة باهتة ذات لون أحمر!
سكنت الغربان حجرات البيت الكبير، لم تعد به بقية من حياة، أمي تخوفني من الشيطان يفترس الحملان!
تقص الحكاية تلو الأخرى، لكن تلك الصور أكثر بشاعة،
أتذكر الممر الآمن، الوجوه واحدة، نفس المجنزرات تبرق مسرعة فوق الأشلاء، بكيت الحلم، محرقة تشبه تلك، يتناهي إلى سمعي ذلك الغناء للحلم العربي، تضحك جولدا كما لو كانت تنذر لرب الجنود أكداسا من عظام أجدادي، عمتي زهرة سقطت في بحر البقر، كم افترسوا من أهلي!
أسماء محمد
يا رب نصرك الذي وعدت
هناك سأجد أمي، لقد اشتقت إليها؛ منذ شهر لا أجدها.
أبحث عن قطتي التي اختفت، عائد أخي ذهب بعيدا، يرسل إلي نصف رغيف، كل الصغار يبكون، لم تعد معلمة الفصل تحكي لنا عن العصافير التي تنتظر أمهاتها، احترقت الأعشاش، أخبرني عائد أن معلمة الفصل ارتحلت بعيدا حيث النجوم في السماء؛ صارت البيوت تلالا حين تنتهي الحرب سنلعب فوقها، لكنني أخاف إن اختبئت فيها أن أسمع بكاء أصحابي الذين تركوا زجاجات الحليب فارغة، تناثرت أقلامهم صارت كراساتهم حمراء!
اعتدت أن أرى جدتي في منامي، تزورني وتحمل في يديها أوعية مملوءة بالحليب، هذه المرة جاءتني والدموع تتساقط من عينيها؛ تلملم بقايا أمي، هذه عيناها، تلك يداها، ثوبها الأبيض قطعا ممزقة، أحاول رسم صورتها، لاتشبه أمي، لكن صوتها كأنه صوت أمي، يبدو أن الأمهات جئن يبحثن عن صغارهن، أوعية الحليب وثياب العيد، يقذف العجوز بايدن بحمم من اللهيب، يقهقه البيبي نتنياهو، إنهما يتعانقان وقد امتلأت المدينة بقلوب متناثرة ،
يبدو أن يوم القيامة قد جاء أوانه، ثمة كلاب تتراقص، تنتظر طعامها من بقايا الأطفال التي صارت تلالا!
سأكتب موضوع التعبير الذي لم تقترحه علينا معلمة الفصل، ترى بأي قلم ستضع العلامات على موضوعي؟
لم تعد في علبة الأقلام غير تلك الرصاصة الحمراء،
خوفني ناظر المدرسة من تلك الأوهام، لبس هناك غير حفلات تقام في رياض الأطفال!
لم تعد العصافير تقف على نوافذ الفصول، لأنها احترقت، أبحث عن عائد أخي، يأتي صوت كريه، أمسك بورقة تساقطت علينا، لم تعد ممرات ٱمنة؛ كل الصغار طعام للعجوز دماؤهم يحتسيها خمرا!
باتت المدينة محاصرة، تحوطها الثعالب، ثمة حفلات تنكرية في بلاد الله، أحاول رسم صورة لعصفورة بذيل أخضر، لم يعد في علبة الألوان غير فرشاة باهتة ذات لون أحمر!
سكنت الغربان حجرات البيت الكبير، لم تعد به بقية من حياة، أمي تخوفني من الشيطان يفترس الحملان!
تقص الحكاية تلو الأخرى، لكن تلك الصور أكثر بشاعة،
أتذكر الممر الآمن، الوجوه واحدة، نفس المجنزرات تبرق مسرعة فوق الأشلاء، بكيت الحلم، محرقة تشبه تلك، يتناهي إلى سمعي ذلك الغناء للحلم العربي، تضحك جولدا كما لو كانت تنذر لرب الجنود أكداسا من عظام أجدادي، عمتي زهرة سقطت في بحر البقر، كم افترسوا من أهلي!
أسماء محمد
يا رب نصرك الذي وعدت