أضُمُّكِ فأصير مطرا خفيفا؛
مطرا ينساب على زنود المزارعين العارية
فتُزهر ابتساماتهم
وتتكلّم أجساد نسائهم لغة الدّفء.
أضمُّك فكأنّني أصير
رشّة من عطر فرنسيّ رشّتها أميرة جميلة
على جيدها الأبيض الطّويل
وهي تذهب إلى موعدها مع أميرها الوسيم
وأضمّك
فتصيرين حضارة أسطوريّة
كحضارة "الأنوناكي" أو حضارة "أطلنطس"
و أصيرْ
السّطر الوحيد في التّاريخ
الشّاهد على ازدهار نهديك.
يا أنثى ليسَتْ من سكّرٍ
وليسَتْ من عسلٍ ولا من شكولاتة بيضاء!
يا أنثى لا تشبه الحلوى،
لا تشبه النّبيذ
ولا حتّى تشبه الخبز في مدن الجوع
كم كانَتْ عيناك سماءين شاسعتين
حين وصلتُ إلى ميناء وجهك
نورسا منهكا سَرَقَتْ منه سفنُ الغزاة شواطئه...
كم كان النّهر
/الممتدّ من سهول نحرك
الذي ينبع من شفتيك الورديّتين
ليصبّ في دلتا الوجود مرورا ببحيرة سرّتك/
عذبا
ليروي ما تبقّى من قوافلي التي أهلكها العطش؛
قوافلي التي قدمت من أسطورة الولادة
وتاهت في صحراء الرّوتين اليوميْ...
كم كان نهرُكِ يعجّ بالحوريّات وبالنّيلوفر
وكم كُنتُ أطفالا و صيّادين،
كم كُنتُ أسماكا ملوّنة و ثعالب ماء
وكم كُنتُ ضفّتين و غابات جوز و صنوبر و بندق.
*
لأنّي لا أُجيدُ الرّسم،
لأنّي رجلُ عاديّ جدّا
لا يعرف كيف يقول لامرأة يحبّها: "أحبّكِ"
وجها لوحه
ولأنّي مازلتُ أفشل في كتابة القصائد
لهذا مازلتُ أثرثر لك عن الحفر في الطّريق،
عن السّياسة الخاطئة التي تنتهجها الدّولة
لتوطين الضّفادع في حقول القمح من أجل القضاء على الحشرات،
عن حذاء أبي الذي كان كبيرا جدا حين كنت طفلا
فصار أضيق على قدمي من وطن
وعن قهوتي و سجائري اللّتان أفكّر في الاستغناء عنهما بسبب غلاء الأسعار!
ولأنّي ثرثرت لك كثيرا جدّا
ونحن معا
عن كلّ شيء
ولم أقل لك ولو لمرّة واحدة:
"أحبّكِ"
حين أعود إلى صمتي
أشتري كرّاسا كبيرا
فأملأه برسمات قلوب حمراء،
باسمك
و بقصائد حبّ
ربّما، في اللّقاء القادم، أصير شاعرا
فأقرؤها عليك
في انتظار أن أصير "سوبر مان"
وأقول لك: "أحبّكِ"
وجها لوحه.
هيثم الأمين
(عطارد المجنون)
تونس
مطرا ينساب على زنود المزارعين العارية
فتُزهر ابتساماتهم
وتتكلّم أجساد نسائهم لغة الدّفء.
أضمُّك فكأنّني أصير
رشّة من عطر فرنسيّ رشّتها أميرة جميلة
على جيدها الأبيض الطّويل
وهي تذهب إلى موعدها مع أميرها الوسيم
وأضمّك
فتصيرين حضارة أسطوريّة
كحضارة "الأنوناكي" أو حضارة "أطلنطس"
و أصيرْ
السّطر الوحيد في التّاريخ
الشّاهد على ازدهار نهديك.
يا أنثى ليسَتْ من سكّرٍ
وليسَتْ من عسلٍ ولا من شكولاتة بيضاء!
يا أنثى لا تشبه الحلوى،
لا تشبه النّبيذ
ولا حتّى تشبه الخبز في مدن الجوع
كم كانَتْ عيناك سماءين شاسعتين
حين وصلتُ إلى ميناء وجهك
نورسا منهكا سَرَقَتْ منه سفنُ الغزاة شواطئه...
كم كان النّهر
/الممتدّ من سهول نحرك
الذي ينبع من شفتيك الورديّتين
ليصبّ في دلتا الوجود مرورا ببحيرة سرّتك/
عذبا
ليروي ما تبقّى من قوافلي التي أهلكها العطش؛
قوافلي التي قدمت من أسطورة الولادة
وتاهت في صحراء الرّوتين اليوميْ...
كم كان نهرُكِ يعجّ بالحوريّات وبالنّيلوفر
وكم كُنتُ أطفالا و صيّادين،
كم كُنتُ أسماكا ملوّنة و ثعالب ماء
وكم كُنتُ ضفّتين و غابات جوز و صنوبر و بندق.
*
لأنّي لا أُجيدُ الرّسم،
لأنّي رجلُ عاديّ جدّا
لا يعرف كيف يقول لامرأة يحبّها: "أحبّكِ"
وجها لوحه
ولأنّي مازلتُ أفشل في كتابة القصائد
لهذا مازلتُ أثرثر لك عن الحفر في الطّريق،
عن السّياسة الخاطئة التي تنتهجها الدّولة
لتوطين الضّفادع في حقول القمح من أجل القضاء على الحشرات،
عن حذاء أبي الذي كان كبيرا جدا حين كنت طفلا
فصار أضيق على قدمي من وطن
وعن قهوتي و سجائري اللّتان أفكّر في الاستغناء عنهما بسبب غلاء الأسعار!
ولأنّي ثرثرت لك كثيرا جدّا
ونحن معا
عن كلّ شيء
ولم أقل لك ولو لمرّة واحدة:
"أحبّكِ"
حين أعود إلى صمتي
أشتري كرّاسا كبيرا
فأملأه برسمات قلوب حمراء،
باسمك
و بقصائد حبّ
ربّما، في اللّقاء القادم، أصير شاعرا
فأقرؤها عليك
في انتظار أن أصير "سوبر مان"
وأقول لك: "أحبّكِ"
وجها لوحه.
هيثم الأمين
(عطارد المجنون)
تونس