محمود سلطان - حكايتي أنا والطين..

كانَ ليْ بيتٌ بسيطٌ سقفُهُ
مِنْ حصيرٍ.. فوقَهُ بعضُ الحطَبْ

ومِنَ الطّينِ.. جدارٌ لينٌ
وجميعٌ.. مِنْ أصولٍ ونسبْ

مِنْ تُرابٍ كانَ أصلي أولا ً
ومِنَ الطينِ بيوتٌ والخشَبْ

لي مَعَ الطينِ حَكَايَا لغزُها
سرُّهَا عندي أنا لا في الكُتُبْ

كُنتُ ـ إذاك ـ بقلبٍ طيّبٍ
هَلْ لطين الأرضِ دخلٌ أو سببْ

مذ بَنَوا بالخَرسَانَاتِ.. قَسَتْ
داخلي رُوحي وقلبي والعَصَبْ

فَهَلِ البحرُ تُرى زُرقتُهُ
والسّما والنَّجمُ ـ ليلاً ـ والشُّهبْ

كلُّ شيءٍ باتَ فينا زَائِفًا
ومِنَ الوردِ إلى حَبِ العِنَبْ

والنّسَا من خُشبٍ منفوخةٍ
بنهودٍ وشِفاهٍ من كَذِبْ

والوجوهُ من "بلاستيكٍ" تُرى
مثلَ "ماسكاتٍ" شَرَوها في عُلبْ

رانَ أسمنتُ البناياتِ على
كلٍ حُلوٍ وجمالٍ واحتطبْ

راحَ مَنْ راحَ وراحتْ راحةٌ
واعتلى الهمُّ قلوبًا وركبْ

القاهرة ـ محمود سلطان قصيدة "حكايتي أنا والطين"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...