مصطفى معروفي - موائد من مطرٍ

ذاك هو البحر المحفوف على أبسط تقديرٍ
بمراياه الكثةِ
يترجاني أن أحمل رايته الوُثقى
وكثيرا ما يسهرُ
أصبح يختار لمعصمه أسورة من ملحٍ
بل زادَ فأمسى يرقد منحازا للمدّ على مرأى
من نجمته الموثوقة في
طعم غوايتها
أسدلتُ عليَّ تضاريس الطين
ملأت بعشقي خفقتهُ
فانزاح قليلا وتمثل لي
كالأسطورةِ تخرج من رحم الألبِ
تعج بذاريّات القدر المحموم على
صهوتها البطل المأساويّ
أكاد أقول بأن بروقي تتجشمُ
أن تبقى واقفةً
والغيم على قدر وجاهتهِ يتسعُ
إلى الغابات يفيء
وثَمَّ يشيد سرادقهُ
لم أره متزنا كاليومِ
أحال على الأرض موائدَ من مطرٍ
ثم غفا فوق قلامة نشوتهِ،
بعدي ستجيء الريحُ إلى النخلِ
وتجثو تحت عراجينَ لها
ثم عليها تحثو مقبرة من ماءٍ
أوتذهب نحو البيدِ
لتصبح كاهنةً بمقاييسَ على الجملةِ
تبدو عاليةَ الجودةِ...
لما الصبح تنفّسَ
قام إلى الهاتفِ
ومضى يحكي لمذيع البرنامجِ
عن حنكة كابوسٍ كهْلٍ أرّقهُ
مع زوجته ضربةَ لازبْ...
يا للكابوسِ الحاذقِ!
ضرب العصفورينِ بحجرٍ واحدْ.
ــــــــــــ
مسك الختام:
أقْصد الأمــرَ عـــازما ودليلي
ـ إن أحاولْ إنجازَه ـ تفكيري
أحــمــدُ اللــــه لا أقوم بفعلٍ
أنا فيــه لا أستشير ضميري


















التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

يا للشعر الزاهي، والتجربة الواثقة من مسارها إلى النبع، تستلهم الشعري الحرون، تروض المعنى فيومض لألاء بالبهاء والرقة وبألف نجمة في سماء الإبداع الجميل
كل التقدير والاعتزاز بك وبحروفك السننية أيها الرائع الصديق
وكل شعر وأنت بألف وألف خير
 
لك موفور الشكر أستاذنا العزيز السي المهدي على تعقيبك الجميل الذي من خلاله تظهر أخلاقك في مكان عال وطيبوبتك التي لا يرقى إليها شك.ثم إنني أغبطك على على ذائقتك الجمالية الفخمة التي لا يتيسر أمرها إلا لمن وفقه الله إليها.
شكرا لك السي المهدي مرة أخرى.
ودامت لك الأفراح والمسرات مولانا.
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...