من بين كل الاصدارات القصصية العراقية – وما اكثرها في تلك الفترة - في سنوات الثمانينيات، يوم كانت حياتي موزعة بين جبهة الحرب وجبهة الحرب، جذبتني مجموعة قصصية بعنوان (زقاق الفئران) التي كانت تتكون من عشر قصص في طبعتها الأولى الصادرة عام 1972م، وأضاف اليها ثماني قصص في طبعتها الثانية عام 1985م،..
والحق اقول أن ما جذبني ليس سوى أسمها، ما الذي تعنيه (زقاق الفئران)، هل للفئران زقاق؟ وما دلالته؟ ولماذا اختار المؤلف هكذا اسم؟.. حتى اقتنيتها من مكتبة المرحوم (هاشم) حينها، وما ان بدأت بقراءتها، حتى فُكت الغازها ، فالعنوان ببساطة مستل من من قصيدة لأليوت يستهل بها نزار عباس مجموعته تقول:
في زقاق الفئران
حيث الموتى فقدوا عظامهم
الغريب انني لم اقرأ غيرها - أعني زقاق الفئران- لنزار عباس، فقط بعض المقالات والاعمدة التي كان ينشرها هنا وهناك في الصحف العراقية. ولا أدري ما السبب؟ هل نضبت موهبته؟ هل وجدها عبئا أخر؟ لم أجد جوابا محددا...
لقد استهوتني قصص المجموعة، والتي لا أغالي ان قلت: اني قرأتها اكثر من خمس مرات، والاغرب رغبتي الكبيرة في أن اعرف مؤلفها.. ولاعرف سبب اختياره هذا العنوان.
ومن حسن الحظ كان اول من حدثني عنه الشاعر رشدي العامل، وما زلت اتذكر انه قهقه كثيرا حين سمع اسمه، لأنثيال ذكريات كثيرة معه، فتحدث رشدي عنه كثيرا، وعن مزحه وسخريته، وعن جماعة المرفأ التي كانت تضم إضافة الى رشدي العامل اسماء مثل محمد سعيد الصكار، ويحيى بابان (جيان)، ونزار عباس.. وتفاصيل أخرى تتعلق بشخصيته وابداعه، مما زادني تعلقا بهذه الشخصية الفريدة.. وزاد رياض قاسم المعلومات وباسلوبه المعروف الكثير.
وحانت فرصة معرفتي بصاحب زقاق الفئران، من خلال رئيس تحرير جريدة الثورة آنذاك، حيث كنت أعمل محررا سينمائيا فيها، ،الشاعر سامي مهدي الذي كانت تربطه بنزار عباس علاقة وثيقة، فكان يزوره أسبوعيا في مقر الجريدة ، وكانت غرفتي في الطابق نفسه، فكان القاص نزار عباس قبل أن يزوره يشرب الشاي عندي، ونتحدث كثيرا، بل اصبح موعد لقائي الأسبوعي به مقدسا..
كان نزار عباس ، على قلة، ما كتبه، مشروعاً لهوية سردية طويلة الأمد، توفق سيرها الوئيد ، لم ينصفه النقد رغم الحضور الطاغي لنتاجه القصصي، والذي يعد نتاجا متميزا على الأقل بين ابناء جيله الذي يسمى الجيل الضائع، والذي يضم الكثير من الأسماء الأدبية منها: بلند الحيدري وحسين مردان ونزار سليم وسلمان محمود حلمي وأكرم الوتري وإبراهيم اليتيم فضلا عن جواد سليم وعدنان رؤوف .. وغيرهم.
يقول عنه القاص محمد خضير في أحد مقالاته: كان مزاجَ قاصّ الخمسينات الآخر (نزار عباس) الذي اعترف مثل صاحبه روزنامجي، في مقابلة صحفية أيضا، أنه أخفى نصوصاً من ذكرياته في دفتر كان يخبئه تحت وسادته، لكنّه ضاع منه، أو أتلفه خوفاً من أن تطغى مادةُ سكيجاته الصحفية على خيال قصصه القصيرة المسترسل، الذي لم يُفلح إلا في إصدار مجموعة واحدة منها فقط عنوانها (زقاق الفئران) .
وفي الأيام الاخيرة قبل الغزو الأمريكي لبغداد، كنا انا ورياض قاسم نزوره في البيت، ونتحدث في السياسة وما ستؤول اليه الأوضاع، ليتحول الحديث بعد قليل الى السخرية والضحك من كل شيء.
وكان لنا لقاء به عام 2003 عندما قررنا ان نلتقي في شارع المتنبي، ولا أعرف ما الذي جعلني اطلب منه، التقاط صورة معه.
وكانت تلك المرة الأخيرة أراه فيها، الأديب الذي طالما حفز بي الرغبة لمعرفته.. رحم الله ابا قصي.
والحق اقول أن ما جذبني ليس سوى أسمها، ما الذي تعنيه (زقاق الفئران)، هل للفئران زقاق؟ وما دلالته؟ ولماذا اختار المؤلف هكذا اسم؟.. حتى اقتنيتها من مكتبة المرحوم (هاشم) حينها، وما ان بدأت بقراءتها، حتى فُكت الغازها ، فالعنوان ببساطة مستل من من قصيدة لأليوت يستهل بها نزار عباس مجموعته تقول:
في زقاق الفئران
حيث الموتى فقدوا عظامهم
الغريب انني لم اقرأ غيرها - أعني زقاق الفئران- لنزار عباس، فقط بعض المقالات والاعمدة التي كان ينشرها هنا وهناك في الصحف العراقية. ولا أدري ما السبب؟ هل نضبت موهبته؟ هل وجدها عبئا أخر؟ لم أجد جوابا محددا...
لقد استهوتني قصص المجموعة، والتي لا أغالي ان قلت: اني قرأتها اكثر من خمس مرات، والاغرب رغبتي الكبيرة في أن اعرف مؤلفها.. ولاعرف سبب اختياره هذا العنوان.
ومن حسن الحظ كان اول من حدثني عنه الشاعر رشدي العامل، وما زلت اتذكر انه قهقه كثيرا حين سمع اسمه، لأنثيال ذكريات كثيرة معه، فتحدث رشدي عنه كثيرا، وعن مزحه وسخريته، وعن جماعة المرفأ التي كانت تضم إضافة الى رشدي العامل اسماء مثل محمد سعيد الصكار، ويحيى بابان (جيان)، ونزار عباس.. وتفاصيل أخرى تتعلق بشخصيته وابداعه، مما زادني تعلقا بهذه الشخصية الفريدة.. وزاد رياض قاسم المعلومات وباسلوبه المعروف الكثير.
وحانت فرصة معرفتي بصاحب زقاق الفئران، من خلال رئيس تحرير جريدة الثورة آنذاك، حيث كنت أعمل محررا سينمائيا فيها، ،الشاعر سامي مهدي الذي كانت تربطه بنزار عباس علاقة وثيقة، فكان يزوره أسبوعيا في مقر الجريدة ، وكانت غرفتي في الطابق نفسه، فكان القاص نزار عباس قبل أن يزوره يشرب الشاي عندي، ونتحدث كثيرا، بل اصبح موعد لقائي الأسبوعي به مقدسا..
كان نزار عباس ، على قلة، ما كتبه، مشروعاً لهوية سردية طويلة الأمد، توفق سيرها الوئيد ، لم ينصفه النقد رغم الحضور الطاغي لنتاجه القصصي، والذي يعد نتاجا متميزا على الأقل بين ابناء جيله الذي يسمى الجيل الضائع، والذي يضم الكثير من الأسماء الأدبية منها: بلند الحيدري وحسين مردان ونزار سليم وسلمان محمود حلمي وأكرم الوتري وإبراهيم اليتيم فضلا عن جواد سليم وعدنان رؤوف .. وغيرهم.
يقول عنه القاص محمد خضير في أحد مقالاته: كان مزاجَ قاصّ الخمسينات الآخر (نزار عباس) الذي اعترف مثل صاحبه روزنامجي، في مقابلة صحفية أيضا، أنه أخفى نصوصاً من ذكرياته في دفتر كان يخبئه تحت وسادته، لكنّه ضاع منه، أو أتلفه خوفاً من أن تطغى مادةُ سكيجاته الصحفية على خيال قصصه القصيرة المسترسل، الذي لم يُفلح إلا في إصدار مجموعة واحدة منها فقط عنوانها (زقاق الفئران) .
وفي الأيام الاخيرة قبل الغزو الأمريكي لبغداد، كنا انا ورياض قاسم نزوره في البيت، ونتحدث في السياسة وما ستؤول اليه الأوضاع، ليتحول الحديث بعد قليل الى السخرية والضحك من كل شيء.
وكان لنا لقاء به عام 2003 عندما قررنا ان نلتقي في شارع المتنبي، ولا أعرف ما الذي جعلني اطلب منه، التقاط صورة معه.
وكانت تلك المرة الأخيرة أراه فيها، الأديب الذي طالما حفز بي الرغبة لمعرفته.. رحم الله ابا قصي.