رحلة الحرية من قلب القيد.... كما أحببت أن أسمي الكتاب...
لئن كان لفظ القيد يأخذنا إلى الأسر والتكبيل وضيق النفس والعبودية، فإن (قيد الأوابد) يحملنا إلى عكس هذا الشعور بالضيق والأسر. فالقيد هنا يعمل عملًا عكسيًّا فهو يضم الأوابد والغرائب والشوارد التي خطَّتها يد شاعرنا وأديبنا الكبير الدكتور (أسامة شفيع) على مدى أعوام طوال بين دَفَّتي كتاب.. ويا له من كتاب.
كتاب ضمَّ الأدب والشّعر والطّرائف والنّصائح فكان شبيهًا بكتب الأقدمين الذين ترعرعنا على كتاباتهم وأعدنا قراءتها مرّات ومرّات دون كلل أو ملل.
فها هو شاعرنا يجادل ذلك الأعرابي الذي أراد حيلة ليستطيع التعامل مع حِبِّه.. ويُخالفه الرأي .. فلنسمع رأي الأعرابي، ثم رد شاعرنا:
قال الأعرابيّ:
(شكوتُ، فقالت: كلُّ هذا تبرُّمًابحبّي، أراح الله قلبّك من حبّي!
فلمّا كتمتُ الحبَّ قالت: لَشَدَّماصبرتَ
وما هذا بفعل شَجِي القلبِ
فأدنو فتُقصِيني، فأبعدُ طالبًا رضاها
فتعتدُّ التّباعد من ذنبي
فشكوايَ تؤذيها وصبري يسوءها
وتجزعُ من بُعدي وتنفرُ من قُربي
فيا قوم هل من حيلةٍ تعرفونها
أشيروا بها واستوجبوا الشُّكرَ من ربي)
أما شاعرنا فيردّ عليه بأن مجرد طلبه الاحتيال لإرضاء المحبوبة هو صرف عن الحب، فليس الحب إلا ميل الإنسان عن الهدى والرشاد، ولا يكون المحب إلا شديد القلق شجيَّ النفس:
(وكيف ترومُ اليومَ يا صبُّ حيلة
وفي حيلة المحتالِ صَرفٌ عن الحبِّ؟!
وليس الهوى في العُرْفِ إلّا مَضَلَّةً
وتصبحَ في دربٍ وتُمسيَ في دربِ
قلوقًا، شجيَّ النفسِ، مضطرمَ الحشا
قريبًا على بعدٍ، بعيدًا على قربِ!)
ومن كلماته الحكمية (في الحب):
- معدن الحب واحد، والناس تعلو به وتهبط، ويتفاوتون بجهة التعلّق.
- الاستدراك في الحب غير مقبول ، والنسيان غير مغفور.
وأجمل ما لفتني ما كان تحت عنوان (نثير الدّرّ)، وهي أبيات مفردة يليق بها ان تشبّه بالدّرّ الثمين، وهي تذكّرنا بأبيات المتنبي الذي يُغني الشطر فيه أحيانًا عن قصيدة كاملة.
يقول شاعرنا:
(لكلّ حسنٍ نظيرٌ يُستدلُّ بهعليه، لكنَّ بعضَ الحُسنِ منفردُ)
ناهيك عن المقالات المتفرقة الأغراض والتي قدّمها بأسلوب شائق رزين... لاسيما ان أديبنا قد أشار الى ان ما كتبه هو ( أشتات أفكار لم أرُم إبّان كتابتها ان تضمها دفّتا كتاب، ولا دار ذلك بخلدي، لولا انها تكاثرت مع الاعوام، وتوّعت فنونًا، فانشعبت بها جهات القول، فهي تارة تلوح في مسوح ناسك صوفيّ، وتارة تتبدى في صورة شاعر عذريّ، وطورًا تتردى ببردة النقد ، وطورًا تنزع منازع الفلسفة والحكمة وهي في ذلك تتقلب بين هزل وجد، وأخذ ورد، وعرفان وجحد، وقد قيل: " شعر الرجل قطعة من كلامه، وظنه قطعة من علمه، واختياره قطعة من عقله")
ولئن كان شاعرنا قد جمع الشوارد في هذا الكتاب فإن ما يميزه هو اتقانه اللغة الفرنسية كتابة وشعرًا كما يتقن العربية تمامًا.
بورك قلمك أيها الشاعر الصديق الدكتور (أسامة شفيع)، وبوركت مصر الحبيبة مُنجبة الكبار.
لئن كان لفظ القيد يأخذنا إلى الأسر والتكبيل وضيق النفس والعبودية، فإن (قيد الأوابد) يحملنا إلى عكس هذا الشعور بالضيق والأسر. فالقيد هنا يعمل عملًا عكسيًّا فهو يضم الأوابد والغرائب والشوارد التي خطَّتها يد شاعرنا وأديبنا الكبير الدكتور (أسامة شفيع) على مدى أعوام طوال بين دَفَّتي كتاب.. ويا له من كتاب.
كتاب ضمَّ الأدب والشّعر والطّرائف والنّصائح فكان شبيهًا بكتب الأقدمين الذين ترعرعنا على كتاباتهم وأعدنا قراءتها مرّات ومرّات دون كلل أو ملل.
فها هو شاعرنا يجادل ذلك الأعرابي الذي أراد حيلة ليستطيع التعامل مع حِبِّه.. ويُخالفه الرأي .. فلنسمع رأي الأعرابي، ثم رد شاعرنا:
قال الأعرابيّ:
(شكوتُ، فقالت: كلُّ هذا تبرُّمًابحبّي، أراح الله قلبّك من حبّي!
فلمّا كتمتُ الحبَّ قالت: لَشَدَّماصبرتَ
وما هذا بفعل شَجِي القلبِ
فأدنو فتُقصِيني، فأبعدُ طالبًا رضاها
فتعتدُّ التّباعد من ذنبي
فشكوايَ تؤذيها وصبري يسوءها
وتجزعُ من بُعدي وتنفرُ من قُربي
فيا قوم هل من حيلةٍ تعرفونها
أشيروا بها واستوجبوا الشُّكرَ من ربي)
أما شاعرنا فيردّ عليه بأن مجرد طلبه الاحتيال لإرضاء المحبوبة هو صرف عن الحب، فليس الحب إلا ميل الإنسان عن الهدى والرشاد، ولا يكون المحب إلا شديد القلق شجيَّ النفس:
(وكيف ترومُ اليومَ يا صبُّ حيلة
وفي حيلة المحتالِ صَرفٌ عن الحبِّ؟!
وليس الهوى في العُرْفِ إلّا مَضَلَّةً
وتصبحَ في دربٍ وتُمسيَ في دربِ
قلوقًا، شجيَّ النفسِ، مضطرمَ الحشا
قريبًا على بعدٍ، بعيدًا على قربِ!)
ومن كلماته الحكمية (في الحب):
- معدن الحب واحد، والناس تعلو به وتهبط، ويتفاوتون بجهة التعلّق.
- الاستدراك في الحب غير مقبول ، والنسيان غير مغفور.
وأجمل ما لفتني ما كان تحت عنوان (نثير الدّرّ)، وهي أبيات مفردة يليق بها ان تشبّه بالدّرّ الثمين، وهي تذكّرنا بأبيات المتنبي الذي يُغني الشطر فيه أحيانًا عن قصيدة كاملة.
يقول شاعرنا:
(لكلّ حسنٍ نظيرٌ يُستدلُّ بهعليه، لكنَّ بعضَ الحُسنِ منفردُ)
ناهيك عن المقالات المتفرقة الأغراض والتي قدّمها بأسلوب شائق رزين... لاسيما ان أديبنا قد أشار الى ان ما كتبه هو ( أشتات أفكار لم أرُم إبّان كتابتها ان تضمها دفّتا كتاب، ولا دار ذلك بخلدي، لولا انها تكاثرت مع الاعوام، وتوّعت فنونًا، فانشعبت بها جهات القول، فهي تارة تلوح في مسوح ناسك صوفيّ، وتارة تتبدى في صورة شاعر عذريّ، وطورًا تتردى ببردة النقد ، وطورًا تنزع منازع الفلسفة والحكمة وهي في ذلك تتقلب بين هزل وجد، وأخذ ورد، وعرفان وجحد، وقد قيل: " شعر الرجل قطعة من كلامه، وظنه قطعة من علمه، واختياره قطعة من عقله")
ولئن كان شاعرنا قد جمع الشوارد في هذا الكتاب فإن ما يميزه هو اتقانه اللغة الفرنسية كتابة وشعرًا كما يتقن العربية تمامًا.
بورك قلمك أيها الشاعر الصديق الدكتور (أسامة شفيع)، وبوركت مصر الحبيبة مُنجبة الكبار.