* خاصرةُ النّشوة..
أحاولُ أن لا أظهرَ ما عندي من حزنٍ
بعدي أتمسكُ بأذيالِ الوقوفِ
وما زلتُ أوزعُ على لغتي الأجنحةَ
وأخفي في سرداقِ غصتي
بكاءَ أقفاصِ الخطا اللائبةِ
تنوءُ لهفتي بأثقالِ دهشتِها
وتموءُ الهواجسُ في دمي
أبحثُ عن فضاءٍ بحجمِ الخيبةِ
وعن أرضٍ تتسعُ لأوجاعي
رماني الأفقُ بأسوارِهِ العاليةِ
وتخلَّى عنيَ المدى
صوتي تعتقلُهُ السماءُ
والغيمُ يمورُ بآهتي
والشمسُ لا تعتقُ قصيدتي
لترحلَ خلفَ السديمِ
هذا الكونُ قبرٌ لأغصاني
وجذوري ضاربةٌ برميمِ السدى
موجٌ محتدُ النظراتِ
في ترابِ اشتعالي
وتصعدُ منِ احتباسِ الكلامِ
حممُ الدمعِ العصيةُ عنِ البوحِ
كان ابتعادُكِ عنّي
أكبرَ من خيانةٍ عظمى
أحرقتِ سهوبَ الأمنياتِ.. بصمتِكِ
ونسفتِ ما نسجَهُ الفؤادُ
من فرحٍ كان ينمو
تقتلين أشجارَ الصنوبرِ
في خاصرةِ النشوةِ
وتُحِيلينَ مراكبَ الحنينِ
إلى حطامٍ
كم كانَ ذهابُكِ موجعاً؟!
تركتِ الموتَ في قلبي
يصارعُ نهوضي
صارتِ الأرضُ عرجاءَ
والأفقُ يبحثُ عن عينَيهِ
و باتت قصيدتي بكماءَ
أتلوها على صمتِ الدروبِ
وتبكي الحجارةُ من معانيها
وتحطُّ الطيورُ على أوتارِ
وحشتي..
تعزفُ أنشودةَ الغدرِ الشهيرةَ
جزاكِ اللهُ..
قاتلةً لندى وميضي
إنِّي أتهمُكِ
بذبحِ عصافيرِ الرؤى
وبانتهاكِ سياجِ أمكِنَتي
جعلتِ من نزفِ قلبي عِبرةً
للعاشقين..
اذهبي..
حيثُ يأكلُكِ غرورُكِ
وكوني للخيانةِ عنواناً
اتركي ليَ الموتَ
أحيا على سفوحِهِ الجرداءِ
ريثَما يداهمُني
أفقٌ شريد.*
إسطنبول
* غياب..
لا أحدَ يمسحُ دمعَ قلبي
غيرُكَ
فلا تغبْ
لا أحدَ يضمّدُ جراحَ روحي
سواكَ
فلا تبتعد ْ
أشفقْ عليَّ يا عذاب ْ
أحتملُ
كلَّ أنواعِ العذاب ْ
إلاّ بُعدَهُ عنّي
خذ منّي حياتي
وكلَّ ما عندي مِن قصائدَ
وطمِئنّي عنهُ
حدثْني عن أخبارِهِ
هل ما زالَ الفضاءُ يسكنُ صوتَهُ؟
هل ما زالَ القمرُ مرسوماً على جبينِهِ؟!
وهل ما زالتِ الفرحةُ
تتوزعُ على الدنيا منهُ؟!
حبيبي بغيابِكَ
يشربُني القلقُ
يمضغُني الاختناقُ
يسحقُني الانتظارُ
أقسمت أن أموتَ قبلَكَ
كي لا أراني أموتُ فيكَ
أشتري حفنةَ ترابٍ
مِن تحتِ قدمَيكَ
بكلِّ هذا المَدى وأكثر
فهل تبيعُ يا زمن؟!*
إسطنبول
* اعتذار..
غادريني..
ما عدتُ أطيقُ هذا التواجدَ
في دمي
أعطيني فرصةً كي أتحررَ منكِ
غادرَني عمري
وحبُّكِ يتلبسُني بلا رحمةٍ
صارت بسمتي
تدمعُ كلما ناديتُها
وصارَ قلبي أخرقَ
لا يعرفُ أينَ يتجهُ
أشفقي على مشيبِ قصيدتي
هدَّني موتُ أوردتي
وأنتِ ما تنفَكِّينَ عن إشعالِها
حبُّكِ نقمةٌ طاردَتني
غضبُ اللهِ على روحي
أيُّ ثأرٍ لكِ عندي
ليسَ عدلاً هذا الحبُّ
غادريني..
بأقصى ما يمكنُ.. ارحلي
وابتعدي قَدْرَ ما تستطيعينَ
لا أريدُ منكِ تعويضاً عن عمري
سامحتُكِ عنِ اختناقي
وجرحي ودمعي
لا أحملُ لكِ ضغينةً في قلبي
حتى إني لا أكرهُكِ
فقط..
أزيحي عنيَ الأوجاعَ
هيَ من جراءِ عشقي
كوني على حيادٍ على الأقلِّ
لا تقتلي مَن حمَلَ لكِ الوردَ
ولا مَن كتَبَ عنكِ الشعرَ
أخطأتُ و طرقتُ بابَكِ
فهل أنا أجرمتُ؟!
أعتذرُ منكِ عن حبٍّ أحمقَ
تقبلي اعتذاري
وسامحيني.*
إسطنبول
* لو..
لو أصابعي تلامس الضوء
وتحتضن الرهافة في بوحكِ
لو أتنشق عطر ابتسامك
وألثم جبين فتنتكِ
لو أغفو بحضن أنفاسكِ
كنتُ ما عرفت الموت
لو كان قلبكِ يوشوشني
ويداكِ تربتان على وجعي
وعيناكِ تغمراني بالشفق
وصدرك يغدق عليّ بالمدى
وروحكِ تمسد آهتي
ما كنتُ أسلمت عمري للريح
أحتاج منكِ التفاتة.. لأبقى
أحتاج همسة تدبّ الشمس في روحي
أعطني من ريقكِ الخلودا
امنحيني سبباً واحداً كي أعيش
وأسور خطواتكِ بلهفتي
ألحق بشعرة منكِ سرقتها الريح
أضمّد أنداءكِ إن رفرّف حولكِ العطر
أمتهن عشقكِ طوال النبض
لو أنّي أحظى بشذرة من دفئكِ
بنتفةٍ من اهتمامكِ
بكسرة حنانٍ
بشيء من المودة
ببعض من القبول
كنتُ رضيت بهذه الدنيا
وما شرعت نوافذي
للانتحار.*
إسطنبول
* انتظار..
أعرفُ أنّكِ لن تأتي
مع هذا أنتظر ُ
أتركُ لكِ البابَ موارباً
لاستقبالِكِ
أجهزُ نفسي تماماً
كأنّكِ قادمةٌ للتوِّ
أعدُّ كلَّ شيءٍ
أهمُّها كلماتُ الغزلِ
يمرُّ الوقتُ
والانتظارُ يقضمُ قلبي
وأنتِ لا تأتين
وما بين رقابتي للبابِ وللساعةِ
ينهدمُ أملي
تتجعدُ لهفتي
يشحبُ نبضي
فأتهالَكُ على خيبتي
أقاومُ يأسي
لأبقى بحالةِ انتظار.*
إسطنبول
* حلب، عطر النبض..
بعضُ الموتِ في الشوقِ
والكثيرُ منَ الألمِ
الدمعُ يفتحُ الأبوابَ للنارِ
والنارُ تشعلُ أسئلتي
مَن يعوِّضُني عن هذا الغيابِ؟!
ويمنحُني عمراً آخرَ!
مَيْتٌ أنا منذُ افترَقْنا
وما كانَ وداعاً بينَنا
ولا قبلاتٌ لوّحت لنا
كيفَ تجرأتِ الأرضُ على إبعادِنا؟!
والمسافاتُ اقتلعَت أرواحَنا
ما كان على الدروبِ أن تأخذَنا
ولا كانَ على الشمسِ،
أن تدلَّنا على سراديبِ الاغترابِ
أعتبُ على الغيمِ الذي
لم يمسكْ بخطاوينا
حتى الهواء
كانَ عليهِ أن يسدَّ لنا وجهتَنا
وعلى الليلِ كانَ
أن يعثرَ على غصتِنا
ويبعثرَنا في الاحتراق
يفترضُ بأشجارِ الفستقِ الحلبيِّ
أن تقيدَ لنا الأرواحَ
وأن يرغمَنا الياسمينُ
على الإقامةِ الجبريةِ
كانَ على الحدودِ
القبضُ على نبضِنا الهاربِ
وارغامُ حنينِنا على العودةِ
كانَ بمقدورِ الفراشاتِ
فعلُ شيءٍ لتبقينا
والقدودُ الحلبيةُ والموشحاتُ
يمكنُ أن تلعبَ دوراً
ما كان علينا أن نغادرَ
الموتُ أهونُ من غربةِ الكرامةِ
القذائفُ المتفجرةُ
أرحمُ من لغةٍ تجهلُ مشاعرَنا
توزعنا على رمادِ خيبتِنا
هويتُنا فقرُ حالِنا
وانكسارُ خاطرِنا
ننتظرُ مَن يتكرمُ علينا بالإشفاقِ
نتعرضُ لكلِّ أصنافِ التفرقةِ
لا يحقُّ لنا لغتُنا
لا علَم وطني يرفرفُ فوقَ أحلامِنا
ولا نشيدٌ نرددهُ بالغربةِ
غريبٌ أنا يا حلب
مِن بعدِكِ صرتُ اللاشيءَ
وربما أقلَّ منهُ وأدنى مرتبةً
لا يحقُّ لي أن أرسمَ قلعتَكِ
على جدرانِ الغرباءِ
وممنوعٌ أن أغنّي (اسقِ العِطاش)
غربتُنا إذلالٌ (لسيفِ الدولةِ)
و(صلاحُ الدينِ) على سوريةَ يبكي
اعدنا يا الله لحضنِ أمِّنا
سنكنسُ تربتَها بمناديلِ الروحِ
ونقبلُ أيديَ أشجارِ الزيتونِ
زيتونةً زيتونةً
ونرشُّ على القلعةِ
عطرَ النبضِ
حلب يا الله
هيَ نسمةٌ يتنفسُها الملائكةُ
هيَ نجمةُ الكونِ بلا منازعٍ
وضحكةُ الدنيا الصافيةُ
تفاحةُ الشرقِ
عروسُ السماءِ السابعةِ
القمرُ قطعةٌ من حريرِها
الندى
أنفاسُ صباحاتِها
حلب..
الجنةُ الأولى للعرب.*
إسطنبول
* شفق الرّغد..
لو تسمعينَ..
جوارح الرّوح تناديكِ
كلّ نبضة صرخة
تسمعها أفلاك الهوى
وتحنو عليها قارعات الغيوم
السّماء تحفظ اسمك منّي
ودروب الأماني رسمته
قيثارة النّدى تعزفه
والفجر يواري دمعه
عن المدى المحزون
دمي يرتحل إليكِ
يعبر جسور الآهة
يتسلق جبال الصهيل
يثغو كرفيفِ فراشةٍ
لضوءِ صوتكِ
وعطر الإبتسام
الوارف على أشجار الحنين
يا أيتها النابتة في أرض السّحر
ياوميض الهمسِ تعالي
خذي عني انكسار عطشي
دثريني بقبلة من راحتيكِ
ودعيني ألمس متاهات الهيام
يا نبض الكون
في عظام حلمي
شفق الرّغد على سفوحِ الأنينِ
موج السّراب في أرضِ الرّؤى
أحراش اللظى في خيبتي
ردي على بحّةِ موتي
ومدّي إليّ يد الإشراق
لأقطف فضاءً من عينيكِ
وأجني من نورِ خدّكِ
أقمار فتنة وقصائد
يا وهج الرّغبة والأصداء
لو أنّكِ تسمعي نداء دمعتي
فاض بها جنوني
يا رمق الوجود ياحب.*
إسطنبول
* تقصّف..
يطاردني السّراب
يلعق جفاف روحي
ويعتصر دمعتي
ويشرب مافي أصابعي
من ارتعاش وخوف
وأنا أتعبأ في خيبتي
أنفاسي حطام
وخطاي دم متلبّد
وضحكتي قشّ محترق
في سمائي يتجمّع سقوطي
وتلوّح لي في الأفق مقبرة
آهٍ من أرضٍ لا تحمل هزائمي
من دروبٍ لا تفقه غربتي
من ثقوبٍ تجتاح خوائي
يزدريني ظلّي
يتقيّؤني صوتي
ويسحلني اختناقي
يحتجزني لهاثي في هاويةِ الانتحار
وأصرخ
ملء نشيجي
ياموت أغثني وافتح لي أبوابكَ
احتضن ماتبقى لي من أسوار
ضمّد لي شهقتي
لأ ستعيد جثتي من براثن
الدنيا.*
إسطنبول
* باب الأفول..
أحتمي بالرّجفةِ
حينَ تهاجمني الهاوية
وأتمسّك بغصنِ الرّيحِ
أتوارى خلفَ شهقتي
وألتفّ بعباءةِ دموعي
يتستّر عليّ العراء
ولا يكشفني ارتباكي
يبحثُ عنّي الجنون
في يده ليل
سينقضُّ على رؤاي
ويدمي حنيني
خائر الذّكريات أنا
تعبث بي أصابع الرّماد
ويحترق الصّهيل في مقلتي
يترامى على لهفتي الجفاف
يتضوّر الهلاك لامتلاكي
وأنا أركض في لجج البراكين
يستوقفني حائط المدى
ليسقيني عناقيداً من الكبريت
مرّ مذاق الاحتضار
وللهواء شوك يعوي
يقذف بي لسهوب العدم
حين السّماء تسقط على التّراب
شمسها مجروحة الضّوء
وتستجير بي الغيوم
لأروي عطشها من
لظى غربتي وارتمائي
أيها الدّربُ..
أبحر في خطايّ
تمسّك بأجنحةِ دمي
وعجّل في ابتلاعي
الشّوق يحمل سلالمه
ليطلّ على البلاد التي
فرّت من حضنِ نبضي
وامتدّت بيننا مسافات الموت
أنادي على بلدي بأظافر روحي
وأحفر جدار الانفجارات
لأرسل صوتي في نفق السّديم
أشتهي اللقاء يارمل النّدى
حاصرني دخّان السّراب
والماء يتعذب في قفر صوتي
سأشربُ من نزيفِ آهتي
علّ الوله يرمّم وقتي
عمري يأكل حنطة قواي
وأنا أدقُّ بابَ الأفولِ
بلدي ترمّدت أحجاره
وشابت فيه المساءات
موت يصول في هواءِ الغرفِ
ويجول الدّمار
يحيل الشّبابيك البكر رماداً
والشمعةُ تنطفىءُ في مزهريةِ
السّلامِ
وتزاحمُ على خصوبةِ الفرحِ
المقابر
و في البلادِ اعتلى الموتُ
أعلى المراتبِ
آواه على بلدٍ
لا يمتلكُ أهلوه
حقَّ الإقامة فيهِ.*
إسطنبول
* لا نريدكَ..
لا نريدكَ
ولسنا عبيدكَ
اللعنة على والديكَ
وعلى جدودكَ
ومهما استعنت بالقتلةِ
وبالشبيحةُ الأنذال
سنبيدكَ
إن ذبحت نصفنا
وشرّدتنا كلّنا
واحتميتَ (بالفيتو) اللعينِ
واختبأت في عبّ المجوسِ
لن يفيدكَ
وحقّ الله سنطاردكَ
ونذبحكَ من وريدكَ
لا نريدكَ.*
13/12/2016
* تسريب..
تقرؤني قصيدتي
تستنبطُ مابداخلي من حزنٍ
تُتَرجمُ أوجاع روحي إلى كلماتٍ
تتسلّلُ إلى صحراءِ سمائي
تغرسُ أحرفها على قمري
وتسقي ندى احتراقي
لهب النّجوى
قصيدتي تفضحُ خفاياي
تضيءُ يباسَ الأسئلةِ
تبعثرُ سلالَ الحنينِ في دمي
وتفتحُ الأبوابَ لغيومي
تنصتُ لخريرِ الأنينِ
تغرفُ الصّدى
من صمتِ الرّؤى
تسبحُ في حنايا الحلمِ
تسجلُ اعترافاتَ الوميضِ
تصطادُ ما يعتريني من هواجسٍ
وتشعلُ قناديلَ القلقِ
وتكتبُ على مرايا الارتعاشِ
خطوات أنفاسي
قصيدتي تضرمُ بأوردتي المدى
تلتفُّ حولَ حبالِ الأسرارِ
تفتحُ نافذةً على العتمةِ
وتهدّمُ جدرانَ الموتِ
لتسيج باطني بالأجنحةِ
وتهدهدُ أمواجَ الاغترابِ
عن قامةِ الانحسارِ
قصيدتي تكشف عورة الظّلّ
تومىءُ للمخبوءِ المهادنِ
لا تبرحني حتّى تقتاد صهيلي
إلى سهوبِ الدّفاترِ
وتتركني مرمياً على الأسطرِ
لا أقوى على ستر إسمي
قصيدتي تنتهكُ خصوصيتي
وتصلبني على جدارِ العلن.*
إسطنبول
* أشرعة من دمعٍ..
يستحمُّ الهواءُ بأنفاسِكِ
يتعطّرُ النّدى
ويثملُ الأفقُ
يرتبِكُ القمر ُ
وعند نافذتِكِ يتعثر ُ
ينهضُهُ الليلُ
ويقودُهُ لمصحةٍ عقليةٍ
وهكذا..
يتزاحمُ على مكانِكِ البحر ُ
مع أسرابِ الدّروبِ
ويأتيكِ الضّوءُ لاهثاً
وتمدُّ السّماءُ يدَيها إليكِ
لتلمسَ ضفائرَ هالتِكِ
والأرضُ بزهوٍ تتزينُ بخطواتِكِ
والشواهقُ تنحني لابتسامتِكِ
ويظنُّكِ النّهارُ قطعةَ سكّرٍ
كلُّ المسافاتِ تصبو إليكِ
الفراشاتُ لا تغادرُ حديقتَكِ
والكونُ يهفو إليكِ بكاملِ جوارحِهِ
لينامَ في رهافةِ صوتِكِ
فما أنتِ إلاّ بهاءُ الفتنةِ
بوابةُ الدّهشةِ
سِدرةُ البهجةِ
وأنا أحبُّكِ بصمتِ الانفجار
أطوي أوجاعي على أعشابِ الجحيمِ
لألحقَ فضاءَ انتشارِكِ
تموجين في ناري
تبحرين بأوجاعي
وترفرفين في عتمتي
تنادينَ أقاصي جنوني
وتتلهينَ مع انهياري
فكيف لآهتي أن تضمَّكِ؟!
وبيني وبينكِ سديمٌ
منَ الانتظار!!
ومراكبُ أشرعتِها
من دموع.*
إسطنبول
* صرخة الرّماد..
ما نفْعُ القصائدِ
إذا قلبي ينامُ في العراءِ
وتتكالبُ عليّ أحرفي؟!
وتحفرُني دمعتي
لتدفنَ البيداءَ في آهتي
تعلّمتْ منكِ قصائدي
تعذيبي!!
أحرفُها تهزأُ من لوعتي
تتسلقُني لغتي
لتكمّمَ رؤايَ
وتقودَني إلى خربةِ أوجاعي
مدّي إليّ مسافاتِكِ
أخرجيني من جهنمِ أشعاري
ما عدتُ أكتبُ
على أوراقِ النّدى
تاريخَ احتراقي
علّمني عشقُكِ لغةَ الانتحار ْ
يكتبُني القبرُ
على لافتةِ الانتظار ْ
وأنا أسرقُ منَ العتمةِ
قوافيَ الاحتضار ْ
يمسكُني انهزامي لو أردتُ
الابتعادَ عن حبِّكِ برهةً
حبُّكِ سوّرَ أنفاسي بالنارِ
ليتني أنساكِ لليلةٍ
لينامَ دمي
ويرقدَ في حنينيَ الإعصار ْ
لماذا كلّما توغلتُ
في دروبِكِ
أكتشفُ أنّني ضيّعتُ المسار ْ
كفاكِ تهرباً
من واحاتِ حلمي
انظري إلى فضائي
فقد حلّ بهِ الدّمار؟!
أحبُّكِ
رغمَ مشيئةِ الأرضِ
مهما تباعدتْ ما بينَنا
.محطاتُ الأقدار ْ
أتحدّى أن تجدي غيري
يرضى لروحِهِ الانكسار ْ
ويهديكِ على مرّ حبِّهِ
راياتِ الانتصار ْ
أعترفُ بهزائمي كلِّها
صارت خيبتي
بحجمِ ما في الدّنيا
من ركامٍ وأحجار ْ
ما كان الهوى ولا كنتُ
كم عليكِ أن تحملي
من ذنوبٍ وأوزار؟!
ليتني لم أولد ْ
في زمنٍ كنتِ فيهِ
الليلَ والنّهار ْ
وليتَ حبّي ظلَّ في داخلي
وما انفضحتِ الأسرار ْ
سأكرهُكِ
وأهجرُ روابيكِ
وما بداخلِكِ من صحارى و قفار ْ
لا يمكنُ لقلبي
أن يبقى لاهثاً خلفَكِ
مثلَ الحمار ْ
آنَ لَهُ أن ينخلعَ
من بُردِكِ
كما يُخلعُ المسمار ْ
ضيعتُ عمري
وأنا أصهلُ
في ساحاتِ الغبار.*
إسطنبول
* حفنة ندم..
وأراني
تمشي إليّ ظلالُ الأعاصيرِ
تنفخُ في ثقوبِ ارتعاشي
وتمضي صوبَ تلالِ خوفي
يحاصرُني ارتمائي
في لججِ احتراقي
أينَ تأخذُني يا موجَ التّيهِ؟!
أسأل الغيومَ التي تسربلُ
خفقاتِ قلبيَ النازفة
لا امتدادَ لأفقٍ يزحفُ
وتشهقُ في نضوبِ أحلامي
أعمدةُ التّهدّمِ
يعتريني رمادٌ يضللُ خطوتي
أمسكتُ بأطرافِ الهباءِ
وأنا أرتطمُ بدهشتي الذّابلةِ
يناديني جرحُ النّدى
المعفّرُ بأشواكِ الجَفافِ
ويمتطيني السّقوطُ الباذخُ
بمفاتنِ الجَحيم
يقودُني السّرابُ الشّهيُّ
إلى حافّةِ الفجيعةِ
وهناكَ أرى الشّمسَ
يخمشُها الظّلامُ
وتنقضُّ على عنقِها العناكبُ
وتكونُ ضحكتي ملقاةً
على قارعاتِ الاغتصابِ
مضمخةً بشهوةِ الحرّاسِ
آهٍ على وطني
تقضمُهُ الخياناتُ
وتنبتُ في حواريهِ
الرّذيلةُ
تعتلي أخاديدَه صرخاتُ الغيمِ
تثمرُ ذاكرتُهُ بالعدمِ
آهٍ على وطنٍ يباعُ
بحفنةِ ندم.*
إسطنبول
* سخط اليباسِ..
يشتهيني الخرابُ
أصابعه تومئ لشهيقي
يغريني برائحةِ الصّمتِ
يفتحُ لي ذراعيهِ التائهتينِ
ليضمّ أحضان شهوقي
أتريثُ بانهياري
ريثما أنثرُ في الأفق
صلوات قصيدتي إليكِ
تأتيني الكلمات عارية
فألبسها أوردتي معطفاً
وأرشّ عليها أحصنة الضوء
تنساق إليكِ أجنحة عذاباتي
لتشكو إليكِ سقوطي
في عتمة قلبك السّحيق
ويسحل نبضكِ اليابس آهتي
يعلّقني من شحوبي
على أعمدة النّكران
وعلى مرآى من حنيني الوارف
تجلد لهفتي المورقة
وينداح الخراب في سمائي
أقضقض في جرح صرختي
تلتهمني غياهب صمتكِ الحجري
ويضحك منّي الزّمهرير
الجاثم على أغصانكِ الخرساء
حين ترشقيني بالغبار
وتغدقين على حبّي لكِ
إنزلاقات الحطام
وأتمسّكُ
بظلّكِ حين تعتبريني.*
إسطنبول
* أيّتها المسكينة..
أُوَضّبُ قلبي لاستقبال
همساتكِ
وأنتِ تصارحينه
بحبّ حبيسٍ بداخلكِ
قد نما
وصار يلحّ عليكِ
طوال الليل
وكنتُ قد كلّفتُ السّحرة
بهذا الشّأن
بعد أن يئستُ
من مناداتكِ
وآن الأوان لتعترفي
قوليها لي الآن
فليس في الحبّ ما يتوجّب الخجل
سأعلّمكِ الحبٌ أيتها المسكينة
التي ضيّعت عمرها
متحصّنة خلف عقلها الحصيف
وما تركت لقلبها فرصة
للتنفس
كنتِ تشبهين كلّ الطغاة
سجّانة لروحكِ الغضّة
ولعصافير ضحكتكِ
سأعوّض لدمكِ النّدى
الذي ضاع منه
وسأعيد لأصابعكِ فرحة الموج
ولشفتيكِ ثمارها اليانعة
ولعينيكِ آفاقها التي
غزاها المشيب
حبيبتي..
ستجلس السماء تحت قدميكِ
وسترتدي الشّمس قميصكِ الأحمر
وستمازحكِ الفراشات
وقد يخطفن من عنقكِ
طوق قبلاتي
آهٍ من فرحة
ستضجّ بها الدنيا
سأعلّم الحبّ للأحجار الصّلدة
ولبنادق القتلِ همس الحنين
الآن..
ستستعيد الأرض عافيتها
وسيزهر الليل شموع العاشقين
الحبّ ماؤنا
والحبّ،زرعنا
ومقابرنا الرافلة
بالبهجة
على مرّ السنين.*
إسطنبول
* جوف السّدى..
بخليّة واحدة منكِ
أستطيع أن أنير الكون
وأجعل من الشّمس أمامها
شمعة تنوس
وأراهن على أن يجنّ
القمر
ويترك محرسه
ليتسلل إلى شرفتكِ
وسيكون الندى أكثر طيباً
وأوسع رحاباً
وستكتب البحار عنكِ الأشعار
وتختوضر الأرض
وتثمر نجوماً
حتّى أن الرّيح ستهذي باسمك
وكلّ المراكب ستبحر
صوب ظلالكِ
عروس الأكوان أنتِ
ملهمة قلبي.. ياحبيبة
لا أثق بالليل لأتركه حولكِ
وأخاف عليكِ من الهواء
أغار من أنفاسه
وأتوجّس من أن يخطفكِ البرق
حبيبتي أنتِ في خطر
من كلّ شيء حولكِ
ولا يهنأ لي بال
حتّى أضمكِ.. وفي حنايا الروح
أخفيكِ
أنتِ أجمل مما يجب
أروع مما يفترض
مخيفة أنتِ.. مرعبة
ماذا لو مرّ بالقرب منكِ
نهر الكوثر؟!
سيشرب من ريقكِ
وعليّ أن أمنعه
ماذا لو دنى منكِ السّحاب؟!
عليّ أن أخمش صدره
وأبعده
وماذا لو لمحتكِ الملائكة؟!
يا الله.. أيّ معجزة خلقتَ؟!
وأيّ فاتنة أنا عشقت؟!
أحبّكِ أكثر من طاقتي
لهفتي عليكِ لا تسعها اللهفة
تعالي..
لأموت في كنفِ شهوقكِ
قبل أن يقضمني التّراب
ويسرقني جوف السّدى
أغار عليكِ
من نبضِ قلبي!!
وأخشى عليكِ
من قصيدتي!!*
إسطنبول
* يا حلب..
يموتُ الماءُ
ولا تموتين
وينتحرُ الهواءُ
ولا تُذَلّين
وتسقطُ النُّجومُ
ولا تسقطين
ويبادُ الرّجاءُ
وأنتِ شامخةً
بقلعتِكِ ترفرفين
وعلى الدّنيا
يا حلب
يا أميرةُ ستبقين
خلقَكِ اللهُ
ليهديَكِ إلى الجنّةِ
عروسُ الأنبياءِ أنتِ
خفقُ قلوبِ الشّعراءِ
يا أجملَ من وجهِ يوسفَ
يا مرآةَ الشّمسِ
وظلَّ العرشِ
لَنْ تنحني لصدأِ التّاريخِ
صوتُ النّدىٰ أنتِ
لن يعلقَ فيكِ
درنُ القيحِ
ستبقينَ ملاذاً للخلودِ
نجمةَ الصبحِ المتوهّجةَ
مهما أشعلوا النّيرانَ في نورِكِ
يا سدرةَ البقاء
لن تُمَسَّ ذرّةُ غبارٍ
من بهائِكِ الجبناء
ما العربُ لولاكِ
إلاّ كومةٌ من حطب
ما الدولُ لولا قامتُكِ
إلاّ مزابلُ
أنتِ بذرةُ التكوين
ولا عجب
يا حلب
هيهاتَ للكلابِ
أن يعضّوا السّحاب
هيهاتَ للقرودِ
أن يحوزوا على الموشّحات والقدود
اسمُكِ يا حلب
بِيَدِ اللهِ انكتب
فسبحانَ مَنْ أعطاكِ أرقى الرّتب
يا نجمةً من ذهب
سَيُهْزَمُ على أبوابِك إبليس ْ
وسيلعقُ خيبتَهم
جحافلُ الرّوس ْ والمجوس ْ
وسيكونون عبرةً
للعالَمِ الخسيس
وتبقينَ بطهرِكِ وعفّتِكِ
يا عروس
وعندَ أقدامِ قلعتِكِ الرابضةِ
لأعناقِ الشّبيحةِ سندوس ْ
خلقَكِ اللهُ
من فيضِ رِضاهُ
وتوّجَكِ أميرةً على البلاد
يركنُ في حضنِكِ
الأنامُ والعباد
فلا خوفٌ عليكِ
من الطّاغيةِ والأوغاد
وفي حواريكِ
شعبٌ يقفُ لهم بالمرصاد
يا حلب
يا شرفَ العرب.*
إسطنبول
* شهقةُ الانكسار..
سأخرِسُ صمتي
وأزهقُ صرخاتِهِ
لن أسمحَ لهُ بالكلامِ
ظلَّ طويلاً يثرثر ُ
سئمتُ من رائحتِهِ
ضجتُ من عنادِهِ
ضقتُ ذرعاً من بكائِهِ
صمتٌ يثيرُ جنوني
ويستفزُّ النارَ في عروقي
وقد نبذتُهُ مراراً
وسددتُ عليهِ غصّتي
دائماً يذكرُني بغيابِكِ
ويفتنُ ما بين قلبي وهجرانِكِ
ويحدثُني عنكِ بالسوءِ
صمتٌ يحبُّ النميمةَ
بعيد عنِ الأخلاقِ
تسّولُ لهُ نفسُهُ
أن يسرّبَ لقلبيَ الكراهيةَ
لكِ..
هيهاتَ أيها الصمتُ الخبيثُ
مهما قلتَ
ومهما بذلتَ من جهودٍ مضنيةٍ
إنّ ما بيني وبينَكِ حبّاً
لا تشوبُهُ إلاّ الهزيمةُ
سأكتبُ على أوراقِ الصمتِ
بكائي وشهقةَ انكساري.*
إسطنبول
* اعتراف..
حين تعترفينَ لي بحبّكِ
تنبسطُ الأرضُ
وتنفرجُ أساريرَ الجحيمِ
ويأذن القمر للنجومِ
أن تقيم صلاة النشوى
الكونُ برمته سيفرح
وسيكفّ عن الانقباض
وسترقصُ قصيدتي على إيقاعِ
إغماءتي
ويزهرُ الجمر في قلبي
وتتفتحُ أوراق اليأس
حين تقولينَ أحبّكَ
سيباركك الله ويرضى
وسترسلُ لكِ الملائكة ورد النّدى
وسيشكركِ الليل
الذي تصدعَ رأسه من شكواي
حين تصرّحينَ بحبّكِ
ستخجلُ الحروب وتتوقفُ
وسيعتذرُ القاتلُ من الضّحيةِ
وستسامحنا الأرض عن كلّ خطايانا
وينقّى الهواء من غصّتنا
ويبدأ كونٌ جديد.*
إسطنبول
* أجنحة العدم..
تيبّسَ الكلامُ
حجرٌ يسقطُ في الحنجرةِ
يقطعُ حبّلَ الأحاديثِ
خذ حروفَكَ من دفاترِ الدّمِ
أقفلْ على قصيدِكَ
أجنحةَ العدمِ
هذا الخرابُ في فضائِك
لا يعني النّدى
تسلّقَ سكينُ الهزيمةِ
واعترفَ بالعارِ الذي
تفتحَ في أعراشِ كبريائِك
ثرثرتَ بشغفِ الخيالِ
حفرتَ قصائدَكَ اْنفاقاً
للانتحارِ
فعلامَ تسترسلُ في احتراقِك?!
خذ موتَكَ
من شرفاتِ الدّمعِ
وارتكن
في غصّةِ الأوجاعِ
لا ماءَ يبللُ انهيارَك
لا سماءَ تتّسعُ لرمادِ أنفاسِك
حلّقْ في عتمةِ الآهةِ
وتمسّك بجديلةِ الهاويةِ
مرتع قهرك النابت بالسّدى
شيّد من أحجارِ الخوفِ
مسكناً لاحتضارِك
وهناك..
دع نبضَك
يمطر ركامَ الشفق.*
إسطنبول
* شكراً..
لو أصادفُكِ بذاتِ صحراءٍ
تائهةً مشرّدةً
جزعةً.. متعبةً
ظامئةً.. خائرةَ القوى
منهارةً فوقَ الرمالِ
ووهجُ الشّمسِ حارقٌ
يكادُ الإغماءُ أن يطبقَ عليكِ
تتنفسينَ بصعوبةٍ
تلعقينَ الهواءَ السّاخنَ
وحينَ تيأسينَ
وتوشِكينَ على الموتِ
فجأةً..
ومن غيرِ أيِّ توقعٍ منكِ
أظهرُ أمامَكِ
بكاملِ وسامتي.. وقوتي
في يدي ماءٌ مثلجٌ
وفروجةٌ مشويّةٌ.. مع فاكهةٍ
أنحني فوقَ ارتمائِكِ
وأنتِ تعتقدينَ أن هذا محضُ خيالٍ
لكنّي سأنقذُكِ
وأحميكِ من وحشيّةِ الشّمسِ
ثمّ أحملُكِ بينَ ذراعيّ
لأوصلَكِ لحدِّ بابِ عمارتِكِ
وكم سأكونُ سعيداً
وفرِحاً كالأطفالِ
حينَ أسمعُ من شفتَيكِ
كلمةَ شكراً.*
إسطنبول
* أبوابُ الظّلمة..
لمَن أشكو قلبي
هذا الآبقَ العاقَّ؟!
وقد مرّغَ كرامتي
بوحلِ الخنوع!
أأقتلُهُ؟!
ولكن مَن يمسكُهُ لي؟!
ولا قدرةَ لأنفاسي على اللحاقِ بهِ
عبثاً أحاولُ إقناعَهُ
لا يشفقُ على قهري
لا يأبَهُ لأوجاعِ مضجعي
لا يقنطُ منَ السّرابِ
يقفزُ في فضاءِ سقوطي
ويكتبُ القصائدَ
رغماً عن رمادِ لغتي
ويصنعُ من دمعتي أجنحةً
يشنقُني كلّما هدأتُ من حنينِهِ
يجلدُ صمتي إن هجعَ
في أقبيةِ الرّوحِ
يصرخُ بأحشاءِ خرابي
ليوقظَ المدى
هو يدقُّ أبوابَ الظّلمةِ
سيشعلُ جليدَ المسافاتِ
لا يعترفُ بالانهزامِ
لا يقتنعُ بالخيبةِ
أتعبَني بسلالمِ اللهفةِ
ربّاهُ.. هل أدعو عليهِ؟!
اِمحقْهُ.. من صدري
جنونُهُ لا يناسبُني
أنا لا أتخلّى عن كبريائي
الحبُّ حجرٌ يشجُّ الكرامةَ
.الحبُّ نوعٌ منَ الانتحارِ
الحبُّ شفقُ الضعفاءِ
أكرهُهُ..
لا أطيقُ أن يأتيَ إليَّ
أغلقت أبوابي بوجهِ تعجرفِهِ
ولن أفتحَها لهُ
مهما وقفََ وانتظر.*
إسطنبول
* وتهطلني كلماتي..
أمشي على وجعي
حافيَ الجُرحِ
أدوسُ على انفجارِ السّقوطِ
يترنّحُ عويلُ حلمي
تتساقطُ أقدامُ عزيمتي
وتهطلُني كلماتي
أبوحُ للندى بعثراثي
علّهُ يرتقُ احتراقي
ويُنهِضُ ليَ الدربَ
لأكملَ عليهِ مسيرةَ جنوني
أحبو فوقَ التّكسّرِ
أمدُّ شغفي لشظايا الانتطارِ
أتعكّزُ على جذعِ آهتي
يصادفُني سرابُ الرّغبةِ
ينادي على دمعتي
ليبلّلَ شهقةَ الرّمادِ
فأحبسُ أنفاسَ اختناقي
لأكلّمَ غيومَ قهري
وأتركَ نزيفي يلعقهُ العراءُ
.ويطعمُهُ لأسرابِ الجَنازاتِ
أختبئُ تحتَ لهاثي
يتكوّمُ بداخلي صليلُ الاغترابِ
وتحملُني خيبتي حيثُ ضياعي
وأتوهُ في برَكِ الذّكرياتِ
لأشتريَ من ظلّي جسدي
آهٍ من حصارِ الموجِ
في عيوني
وآهٍ من صداقةِ
الإعصار.*
إسطنبول
* هزيمة نكراء..
يزاحمني هروبي
على درجِ الخواءِ
أرتمي بأحضانِ الهباءِ
مثل غبار أنهكه التّشرذم
تعثّر بلهاثِ تهدّمهِ
لاذ بهبوبِ الّريحِ
بعدَ أن سحقهُ العراء
أختبئ خلف ارتعاشي
يمخرني صدى تكسّري
يمزّقني نبض قلبي
إلى بقايا دروبٍ
تطلّ على شذراتِ فضاءٍ
مسوّرة باختناقِ البكاءِ
ويهمس لي الهراء
تعالَ..
واستظلّ بحائطِ الارتماء
تهشّم الوقت
في نوافذِ الرّجاء
وصارت روحي تقطر
رماداً..
تجلجل فيهِ الدّماء
أتمسّكُ بزرقةِ السّماء
والغيم يعضّ نحيبي
ويسرقُ من آهتي الماء
تحتار بي هزيمتي
أين بي تمضي
وقامتي أكلها العناء؟!
ألا ياحبّ كفّ عن مطاردتي
اعتقني من هذا البلاء
فإنّ من أهواها
أصابها مسّ اسمه الكبرياء.*
إسطنبول
* ردة الفعل..
لسببٍ ما
يضطّرّ النّاس
لمغادرة المدينة
ونبقى أنا وأنتِ فقط
وبعض كلاب وقطط شاردة
وتكون الكهرباء مقطوعة
ونباح الكلاب يعلو
وينتابكِ ذعر شديد
حينها.. تجبرين
على أن تدقي عليّ الباب
وبحرج شديد .. تطلبين
أن تقضي الليلة عندي
وتتنازلين عن كبريائك وغروركِ
سأرحب بكِ بكلّ تأكيد
وسأهرع لأعدّ لكِ فنجان القهوة
وأقدّم لكِ كلّ ما تحتاجين
وحين يشتدّ سواد الليل
سأتجرأ.. وأغتنم الفرصة
سأفتح دفتري
وأقرأ لكِ قصيدة
لكنّي سأتحرج أن أقول
إنّها مكتوبة عنكِ
فهل ستدركين؟!
سأراقب ردة الفعل
عندكِ.*
إسطنبول
* رموشُ الموجِ..
تهدّمت أضرحة المدى
وذبح الخلاص
مات الشّعاع المنبعث
من لهفةِ النّدى
وصار صامتاً هدير الرفيف
يا حزن الضّوء
يا دمع الّليل
كان حصاراً من رماد
وصار الماء يزدرد الحصى
تتقيأ الأشجار التّراب
والخراب كائن ينمو
في أنفاس البهاء
لمن يشكو الهواء اختناقه؟!
والأرصفة تقضم خطوات
الهاربين
والنوافذ جائعة تلتهم زجاجها
الأرض تستجير بالفناء
والمآذن تقوّضت من ثقل السّماء
الموت يصهل ويعربد
بأحشاء أطفال المنى
ولا من مجيبٍ لصرخاتِ الشفق
تآمرت علينا صواري المدى
وكلّ من توسّمنا بنبضهِ
خان الأبجدية
حلب ترزح تحت الجحيم
تباد فيها مجرات النعيم
ويقتلنا القاصي والدّاني
وابن قبلاتنا الأثيرة
حلب ياشهوة البرق
يا زغب العطر
يا رموش الموج الهاطل
من صحراء السّكون
حلب يا ثغاء الملائكة البيض
يا صدر الريح
دمروا فيكِ طعم السّكر
والقاتل يقفز فوق الهراء
يتحصّن بانهياره
وسيف الكفر
وعباءة الغرباء
حلب.. يامهد الخلود
ياشرفة الطّهارة
لابدّ أن ينتصر الأنبياء
وتبقين للكون الأم الحنون
اسمها الشهباء.*
إسطنبول
* سدرة النّدى..
لن أيأس من حبّكِ
مهما بلغ منّا العمر
أنتِ الحلم الذي أصرّ على تحقيقه
قبل أن أودّع الدّنيا
هكذا كنتُ قد قطعت عهداً
لقلبي المسكين
وأنا مازلت على وعدي
وقلبي يثق بي.. وبجدارتي
ولهذا...
ينبغي عليّ في كلّ يوم
أن ألفت انتباهكِ
ولا حيلة لي
إلاّ عبر القصائد
لذلك
أكتب عنكِ باستماتة
وبكلّ قصيدة
أتوسّم بها حدوث معجزة
حيث
أضمّنها فحوى روحي
وتأجج عزيمتي
وأخفي عنكِ وهن أنفاسي
ورعشات أصابعي الخائرة
فمتى يؤون الأوان
ليرقص الموت في عروقي؟!
ياشغف الضّوء
وسدرة النّدى
فهل تقرئينَ ماكتبتْ
أيامي؟!*
إسطنبول
* تعنّت..
أرتّقُ تجاعيد عمري
الملمُ بقايا سقوطي
وأسوّرُ عكّاز الدّمع
أفتحُ على ظلمتي الأبواب
لأنادي براري صدري
ومافيها من نُدَبٍ غائرةٍ
عَلّي أعتلي صهوة الرّفيف
وتحلّق بي انكساراتي
صوب حلم تعثّر
بجنونِ النّدى
حلم أكلته شرفات النّبيذ
فاستعرت في جوفِ الحنينِ
أشجان القصيدة
وأكتب على جدران الشّوق
عذابات دمي الهالك
واختناق البوح في سمائي
المكتوفة السّحاب
أهدّم سديم المرارة
وأبقر هواجس ارتمائي
لتنهض آفاقي التي تداعت
منذ أن كَشَفتُ النقاب عن حبّي
زلزلني الحبّ المسجّى
قضم أصابع لهفتي
أَغارَ على ضحكتي النّابتة
أحالني إلى هاوية
وتساقطت بداخلي حجارة الخراب
أنادي على جمر أتبرّد بهِ
على زّقومٍ يأكل رعبي
وألثم حدّ السّكاكين
لتذبح شقائي
يتضوّر الصّمت في لغتي
ولا ينفكّ العراء
على أن يطيح بنشيدي
إنّي أحبّكِ
رغم تعنّتِ المستحيل
أتحدّى أعاصير الغياب
ولسوف نلتقي
ولو في جوفِ النّهاية
ولو في زبدِ السّراب
أو فوق أجنحة السّدى
سيلاحقكِ انتظاري
وشهقة احتضاري
فقد سوّرتُ الأرض بحبّي
فأينَ ستهربينَ؟!
وسيّجتُ السّماء بحنيني
فأينَ سَتَنفذينَ؟!
وفرشتُ الهواء بقصائدي
فكيف لكِ ألّا تقرئي؟!
حبيبتي أنتِ..
بالرّغمِ منّي ومنّكِ
إنّكِ قدري!!
فليتكِ تردّينَ لي ضلعي
الّذي منهُ خلقتِ
ياأسطورة عمري.*
إسطنبول
* أحضان المرايا..
أتهاوى من شهقةِ دمعتي
في قبضةِ لهيبِ العطشِ
تتشظى أجنحةُ الحنينِ
وأتبعثرُ في دروبِ شغفي
تسقطُ الأرضُ فوقَ هروبي
يسحلُني اشتياقي الملثّمُ بالمرارةِ
ويصرخُ بوجهيَ الانتظارُ المرابي:
- قلتُ لأوجاعِكَ أن تتعقّلَ
ولقلبِكَ أن يتحلّى بالانطفاءِ
ولقصيدتِكَ أن تكفَّ عنِ الانبجاسِ
ما هذا الحلمُ الواثبُ في دمِكَ؟!
ما هذا النهرُ الصّاهلُ في نبضِكَ؟!
وما هذا الفضاءُ البازغُ في صمتِكَ؟!
أخمِد لهاثَ الإعصار في خطاكَ
أَمسِكْ حُمَمَ خيولِ اشتهائِكَ
ولا تصعد سلّمَ الوميضِ
لا تلمسِ اْرتعاشَ الندى الجَافل
خذ بعضَكَ منَ التّرابِ
واحملْ جراحَكَ على ظهرِ الجِهاتِ
غادر أسوارَ الرؤى
اختبئ في ظلِّ البردِ
وتدثّر بلحاءِ يباسِكَ
أفسدتَ عليها عطرَ مضّجعِها
وتسبّبتَ بإزعاجِ نبيذِها
وأرعبتَ خدرَ أوصالِها
وأيقظتَ تهرّبَها منكَ
ورغبتَها بإذلالِك
وخيانتَها لكَ مع المرايا*.
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
الفهرس:
=======================
01 - خاصرة النشوة
02 - غياب
03 - اعتذار
04 - لو
05 - انتظار
06 - حلب، عطر النبض
07 - شفق الرّغد
08 - تقصّف
09 - باب الأفول
10 - لا نريدكَ
11 - تسريب
12 - أشرعة من دمع
13 - صرخة الرّماد
14 - حفنة ندم
15 - سخط اليباس
16 - أيتها المسكينة
17 - جوف السدى
18 - يا حلب
19 - شهقة الانكسار
20 - اعتراف
21 - أجنحة العدم
22 - شكراً
23 - أبواب الظّلمة
24 - وتهطلني كلماتي
25 - هزيمة نكراء
26 - ردة الفعل
27 - رموش الموج
28 - سدرة الندى
29 - تعنت
30 - أحضان المرايا
-------------------------------------------------
مصطفى الحاج حسين
أحاولُ أن لا أظهرَ ما عندي من حزنٍ
بعدي أتمسكُ بأذيالِ الوقوفِ
وما زلتُ أوزعُ على لغتي الأجنحةَ
وأخفي في سرداقِ غصتي
بكاءَ أقفاصِ الخطا اللائبةِ
تنوءُ لهفتي بأثقالِ دهشتِها
وتموءُ الهواجسُ في دمي
أبحثُ عن فضاءٍ بحجمِ الخيبةِ
وعن أرضٍ تتسعُ لأوجاعي
رماني الأفقُ بأسوارِهِ العاليةِ
وتخلَّى عنيَ المدى
صوتي تعتقلُهُ السماءُ
والغيمُ يمورُ بآهتي
والشمسُ لا تعتقُ قصيدتي
لترحلَ خلفَ السديمِ
هذا الكونُ قبرٌ لأغصاني
وجذوري ضاربةٌ برميمِ السدى
موجٌ محتدُ النظراتِ
في ترابِ اشتعالي
وتصعدُ منِ احتباسِ الكلامِ
حممُ الدمعِ العصيةُ عنِ البوحِ
كان ابتعادُكِ عنّي
أكبرَ من خيانةٍ عظمى
أحرقتِ سهوبَ الأمنياتِ.. بصمتِكِ
ونسفتِ ما نسجَهُ الفؤادُ
من فرحٍ كان ينمو
تقتلين أشجارَ الصنوبرِ
في خاصرةِ النشوةِ
وتُحِيلينَ مراكبَ الحنينِ
إلى حطامٍ
كم كانَ ذهابُكِ موجعاً؟!
تركتِ الموتَ في قلبي
يصارعُ نهوضي
صارتِ الأرضُ عرجاءَ
والأفقُ يبحثُ عن عينَيهِ
و باتت قصيدتي بكماءَ
أتلوها على صمتِ الدروبِ
وتبكي الحجارةُ من معانيها
وتحطُّ الطيورُ على أوتارِ
وحشتي..
تعزفُ أنشودةَ الغدرِ الشهيرةَ
جزاكِ اللهُ..
قاتلةً لندى وميضي
إنِّي أتهمُكِ
بذبحِ عصافيرِ الرؤى
وبانتهاكِ سياجِ أمكِنَتي
جعلتِ من نزفِ قلبي عِبرةً
للعاشقين..
اذهبي..
حيثُ يأكلُكِ غرورُكِ
وكوني للخيانةِ عنواناً
اتركي ليَ الموتَ
أحيا على سفوحِهِ الجرداءِ
ريثَما يداهمُني
أفقٌ شريد.*
إسطنبول
* غياب..
لا أحدَ يمسحُ دمعَ قلبي
غيرُكَ
فلا تغبْ
لا أحدَ يضمّدُ جراحَ روحي
سواكَ
فلا تبتعد ْ
أشفقْ عليَّ يا عذاب ْ
أحتملُ
كلَّ أنواعِ العذاب ْ
إلاّ بُعدَهُ عنّي
خذ منّي حياتي
وكلَّ ما عندي مِن قصائدَ
وطمِئنّي عنهُ
حدثْني عن أخبارِهِ
هل ما زالَ الفضاءُ يسكنُ صوتَهُ؟
هل ما زالَ القمرُ مرسوماً على جبينِهِ؟!
وهل ما زالتِ الفرحةُ
تتوزعُ على الدنيا منهُ؟!
حبيبي بغيابِكَ
يشربُني القلقُ
يمضغُني الاختناقُ
يسحقُني الانتظارُ
أقسمت أن أموتَ قبلَكَ
كي لا أراني أموتُ فيكَ
أشتري حفنةَ ترابٍ
مِن تحتِ قدمَيكَ
بكلِّ هذا المَدى وأكثر
فهل تبيعُ يا زمن؟!*
إسطنبول
* اعتذار..
غادريني..
ما عدتُ أطيقُ هذا التواجدَ
في دمي
أعطيني فرصةً كي أتحررَ منكِ
غادرَني عمري
وحبُّكِ يتلبسُني بلا رحمةٍ
صارت بسمتي
تدمعُ كلما ناديتُها
وصارَ قلبي أخرقَ
لا يعرفُ أينَ يتجهُ
أشفقي على مشيبِ قصيدتي
هدَّني موتُ أوردتي
وأنتِ ما تنفَكِّينَ عن إشعالِها
حبُّكِ نقمةٌ طاردَتني
غضبُ اللهِ على روحي
أيُّ ثأرٍ لكِ عندي
ليسَ عدلاً هذا الحبُّ
غادريني..
بأقصى ما يمكنُ.. ارحلي
وابتعدي قَدْرَ ما تستطيعينَ
لا أريدُ منكِ تعويضاً عن عمري
سامحتُكِ عنِ اختناقي
وجرحي ودمعي
لا أحملُ لكِ ضغينةً في قلبي
حتى إني لا أكرهُكِ
فقط..
أزيحي عنيَ الأوجاعَ
هيَ من جراءِ عشقي
كوني على حيادٍ على الأقلِّ
لا تقتلي مَن حمَلَ لكِ الوردَ
ولا مَن كتَبَ عنكِ الشعرَ
أخطأتُ و طرقتُ بابَكِ
فهل أنا أجرمتُ؟!
أعتذرُ منكِ عن حبٍّ أحمقَ
تقبلي اعتذاري
وسامحيني.*
إسطنبول
* لو..
لو أصابعي تلامس الضوء
وتحتضن الرهافة في بوحكِ
لو أتنشق عطر ابتسامك
وألثم جبين فتنتكِ
لو أغفو بحضن أنفاسكِ
كنتُ ما عرفت الموت
لو كان قلبكِ يوشوشني
ويداكِ تربتان على وجعي
وعيناكِ تغمراني بالشفق
وصدرك يغدق عليّ بالمدى
وروحكِ تمسد آهتي
ما كنتُ أسلمت عمري للريح
أحتاج منكِ التفاتة.. لأبقى
أحتاج همسة تدبّ الشمس في روحي
أعطني من ريقكِ الخلودا
امنحيني سبباً واحداً كي أعيش
وأسور خطواتكِ بلهفتي
ألحق بشعرة منكِ سرقتها الريح
أضمّد أنداءكِ إن رفرّف حولكِ العطر
أمتهن عشقكِ طوال النبض
لو أنّي أحظى بشذرة من دفئكِ
بنتفةٍ من اهتمامكِ
بكسرة حنانٍ
بشيء من المودة
ببعض من القبول
كنتُ رضيت بهذه الدنيا
وما شرعت نوافذي
للانتحار.*
إسطنبول
* انتظار..
أعرفُ أنّكِ لن تأتي
مع هذا أنتظر ُ
أتركُ لكِ البابَ موارباً
لاستقبالِكِ
أجهزُ نفسي تماماً
كأنّكِ قادمةٌ للتوِّ
أعدُّ كلَّ شيءٍ
أهمُّها كلماتُ الغزلِ
يمرُّ الوقتُ
والانتظارُ يقضمُ قلبي
وأنتِ لا تأتين
وما بين رقابتي للبابِ وللساعةِ
ينهدمُ أملي
تتجعدُ لهفتي
يشحبُ نبضي
فأتهالَكُ على خيبتي
أقاومُ يأسي
لأبقى بحالةِ انتظار.*
إسطنبول
* حلب، عطر النبض..
بعضُ الموتِ في الشوقِ
والكثيرُ منَ الألمِ
الدمعُ يفتحُ الأبوابَ للنارِ
والنارُ تشعلُ أسئلتي
مَن يعوِّضُني عن هذا الغيابِ؟!
ويمنحُني عمراً آخرَ!
مَيْتٌ أنا منذُ افترَقْنا
وما كانَ وداعاً بينَنا
ولا قبلاتٌ لوّحت لنا
كيفَ تجرأتِ الأرضُ على إبعادِنا؟!
والمسافاتُ اقتلعَت أرواحَنا
ما كان على الدروبِ أن تأخذَنا
ولا كانَ على الشمسِ،
أن تدلَّنا على سراديبِ الاغترابِ
أعتبُ على الغيمِ الذي
لم يمسكْ بخطاوينا
حتى الهواء
كانَ عليهِ أن يسدَّ لنا وجهتَنا
وعلى الليلِ كانَ
أن يعثرَ على غصتِنا
ويبعثرَنا في الاحتراق
يفترضُ بأشجارِ الفستقِ الحلبيِّ
أن تقيدَ لنا الأرواحَ
وأن يرغمَنا الياسمينُ
على الإقامةِ الجبريةِ
كانَ على الحدودِ
القبضُ على نبضِنا الهاربِ
وارغامُ حنينِنا على العودةِ
كانَ بمقدورِ الفراشاتِ
فعلُ شيءٍ لتبقينا
والقدودُ الحلبيةُ والموشحاتُ
يمكنُ أن تلعبَ دوراً
ما كان علينا أن نغادرَ
الموتُ أهونُ من غربةِ الكرامةِ
القذائفُ المتفجرةُ
أرحمُ من لغةٍ تجهلُ مشاعرَنا
توزعنا على رمادِ خيبتِنا
هويتُنا فقرُ حالِنا
وانكسارُ خاطرِنا
ننتظرُ مَن يتكرمُ علينا بالإشفاقِ
نتعرضُ لكلِّ أصنافِ التفرقةِ
لا يحقُّ لنا لغتُنا
لا علَم وطني يرفرفُ فوقَ أحلامِنا
ولا نشيدٌ نرددهُ بالغربةِ
غريبٌ أنا يا حلب
مِن بعدِكِ صرتُ اللاشيءَ
وربما أقلَّ منهُ وأدنى مرتبةً
لا يحقُّ لي أن أرسمَ قلعتَكِ
على جدرانِ الغرباءِ
وممنوعٌ أن أغنّي (اسقِ العِطاش)
غربتُنا إذلالٌ (لسيفِ الدولةِ)
و(صلاحُ الدينِ) على سوريةَ يبكي
اعدنا يا الله لحضنِ أمِّنا
سنكنسُ تربتَها بمناديلِ الروحِ
ونقبلُ أيديَ أشجارِ الزيتونِ
زيتونةً زيتونةً
ونرشُّ على القلعةِ
عطرَ النبضِ
حلب يا الله
هيَ نسمةٌ يتنفسُها الملائكةُ
هيَ نجمةُ الكونِ بلا منازعٍ
وضحكةُ الدنيا الصافيةُ
تفاحةُ الشرقِ
عروسُ السماءِ السابعةِ
القمرُ قطعةٌ من حريرِها
الندى
أنفاسُ صباحاتِها
حلب..
الجنةُ الأولى للعرب.*
إسطنبول
* شفق الرّغد..
لو تسمعينَ..
جوارح الرّوح تناديكِ
كلّ نبضة صرخة
تسمعها أفلاك الهوى
وتحنو عليها قارعات الغيوم
السّماء تحفظ اسمك منّي
ودروب الأماني رسمته
قيثارة النّدى تعزفه
والفجر يواري دمعه
عن المدى المحزون
دمي يرتحل إليكِ
يعبر جسور الآهة
يتسلق جبال الصهيل
يثغو كرفيفِ فراشةٍ
لضوءِ صوتكِ
وعطر الإبتسام
الوارف على أشجار الحنين
يا أيتها النابتة في أرض السّحر
ياوميض الهمسِ تعالي
خذي عني انكسار عطشي
دثريني بقبلة من راحتيكِ
ودعيني ألمس متاهات الهيام
يا نبض الكون
في عظام حلمي
شفق الرّغد على سفوحِ الأنينِ
موج السّراب في أرضِ الرّؤى
أحراش اللظى في خيبتي
ردي على بحّةِ موتي
ومدّي إليّ يد الإشراق
لأقطف فضاءً من عينيكِ
وأجني من نورِ خدّكِ
أقمار فتنة وقصائد
يا وهج الرّغبة والأصداء
لو أنّكِ تسمعي نداء دمعتي
فاض بها جنوني
يا رمق الوجود ياحب.*
إسطنبول
* تقصّف..
يطاردني السّراب
يلعق جفاف روحي
ويعتصر دمعتي
ويشرب مافي أصابعي
من ارتعاش وخوف
وأنا أتعبأ في خيبتي
أنفاسي حطام
وخطاي دم متلبّد
وضحكتي قشّ محترق
في سمائي يتجمّع سقوطي
وتلوّح لي في الأفق مقبرة
آهٍ من أرضٍ لا تحمل هزائمي
من دروبٍ لا تفقه غربتي
من ثقوبٍ تجتاح خوائي
يزدريني ظلّي
يتقيّؤني صوتي
ويسحلني اختناقي
يحتجزني لهاثي في هاويةِ الانتحار
وأصرخ
ملء نشيجي
ياموت أغثني وافتح لي أبوابكَ
احتضن ماتبقى لي من أسوار
ضمّد لي شهقتي
لأ ستعيد جثتي من براثن
الدنيا.*
إسطنبول
* باب الأفول..
أحتمي بالرّجفةِ
حينَ تهاجمني الهاوية
وأتمسّك بغصنِ الرّيحِ
أتوارى خلفَ شهقتي
وألتفّ بعباءةِ دموعي
يتستّر عليّ العراء
ولا يكشفني ارتباكي
يبحثُ عنّي الجنون
في يده ليل
سينقضُّ على رؤاي
ويدمي حنيني
خائر الذّكريات أنا
تعبث بي أصابع الرّماد
ويحترق الصّهيل في مقلتي
يترامى على لهفتي الجفاف
يتضوّر الهلاك لامتلاكي
وأنا أركض في لجج البراكين
يستوقفني حائط المدى
ليسقيني عناقيداً من الكبريت
مرّ مذاق الاحتضار
وللهواء شوك يعوي
يقذف بي لسهوب العدم
حين السّماء تسقط على التّراب
شمسها مجروحة الضّوء
وتستجير بي الغيوم
لأروي عطشها من
لظى غربتي وارتمائي
أيها الدّربُ..
أبحر في خطايّ
تمسّك بأجنحةِ دمي
وعجّل في ابتلاعي
الشّوق يحمل سلالمه
ليطلّ على البلاد التي
فرّت من حضنِ نبضي
وامتدّت بيننا مسافات الموت
أنادي على بلدي بأظافر روحي
وأحفر جدار الانفجارات
لأرسل صوتي في نفق السّديم
أشتهي اللقاء يارمل النّدى
حاصرني دخّان السّراب
والماء يتعذب في قفر صوتي
سأشربُ من نزيفِ آهتي
علّ الوله يرمّم وقتي
عمري يأكل حنطة قواي
وأنا أدقُّ بابَ الأفولِ
بلدي ترمّدت أحجاره
وشابت فيه المساءات
موت يصول في هواءِ الغرفِ
ويجول الدّمار
يحيل الشّبابيك البكر رماداً
والشمعةُ تنطفىءُ في مزهريةِ
السّلامِ
وتزاحمُ على خصوبةِ الفرحِ
المقابر
و في البلادِ اعتلى الموتُ
أعلى المراتبِ
آواه على بلدٍ
لا يمتلكُ أهلوه
حقَّ الإقامة فيهِ.*
إسطنبول
* لا نريدكَ..
لا نريدكَ
ولسنا عبيدكَ
اللعنة على والديكَ
وعلى جدودكَ
ومهما استعنت بالقتلةِ
وبالشبيحةُ الأنذال
سنبيدكَ
إن ذبحت نصفنا
وشرّدتنا كلّنا
واحتميتَ (بالفيتو) اللعينِ
واختبأت في عبّ المجوسِ
لن يفيدكَ
وحقّ الله سنطاردكَ
ونذبحكَ من وريدكَ
لا نريدكَ.*
13/12/2016
* تسريب..
تقرؤني قصيدتي
تستنبطُ مابداخلي من حزنٍ
تُتَرجمُ أوجاع روحي إلى كلماتٍ
تتسلّلُ إلى صحراءِ سمائي
تغرسُ أحرفها على قمري
وتسقي ندى احتراقي
لهب النّجوى
قصيدتي تفضحُ خفاياي
تضيءُ يباسَ الأسئلةِ
تبعثرُ سلالَ الحنينِ في دمي
وتفتحُ الأبوابَ لغيومي
تنصتُ لخريرِ الأنينِ
تغرفُ الصّدى
من صمتِ الرّؤى
تسبحُ في حنايا الحلمِ
تسجلُ اعترافاتَ الوميضِ
تصطادُ ما يعتريني من هواجسٍ
وتشعلُ قناديلَ القلقِ
وتكتبُ على مرايا الارتعاشِ
خطوات أنفاسي
قصيدتي تضرمُ بأوردتي المدى
تلتفُّ حولَ حبالِ الأسرارِ
تفتحُ نافذةً على العتمةِ
وتهدّمُ جدرانَ الموتِ
لتسيج باطني بالأجنحةِ
وتهدهدُ أمواجَ الاغترابِ
عن قامةِ الانحسارِ
قصيدتي تكشف عورة الظّلّ
تومىءُ للمخبوءِ المهادنِ
لا تبرحني حتّى تقتاد صهيلي
إلى سهوبِ الدّفاترِ
وتتركني مرمياً على الأسطرِ
لا أقوى على ستر إسمي
قصيدتي تنتهكُ خصوصيتي
وتصلبني على جدارِ العلن.*
إسطنبول
* أشرعة من دمعٍ..
يستحمُّ الهواءُ بأنفاسِكِ
يتعطّرُ النّدى
ويثملُ الأفقُ
يرتبِكُ القمر ُ
وعند نافذتِكِ يتعثر ُ
ينهضُهُ الليلُ
ويقودُهُ لمصحةٍ عقليةٍ
وهكذا..
يتزاحمُ على مكانِكِ البحر ُ
مع أسرابِ الدّروبِ
ويأتيكِ الضّوءُ لاهثاً
وتمدُّ السّماءُ يدَيها إليكِ
لتلمسَ ضفائرَ هالتِكِ
والأرضُ بزهوٍ تتزينُ بخطواتِكِ
والشواهقُ تنحني لابتسامتِكِ
ويظنُّكِ النّهارُ قطعةَ سكّرٍ
كلُّ المسافاتِ تصبو إليكِ
الفراشاتُ لا تغادرُ حديقتَكِ
والكونُ يهفو إليكِ بكاملِ جوارحِهِ
لينامَ في رهافةِ صوتِكِ
فما أنتِ إلاّ بهاءُ الفتنةِ
بوابةُ الدّهشةِ
سِدرةُ البهجةِ
وأنا أحبُّكِ بصمتِ الانفجار
أطوي أوجاعي على أعشابِ الجحيمِ
لألحقَ فضاءَ انتشارِكِ
تموجين في ناري
تبحرين بأوجاعي
وترفرفين في عتمتي
تنادينَ أقاصي جنوني
وتتلهينَ مع انهياري
فكيف لآهتي أن تضمَّكِ؟!
وبيني وبينكِ سديمٌ
منَ الانتظار!!
ومراكبُ أشرعتِها
من دموع.*
إسطنبول
* صرخة الرّماد..
ما نفْعُ القصائدِ
إذا قلبي ينامُ في العراءِ
وتتكالبُ عليّ أحرفي؟!
وتحفرُني دمعتي
لتدفنَ البيداءَ في آهتي
تعلّمتْ منكِ قصائدي
تعذيبي!!
أحرفُها تهزأُ من لوعتي
تتسلقُني لغتي
لتكمّمَ رؤايَ
وتقودَني إلى خربةِ أوجاعي
مدّي إليّ مسافاتِكِ
أخرجيني من جهنمِ أشعاري
ما عدتُ أكتبُ
على أوراقِ النّدى
تاريخَ احتراقي
علّمني عشقُكِ لغةَ الانتحار ْ
يكتبُني القبرُ
على لافتةِ الانتظار ْ
وأنا أسرقُ منَ العتمةِ
قوافيَ الاحتضار ْ
يمسكُني انهزامي لو أردتُ
الابتعادَ عن حبِّكِ برهةً
حبُّكِ سوّرَ أنفاسي بالنارِ
ليتني أنساكِ لليلةٍ
لينامَ دمي
ويرقدَ في حنينيَ الإعصار ْ
لماذا كلّما توغلتُ
في دروبِكِ
أكتشفُ أنّني ضيّعتُ المسار ْ
كفاكِ تهرباً
من واحاتِ حلمي
انظري إلى فضائي
فقد حلّ بهِ الدّمار؟!
أحبُّكِ
رغمَ مشيئةِ الأرضِ
مهما تباعدتْ ما بينَنا
.محطاتُ الأقدار ْ
أتحدّى أن تجدي غيري
يرضى لروحِهِ الانكسار ْ
ويهديكِ على مرّ حبِّهِ
راياتِ الانتصار ْ
أعترفُ بهزائمي كلِّها
صارت خيبتي
بحجمِ ما في الدّنيا
من ركامٍ وأحجار ْ
ما كان الهوى ولا كنتُ
كم عليكِ أن تحملي
من ذنوبٍ وأوزار؟!
ليتني لم أولد ْ
في زمنٍ كنتِ فيهِ
الليلَ والنّهار ْ
وليتَ حبّي ظلَّ في داخلي
وما انفضحتِ الأسرار ْ
سأكرهُكِ
وأهجرُ روابيكِ
وما بداخلِكِ من صحارى و قفار ْ
لا يمكنُ لقلبي
أن يبقى لاهثاً خلفَكِ
مثلَ الحمار ْ
آنَ لَهُ أن ينخلعَ
من بُردِكِ
كما يُخلعُ المسمار ْ
ضيعتُ عمري
وأنا أصهلُ
في ساحاتِ الغبار.*
إسطنبول
* حفنة ندم..
وأراني
تمشي إليّ ظلالُ الأعاصيرِ
تنفخُ في ثقوبِ ارتعاشي
وتمضي صوبَ تلالِ خوفي
يحاصرُني ارتمائي
في لججِ احتراقي
أينَ تأخذُني يا موجَ التّيهِ؟!
أسأل الغيومَ التي تسربلُ
خفقاتِ قلبيَ النازفة
لا امتدادَ لأفقٍ يزحفُ
وتشهقُ في نضوبِ أحلامي
أعمدةُ التّهدّمِ
يعتريني رمادٌ يضللُ خطوتي
أمسكتُ بأطرافِ الهباءِ
وأنا أرتطمُ بدهشتي الذّابلةِ
يناديني جرحُ النّدى
المعفّرُ بأشواكِ الجَفافِ
ويمتطيني السّقوطُ الباذخُ
بمفاتنِ الجَحيم
يقودُني السّرابُ الشّهيُّ
إلى حافّةِ الفجيعةِ
وهناكَ أرى الشّمسَ
يخمشُها الظّلامُ
وتنقضُّ على عنقِها العناكبُ
وتكونُ ضحكتي ملقاةً
على قارعاتِ الاغتصابِ
مضمخةً بشهوةِ الحرّاسِ
آهٍ على وطني
تقضمُهُ الخياناتُ
وتنبتُ في حواريهِ
الرّذيلةُ
تعتلي أخاديدَه صرخاتُ الغيمِ
تثمرُ ذاكرتُهُ بالعدمِ
آهٍ على وطنٍ يباعُ
بحفنةِ ندم.*
إسطنبول
* سخط اليباسِ..
يشتهيني الخرابُ
أصابعه تومئ لشهيقي
يغريني برائحةِ الصّمتِ
يفتحُ لي ذراعيهِ التائهتينِ
ليضمّ أحضان شهوقي
أتريثُ بانهياري
ريثما أنثرُ في الأفق
صلوات قصيدتي إليكِ
تأتيني الكلمات عارية
فألبسها أوردتي معطفاً
وأرشّ عليها أحصنة الضوء
تنساق إليكِ أجنحة عذاباتي
لتشكو إليكِ سقوطي
في عتمة قلبك السّحيق
ويسحل نبضكِ اليابس آهتي
يعلّقني من شحوبي
على أعمدة النّكران
وعلى مرآى من حنيني الوارف
تجلد لهفتي المورقة
وينداح الخراب في سمائي
أقضقض في جرح صرختي
تلتهمني غياهب صمتكِ الحجري
ويضحك منّي الزّمهرير
الجاثم على أغصانكِ الخرساء
حين ترشقيني بالغبار
وتغدقين على حبّي لكِ
إنزلاقات الحطام
وأتمسّكُ
بظلّكِ حين تعتبريني.*
إسطنبول
* أيّتها المسكينة..
أُوَضّبُ قلبي لاستقبال
همساتكِ
وأنتِ تصارحينه
بحبّ حبيسٍ بداخلكِ
قد نما
وصار يلحّ عليكِ
طوال الليل
وكنتُ قد كلّفتُ السّحرة
بهذا الشّأن
بعد أن يئستُ
من مناداتكِ
وآن الأوان لتعترفي
قوليها لي الآن
فليس في الحبّ ما يتوجّب الخجل
سأعلّمكِ الحبٌ أيتها المسكينة
التي ضيّعت عمرها
متحصّنة خلف عقلها الحصيف
وما تركت لقلبها فرصة
للتنفس
كنتِ تشبهين كلّ الطغاة
سجّانة لروحكِ الغضّة
ولعصافير ضحكتكِ
سأعوّض لدمكِ النّدى
الذي ضاع منه
وسأعيد لأصابعكِ فرحة الموج
ولشفتيكِ ثمارها اليانعة
ولعينيكِ آفاقها التي
غزاها المشيب
حبيبتي..
ستجلس السماء تحت قدميكِ
وسترتدي الشّمس قميصكِ الأحمر
وستمازحكِ الفراشات
وقد يخطفن من عنقكِ
طوق قبلاتي
آهٍ من فرحة
ستضجّ بها الدنيا
سأعلّم الحبّ للأحجار الصّلدة
ولبنادق القتلِ همس الحنين
الآن..
ستستعيد الأرض عافيتها
وسيزهر الليل شموع العاشقين
الحبّ ماؤنا
والحبّ،زرعنا
ومقابرنا الرافلة
بالبهجة
على مرّ السنين.*
إسطنبول
* جوف السّدى..
بخليّة واحدة منكِ
أستطيع أن أنير الكون
وأجعل من الشّمس أمامها
شمعة تنوس
وأراهن على أن يجنّ
القمر
ويترك محرسه
ليتسلل إلى شرفتكِ
وسيكون الندى أكثر طيباً
وأوسع رحاباً
وستكتب البحار عنكِ الأشعار
وتختوضر الأرض
وتثمر نجوماً
حتّى أن الرّيح ستهذي باسمك
وكلّ المراكب ستبحر
صوب ظلالكِ
عروس الأكوان أنتِ
ملهمة قلبي.. ياحبيبة
لا أثق بالليل لأتركه حولكِ
وأخاف عليكِ من الهواء
أغار من أنفاسه
وأتوجّس من أن يخطفكِ البرق
حبيبتي أنتِ في خطر
من كلّ شيء حولكِ
ولا يهنأ لي بال
حتّى أضمكِ.. وفي حنايا الروح
أخفيكِ
أنتِ أجمل مما يجب
أروع مما يفترض
مخيفة أنتِ.. مرعبة
ماذا لو مرّ بالقرب منكِ
نهر الكوثر؟!
سيشرب من ريقكِ
وعليّ أن أمنعه
ماذا لو دنى منكِ السّحاب؟!
عليّ أن أخمش صدره
وأبعده
وماذا لو لمحتكِ الملائكة؟!
يا الله.. أيّ معجزة خلقتَ؟!
وأيّ فاتنة أنا عشقت؟!
أحبّكِ أكثر من طاقتي
لهفتي عليكِ لا تسعها اللهفة
تعالي..
لأموت في كنفِ شهوقكِ
قبل أن يقضمني التّراب
ويسرقني جوف السّدى
أغار عليكِ
من نبضِ قلبي!!
وأخشى عليكِ
من قصيدتي!!*
إسطنبول
* يا حلب..
يموتُ الماءُ
ولا تموتين
وينتحرُ الهواءُ
ولا تُذَلّين
وتسقطُ النُّجومُ
ولا تسقطين
ويبادُ الرّجاءُ
وأنتِ شامخةً
بقلعتِكِ ترفرفين
وعلى الدّنيا
يا حلب
يا أميرةُ ستبقين
خلقَكِ اللهُ
ليهديَكِ إلى الجنّةِ
عروسُ الأنبياءِ أنتِ
خفقُ قلوبِ الشّعراءِ
يا أجملَ من وجهِ يوسفَ
يا مرآةَ الشّمسِ
وظلَّ العرشِ
لَنْ تنحني لصدأِ التّاريخِ
صوتُ النّدىٰ أنتِ
لن يعلقَ فيكِ
درنُ القيحِ
ستبقينَ ملاذاً للخلودِ
نجمةَ الصبحِ المتوهّجةَ
مهما أشعلوا النّيرانَ في نورِكِ
يا سدرةَ البقاء
لن تُمَسَّ ذرّةُ غبارٍ
من بهائِكِ الجبناء
ما العربُ لولاكِ
إلاّ كومةٌ من حطب
ما الدولُ لولا قامتُكِ
إلاّ مزابلُ
أنتِ بذرةُ التكوين
ولا عجب
يا حلب
هيهاتَ للكلابِ
أن يعضّوا السّحاب
هيهاتَ للقرودِ
أن يحوزوا على الموشّحات والقدود
اسمُكِ يا حلب
بِيَدِ اللهِ انكتب
فسبحانَ مَنْ أعطاكِ أرقى الرّتب
يا نجمةً من ذهب
سَيُهْزَمُ على أبوابِك إبليس ْ
وسيلعقُ خيبتَهم
جحافلُ الرّوس ْ والمجوس ْ
وسيكونون عبرةً
للعالَمِ الخسيس
وتبقينَ بطهرِكِ وعفّتِكِ
يا عروس
وعندَ أقدامِ قلعتِكِ الرابضةِ
لأعناقِ الشّبيحةِ سندوس ْ
خلقَكِ اللهُ
من فيضِ رِضاهُ
وتوّجَكِ أميرةً على البلاد
يركنُ في حضنِكِ
الأنامُ والعباد
فلا خوفٌ عليكِ
من الطّاغيةِ والأوغاد
وفي حواريكِ
شعبٌ يقفُ لهم بالمرصاد
يا حلب
يا شرفَ العرب.*
إسطنبول
* شهقةُ الانكسار..
سأخرِسُ صمتي
وأزهقُ صرخاتِهِ
لن أسمحَ لهُ بالكلامِ
ظلَّ طويلاً يثرثر ُ
سئمتُ من رائحتِهِ
ضجتُ من عنادِهِ
ضقتُ ذرعاً من بكائِهِ
صمتٌ يثيرُ جنوني
ويستفزُّ النارَ في عروقي
وقد نبذتُهُ مراراً
وسددتُ عليهِ غصّتي
دائماً يذكرُني بغيابِكِ
ويفتنُ ما بين قلبي وهجرانِكِ
ويحدثُني عنكِ بالسوءِ
صمتٌ يحبُّ النميمةَ
بعيد عنِ الأخلاقِ
تسّولُ لهُ نفسُهُ
أن يسرّبَ لقلبيَ الكراهيةَ
لكِ..
هيهاتَ أيها الصمتُ الخبيثُ
مهما قلتَ
ومهما بذلتَ من جهودٍ مضنيةٍ
إنّ ما بيني وبينَكِ حبّاً
لا تشوبُهُ إلاّ الهزيمةُ
سأكتبُ على أوراقِ الصمتِ
بكائي وشهقةَ انكساري.*
إسطنبول
* اعتراف..
حين تعترفينَ لي بحبّكِ
تنبسطُ الأرضُ
وتنفرجُ أساريرَ الجحيمِ
ويأذن القمر للنجومِ
أن تقيم صلاة النشوى
الكونُ برمته سيفرح
وسيكفّ عن الانقباض
وسترقصُ قصيدتي على إيقاعِ
إغماءتي
ويزهرُ الجمر في قلبي
وتتفتحُ أوراق اليأس
حين تقولينَ أحبّكَ
سيباركك الله ويرضى
وسترسلُ لكِ الملائكة ورد النّدى
وسيشكركِ الليل
الذي تصدعَ رأسه من شكواي
حين تصرّحينَ بحبّكِ
ستخجلُ الحروب وتتوقفُ
وسيعتذرُ القاتلُ من الضّحيةِ
وستسامحنا الأرض عن كلّ خطايانا
وينقّى الهواء من غصّتنا
ويبدأ كونٌ جديد.*
إسطنبول
* أجنحة العدم..
تيبّسَ الكلامُ
حجرٌ يسقطُ في الحنجرةِ
يقطعُ حبّلَ الأحاديثِ
خذ حروفَكَ من دفاترِ الدّمِ
أقفلْ على قصيدِكَ
أجنحةَ العدمِ
هذا الخرابُ في فضائِك
لا يعني النّدى
تسلّقَ سكينُ الهزيمةِ
واعترفَ بالعارِ الذي
تفتحَ في أعراشِ كبريائِك
ثرثرتَ بشغفِ الخيالِ
حفرتَ قصائدَكَ اْنفاقاً
للانتحارِ
فعلامَ تسترسلُ في احتراقِك?!
خذ موتَكَ
من شرفاتِ الدّمعِ
وارتكن
في غصّةِ الأوجاعِ
لا ماءَ يبللُ انهيارَك
لا سماءَ تتّسعُ لرمادِ أنفاسِك
حلّقْ في عتمةِ الآهةِ
وتمسّك بجديلةِ الهاويةِ
مرتع قهرك النابت بالسّدى
شيّد من أحجارِ الخوفِ
مسكناً لاحتضارِك
وهناك..
دع نبضَك
يمطر ركامَ الشفق.*
إسطنبول
* شكراً..
لو أصادفُكِ بذاتِ صحراءٍ
تائهةً مشرّدةً
جزعةً.. متعبةً
ظامئةً.. خائرةَ القوى
منهارةً فوقَ الرمالِ
ووهجُ الشّمسِ حارقٌ
يكادُ الإغماءُ أن يطبقَ عليكِ
تتنفسينَ بصعوبةٍ
تلعقينَ الهواءَ السّاخنَ
وحينَ تيأسينَ
وتوشِكينَ على الموتِ
فجأةً..
ومن غيرِ أيِّ توقعٍ منكِ
أظهرُ أمامَكِ
بكاملِ وسامتي.. وقوتي
في يدي ماءٌ مثلجٌ
وفروجةٌ مشويّةٌ.. مع فاكهةٍ
أنحني فوقَ ارتمائِكِ
وأنتِ تعتقدينَ أن هذا محضُ خيالٍ
لكنّي سأنقذُكِ
وأحميكِ من وحشيّةِ الشّمسِ
ثمّ أحملُكِ بينَ ذراعيّ
لأوصلَكِ لحدِّ بابِ عمارتِكِ
وكم سأكونُ سعيداً
وفرِحاً كالأطفالِ
حينَ أسمعُ من شفتَيكِ
كلمةَ شكراً.*
إسطنبول
* أبوابُ الظّلمة..
لمَن أشكو قلبي
هذا الآبقَ العاقَّ؟!
وقد مرّغَ كرامتي
بوحلِ الخنوع!
أأقتلُهُ؟!
ولكن مَن يمسكُهُ لي؟!
ولا قدرةَ لأنفاسي على اللحاقِ بهِ
عبثاً أحاولُ إقناعَهُ
لا يشفقُ على قهري
لا يأبَهُ لأوجاعِ مضجعي
لا يقنطُ منَ السّرابِ
يقفزُ في فضاءِ سقوطي
ويكتبُ القصائدَ
رغماً عن رمادِ لغتي
ويصنعُ من دمعتي أجنحةً
يشنقُني كلّما هدأتُ من حنينِهِ
يجلدُ صمتي إن هجعَ
في أقبيةِ الرّوحِ
يصرخُ بأحشاءِ خرابي
ليوقظَ المدى
هو يدقُّ أبوابَ الظّلمةِ
سيشعلُ جليدَ المسافاتِ
لا يعترفُ بالانهزامِ
لا يقتنعُ بالخيبةِ
أتعبَني بسلالمِ اللهفةِ
ربّاهُ.. هل أدعو عليهِ؟!
اِمحقْهُ.. من صدري
جنونُهُ لا يناسبُني
أنا لا أتخلّى عن كبريائي
الحبُّ حجرٌ يشجُّ الكرامةَ
.الحبُّ نوعٌ منَ الانتحارِ
الحبُّ شفقُ الضعفاءِ
أكرهُهُ..
لا أطيقُ أن يأتيَ إليَّ
أغلقت أبوابي بوجهِ تعجرفِهِ
ولن أفتحَها لهُ
مهما وقفََ وانتظر.*
إسطنبول
* وتهطلني كلماتي..
أمشي على وجعي
حافيَ الجُرحِ
أدوسُ على انفجارِ السّقوطِ
يترنّحُ عويلُ حلمي
تتساقطُ أقدامُ عزيمتي
وتهطلُني كلماتي
أبوحُ للندى بعثراثي
علّهُ يرتقُ احتراقي
ويُنهِضُ ليَ الدربَ
لأكملَ عليهِ مسيرةَ جنوني
أحبو فوقَ التّكسّرِ
أمدُّ شغفي لشظايا الانتطارِ
أتعكّزُ على جذعِ آهتي
يصادفُني سرابُ الرّغبةِ
ينادي على دمعتي
ليبلّلَ شهقةَ الرّمادِ
فأحبسُ أنفاسَ اختناقي
لأكلّمَ غيومَ قهري
وأتركَ نزيفي يلعقهُ العراءُ
.ويطعمُهُ لأسرابِ الجَنازاتِ
أختبئُ تحتَ لهاثي
يتكوّمُ بداخلي صليلُ الاغترابِ
وتحملُني خيبتي حيثُ ضياعي
وأتوهُ في برَكِ الذّكرياتِ
لأشتريَ من ظلّي جسدي
آهٍ من حصارِ الموجِ
في عيوني
وآهٍ من صداقةِ
الإعصار.*
إسطنبول
* هزيمة نكراء..
يزاحمني هروبي
على درجِ الخواءِ
أرتمي بأحضانِ الهباءِ
مثل غبار أنهكه التّشرذم
تعثّر بلهاثِ تهدّمهِ
لاذ بهبوبِ الّريحِ
بعدَ أن سحقهُ العراء
أختبئ خلف ارتعاشي
يمخرني صدى تكسّري
يمزّقني نبض قلبي
إلى بقايا دروبٍ
تطلّ على شذراتِ فضاءٍ
مسوّرة باختناقِ البكاءِ
ويهمس لي الهراء
تعالَ..
واستظلّ بحائطِ الارتماء
تهشّم الوقت
في نوافذِ الرّجاء
وصارت روحي تقطر
رماداً..
تجلجل فيهِ الدّماء
أتمسّكُ بزرقةِ السّماء
والغيم يعضّ نحيبي
ويسرقُ من آهتي الماء
تحتار بي هزيمتي
أين بي تمضي
وقامتي أكلها العناء؟!
ألا ياحبّ كفّ عن مطاردتي
اعتقني من هذا البلاء
فإنّ من أهواها
أصابها مسّ اسمه الكبرياء.*
إسطنبول
* ردة الفعل..
لسببٍ ما
يضطّرّ النّاس
لمغادرة المدينة
ونبقى أنا وأنتِ فقط
وبعض كلاب وقطط شاردة
وتكون الكهرباء مقطوعة
ونباح الكلاب يعلو
وينتابكِ ذعر شديد
حينها.. تجبرين
على أن تدقي عليّ الباب
وبحرج شديد .. تطلبين
أن تقضي الليلة عندي
وتتنازلين عن كبريائك وغروركِ
سأرحب بكِ بكلّ تأكيد
وسأهرع لأعدّ لكِ فنجان القهوة
وأقدّم لكِ كلّ ما تحتاجين
وحين يشتدّ سواد الليل
سأتجرأ.. وأغتنم الفرصة
سأفتح دفتري
وأقرأ لكِ قصيدة
لكنّي سأتحرج أن أقول
إنّها مكتوبة عنكِ
فهل ستدركين؟!
سأراقب ردة الفعل
عندكِ.*
إسطنبول
* رموشُ الموجِ..
تهدّمت أضرحة المدى
وذبح الخلاص
مات الشّعاع المنبعث
من لهفةِ النّدى
وصار صامتاً هدير الرفيف
يا حزن الضّوء
يا دمع الّليل
كان حصاراً من رماد
وصار الماء يزدرد الحصى
تتقيأ الأشجار التّراب
والخراب كائن ينمو
في أنفاس البهاء
لمن يشكو الهواء اختناقه؟!
والأرصفة تقضم خطوات
الهاربين
والنوافذ جائعة تلتهم زجاجها
الأرض تستجير بالفناء
والمآذن تقوّضت من ثقل السّماء
الموت يصهل ويعربد
بأحشاء أطفال المنى
ولا من مجيبٍ لصرخاتِ الشفق
تآمرت علينا صواري المدى
وكلّ من توسّمنا بنبضهِ
خان الأبجدية
حلب ترزح تحت الجحيم
تباد فيها مجرات النعيم
ويقتلنا القاصي والدّاني
وابن قبلاتنا الأثيرة
حلب ياشهوة البرق
يا زغب العطر
يا رموش الموج الهاطل
من صحراء السّكون
حلب يا ثغاء الملائكة البيض
يا صدر الريح
دمروا فيكِ طعم السّكر
والقاتل يقفز فوق الهراء
يتحصّن بانهياره
وسيف الكفر
وعباءة الغرباء
حلب.. يامهد الخلود
ياشرفة الطّهارة
لابدّ أن ينتصر الأنبياء
وتبقين للكون الأم الحنون
اسمها الشهباء.*
إسطنبول
* سدرة النّدى..
لن أيأس من حبّكِ
مهما بلغ منّا العمر
أنتِ الحلم الذي أصرّ على تحقيقه
قبل أن أودّع الدّنيا
هكذا كنتُ قد قطعت عهداً
لقلبي المسكين
وأنا مازلت على وعدي
وقلبي يثق بي.. وبجدارتي
ولهذا...
ينبغي عليّ في كلّ يوم
أن ألفت انتباهكِ
ولا حيلة لي
إلاّ عبر القصائد
لذلك
أكتب عنكِ باستماتة
وبكلّ قصيدة
أتوسّم بها حدوث معجزة
حيث
أضمّنها فحوى روحي
وتأجج عزيمتي
وأخفي عنكِ وهن أنفاسي
ورعشات أصابعي الخائرة
فمتى يؤون الأوان
ليرقص الموت في عروقي؟!
ياشغف الضّوء
وسدرة النّدى
فهل تقرئينَ ماكتبتْ
أيامي؟!*
إسطنبول
* تعنّت..
أرتّقُ تجاعيد عمري
الملمُ بقايا سقوطي
وأسوّرُ عكّاز الدّمع
أفتحُ على ظلمتي الأبواب
لأنادي براري صدري
ومافيها من نُدَبٍ غائرةٍ
عَلّي أعتلي صهوة الرّفيف
وتحلّق بي انكساراتي
صوب حلم تعثّر
بجنونِ النّدى
حلم أكلته شرفات النّبيذ
فاستعرت في جوفِ الحنينِ
أشجان القصيدة
وأكتب على جدران الشّوق
عذابات دمي الهالك
واختناق البوح في سمائي
المكتوفة السّحاب
أهدّم سديم المرارة
وأبقر هواجس ارتمائي
لتنهض آفاقي التي تداعت
منذ أن كَشَفتُ النقاب عن حبّي
زلزلني الحبّ المسجّى
قضم أصابع لهفتي
أَغارَ على ضحكتي النّابتة
أحالني إلى هاوية
وتساقطت بداخلي حجارة الخراب
أنادي على جمر أتبرّد بهِ
على زّقومٍ يأكل رعبي
وألثم حدّ السّكاكين
لتذبح شقائي
يتضوّر الصّمت في لغتي
ولا ينفكّ العراء
على أن يطيح بنشيدي
إنّي أحبّكِ
رغم تعنّتِ المستحيل
أتحدّى أعاصير الغياب
ولسوف نلتقي
ولو في جوفِ النّهاية
ولو في زبدِ السّراب
أو فوق أجنحة السّدى
سيلاحقكِ انتظاري
وشهقة احتضاري
فقد سوّرتُ الأرض بحبّي
فأينَ ستهربينَ؟!
وسيّجتُ السّماء بحنيني
فأينَ سَتَنفذينَ؟!
وفرشتُ الهواء بقصائدي
فكيف لكِ ألّا تقرئي؟!
حبيبتي أنتِ..
بالرّغمِ منّي ومنّكِ
إنّكِ قدري!!
فليتكِ تردّينَ لي ضلعي
الّذي منهُ خلقتِ
ياأسطورة عمري.*
إسطنبول
* أحضان المرايا..
أتهاوى من شهقةِ دمعتي
في قبضةِ لهيبِ العطشِ
تتشظى أجنحةُ الحنينِ
وأتبعثرُ في دروبِ شغفي
تسقطُ الأرضُ فوقَ هروبي
يسحلُني اشتياقي الملثّمُ بالمرارةِ
ويصرخُ بوجهيَ الانتظارُ المرابي:
- قلتُ لأوجاعِكَ أن تتعقّلَ
ولقلبِكَ أن يتحلّى بالانطفاءِ
ولقصيدتِكَ أن تكفَّ عنِ الانبجاسِ
ما هذا الحلمُ الواثبُ في دمِكَ؟!
ما هذا النهرُ الصّاهلُ في نبضِكَ؟!
وما هذا الفضاءُ البازغُ في صمتِكَ؟!
أخمِد لهاثَ الإعصار في خطاكَ
أَمسِكْ حُمَمَ خيولِ اشتهائِكَ
ولا تصعد سلّمَ الوميضِ
لا تلمسِ اْرتعاشَ الندى الجَافل
خذ بعضَكَ منَ التّرابِ
واحملْ جراحَكَ على ظهرِ الجِهاتِ
غادر أسوارَ الرؤى
اختبئ في ظلِّ البردِ
وتدثّر بلحاءِ يباسِكَ
أفسدتَ عليها عطرَ مضّجعِها
وتسبّبتَ بإزعاجِ نبيذِها
وأرعبتَ خدرَ أوصالِها
وأيقظتَ تهرّبَها منكَ
ورغبتَها بإذلالِك
وخيانتَها لكَ مع المرايا*.
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
الفهرس:
=======================
01 - خاصرة النشوة
02 - غياب
03 - اعتذار
04 - لو
05 - انتظار
06 - حلب، عطر النبض
07 - شفق الرّغد
08 - تقصّف
09 - باب الأفول
10 - لا نريدكَ
11 - تسريب
12 - أشرعة من دمع
13 - صرخة الرّماد
14 - حفنة ندم
15 - سخط اليباس
16 - أيتها المسكينة
17 - جوف السدى
18 - يا حلب
19 - شهقة الانكسار
20 - اعتراف
21 - أجنحة العدم
22 - شكراً
23 - أبواب الظّلمة
24 - وتهطلني كلماتي
25 - هزيمة نكراء
26 - ردة الفعل
27 - رموش الموج
28 - سدرة الندى
29 - تعنت
30 - أحضان المرايا
-------------------------------------------------
مصطفى الحاج حسين