ومن أحاديث الإشكيمو أن رجلا من أبناء بلدته مرضت زوجته فلم تقو على الوقوف فضلا عن المشي فكان بحملها بين يديه كما يحمل الأب ابنته ويقطع بها المسافة بين باب داره ومحطةالحافلات فإذا توقفت الحافلة صعد بها السلم وأجلسها في حجره وكان يناغيها كما يناغى الرضيع فإذا بلغ المستشفى دخل بها قاعة التمريض وكان لا يدعها البتة حتى ألف الناس تلك المشاهد ومنهم من كان يحسبها بنتا من بناته ورآه الإشكيمو فعجب من أمره وظل يتبعه لعله يقف على حقيقة الأمر . قال الإشكيمو: تجرأت عليه وسألته فقال هذه زوجتي أحبها وتحبني مسها سوء أقعدها عن السير وليس لها أحد سواي وعليٓ حملها بين ذراعيٓ وإن لزم الأمر فعلى ظهري. قال الإشكيمو: كان يروي قصتها معه وقصته معها وانتبه فرآني في غاية الحزن فسألني: أحزين أنت لحالي أم لحالها؟ فقلت: بل حزين لحالي يا رجل. فقال : وما حالك؟ قال الإشكيمو: فقلت : زوجتي امرأة طويلة القامة عظيمة الهامة تزن قنطارا أو يزيد وطافت بخيالي صور فتخيلتها تصاب بما أصاب زوجتك فعظم عليٓ الأمر وأنا أحسدك على هذه المرأة الصغيرة الحجم الخفيفة الوزن فهلآ نصحتني. فقال: للثقيلة من النساء فضائل لا تحصى وللخفيفة حسنات أخرى أقلها هذه فاحمد الله واشكره على أن رزقك بالثقيلة تخفف عنك وطأة الدهر ورزقني بالخفيفة لعلمه بأثقال كثيرة رمتني بها الأيام. قال الإشكيمو: وكان ذلك درسا لم أسمعه إلا منه.