أتشرب الصمت
في هذي الليالي المحروقة
في هذي الليالي المحروقة
لا أتواجد تحت ضوء القمر
ولست لا عبا في خيمة الفراشات
أنا فقط ،أربي نرجسة بين الشوك داخلي
و أمشي ..
أحاول أن أقاوم العبث
ما الفرق بين هامش لفرح مخادع ،
ومعاني تسيل ولا تصل ؟
أحاول أن
أكون ما يكون عليه وميض في مرايا متعبة
بالوداع ،
وبمن أشعلوا نار الحب والكثافة ،
وغابوا بعد أن أغرقوا صمتهم في
زرقة الفراغ
قريبا من الهذيان أتذكر ضوءا
سلام على اللسانيات ،والظلال ،والأقنعة
سلام على حمامة بيكاسو ،ومسخ كافكا
سلام على جرح في جرح
على عين مفتوحة في النوم
كخطإ شعري يؤدي إلى ما أريد
سلام على
من خرجوا من غبار الحرف ،
ولم يجئهم التأويل
سلام على
زرادوشت الذي لا زال يتكلم
سلام للذين يحضرون المشهد ،
وينصبون الكمائن لكي يحلموا
للذين يشردون
يمشون الخطى نفسها
ويؤثثون وحدتهم بنبيذ الخيال
*
أنا لا أكسر الألواح
أنا أخرج من اللغة لأبحث عن
عزاء لي وسط هذا الغبار ،
لأرى حلمي الذي يُسرق
ما أبشع أن يوضع السيف على رقبة الخَيال!
لا أكفر بهدايا الأرض
ولا بسر المطر
ترهقني خفايا الروح في ثوب الكلمة
التي أريد
أكفر بالكلمة الوسخة
أكفر بالدولة تطلق النار على البراءة
وعلى أغصان ترفع رؤوسها
*
لغتي تسكن الأعماق
وتختبئ في جهات بسيطة
في المنافذ المقفلة ، ومسرح الأعشاب الغائم
لك أيتها الريح أن تهبي
وتكنسي ،برقة ، أوراقي الساقطة
ففيها كل ما ذهب مني
*
نداؤك يغرقني أكثر ،ولا يشفي
يعلِّم الحفر
وياله من ألم !
كيمياء أنت
ولا أحد خلع ملابسك إلا وتاه
في عريه الخاص ،
أمام متاريسك ،لا يبقى إلا أزرق
يصعد من موسيقى ..
ترتعش لها دواخلي
*
ليس خطأ أن أجلس ،
وحيدا في زاوية الخرس
أتشرب الصمت في هذي الليالي المحروقة
وأخبئ روحي بعيدا عن الأبجدية
*
سيصل الرمل
ونحن في لجة الحلم
أشبه ما نكون بعناكب تطيش على أبواب الهاوية
فبراير /2022