فاطمة مندي - الموعد..

وقف ينظر لساعته، الوقت يمر بطيء، عاود النظر لساعة يده، نظر ثانيا الى الطريق، يمين، يسار، أطرق راْسه إلى الأرض يركل حصواتها كلاعب كرة قدم يسدد ضربة جزاء، ساْل نفسه:

هل ستاْتي؟ لماذا تاْخرت هكذا؟!

إنها لم تخلف لي موعد منذ أن عرفتها لقرابة تسعة أشهر. تاْخرت كثيرا، مر نصف ساعة على موعدها وأنا أقف لعلها تأتي.

لقد غلبني الشوق إليها، جعلني أقف على أمل أن تأتي، أنظر إليها، اتفحصها، إنني أتوق إلى رؤيتها، لا بل إلى عناقها، لا أجرؤ حتى على لمس يدها، أتمنى أن ألمس يدها أقبلها، لقد قررت الارتباط بها، سوف أجعلها شريكة حياتي، لم أخبرها بعد، ستنير لي طريقي، تنير أحلامي، دنيتي التي حلمت أن أكملها بالقرب منها، أنها رقيقه كالنسيم، عذبة كالماء، جميلة كالورود، نقية هادئة، لماذا تخلفت عن موعدي للمرة الثالثة؟!

عزمت على مصارحتها، أن أرتبط بها، أجعلها شريكة لحياتي، تكون بجواري طول أيامي، لماذا تاْخرت عن موعدي؟!

مرت ساعة! وهو على هذا المنوال.

يسأل نفسه ينظر إلى المارة، فكره بعيد، ينتقل به من سؤال إلى آخر دون إجابة. استنكر طول الوقت الذي ضيعه أملا في قدومها، وعدد مرات تخلفها.

يقف تارة أمام المحلات يكمل تساؤلاته، يكمل حواره مع نفسه، تارة أخرى،

فكر شارد وذهن مشتت، بين التساؤلات.

وصل إلى منزله، دخل حجرته، القى بنفسه على فراشه، نظر الى سقف حجرته، يدخل إلى شرفته، ينظر إلى المارة، يسمع دقات على باب الحجرة، والدته تخبره: العشاء.

يجيبها: أنه تناوله في الخارج.

شرد يتفحص تفاصيل وجهها، قدها الممشوق، جمالها، يقطع هذا الشرود صوت هاتفه صديقه على الهاتف يخبره: يقضي معهم سهرة حمراء.

حدث نفسه: أنه لا أشجع هذه السهرات، ولكني سوف أتقلب في فراشي طوال الليل؛ قلقاً عليها، وضيقاً لأنها لم تأت للمرة الثالثة.

أذهب وأضيع هذا الوقت معهم لعلني أنسى لقد سحقني شوقي إليها بين تروس القلق، جعلني مضغة بين فكية، يلوكها دون هودة، وابتلع صبري في أحشائه، فَبِتُ كالذي مسه جان .

ذهب مرغماً الى صديقه، وجدهم يقيموا احتفالا مع بعض الصديقات، واحد تلوا الآخر، ياْخذ صديقته يتوارى بها بعيدا في إحدى الغرف. ضاقت نفسه، وزادها هما. وقف لينصرف.

جرى عليه صديقه أخبره: أن يسرى عن نفسه بعض الشيء، قبل دخوله قفص الزوجية.

قال محدثا: أنه لا يريد هذا النوع من التسرية، يريد الانصراف.

امسك الصديق يده: هذا سر.

عنفه، أخبره أن هذا حرام، أنه يعرف طريق الله، لا يترك فرض، لا يفعل شيء ضد الشرع.

خرجت فتاة صديقه من داخل إحدى الغرف محدثة: أنا أدله على طريق المبادئ.

نظر ناحية الصوت، وجدها فتاته، بائعة هوى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...