فاطمة مندي

وقف ينظر لساعته، الوقت يمر بطيء، عاود النظر لساعة يده، نظر ثانيا الى الطريق، يمين، يسار، أطرق راْسه إلى الأرض يركل حصواتها كلاعب كرة قدم يسدد ضربة جزاء، ساْل نفسه: هل ستاْتي؟ لماذا تاْخرت هكذا؟! إنها لم تخلف لي موعد منذ أن عرفتها لقرابة تسعة أشهر. تاْخرت كثيرا، مر نصف ساعة على موعدها وأنا...
رن هاتفي أجبت: -الوووو. الطرف الاخر : - ممكن تشرفينا في المستشفى، زوجك مريض ونقل الي المستفى. هرولت الي المستشفى وعلى عجل، كنت أهرول في الطريق، ولم اعط لنفسي فرصة أن أوقف سيارة أجرة أو ميكروباص أو أي مركبة تنقلني بسرعة، بل كنت أهرول فقط ارتديت خماري على السلم وكنت اطوي الطريق طيا، أقف التقط بعض...
لم اشعر بنفسي إلا وأنا على فراش المستشفى، لم اشعر بساقي اليمنى، عندما بدأت فى الإفاقة من الغيبوبة رأيت فتاة رائعة الجمال أمامي، تمسك بوكيه ورد وتنظر إلي بأبتسامة رقيقة. سألتها في نصف وعي: أين أنا؟ ومن أنتِ ؟ قالت: إهدأ سأخبرك بكل شيء فى حينه . حاولت تحريك قدمي صرخت : رجلي تؤلمني . دلف الطبيب...
في صباح يوم كئيب، زارنا ضيف، ثقيل علي قلبي. تودد إلى والدتي لازمها فترة طويلة من الزمن، عانت الأمرين في معيته. ننفق من معاش ابي، ونقطن شقة فخمة، مازلت في المرحلة الابتدائية. كانت أمي ذلك الحضن الذى يحتويني، لا أدري أنها كانت بحاجة الى ذلك الإحتواء أكثر مني، هي ذلك الملاك الذى يحملني إلى آفاق...
دلف الفكر يتسلق جدرا الذاكرة، يتلمس بداخلة عبق شذاها، يسترجع معها لقائه الأول بها عندما رأها للمرة الأولى فى أحد أفراح أقاربه، تمر من أمامه، تتهادى كالنسيم، بقوام فاره ممشوق، وجمال أخاذ. فى قاعة الأفراح وقف بعيداً، يسند جذعه على الحائط، شارد الذهن زائغ العينين، ينظر هنا وهناك، نظرات حائرة، فى...
هُنّااااااك وَأَبْعَد ، رُبَّمَا تُطْوَى الْأَرْض لقدمي الحافيتين ، سَأحِل سُكُون ذاكرتك ، سأتلف كُلّ خَطَايَا أنوثتك ، سأفتح قِلَاع خَيْبَر ، وَحَصِّن هُودًا ، سأنكس رَايَات الْإِفْرِنْج الْحَمْرَاء تَحْت ذِرَاعَيْك الواهيتين ، أَنْتَ مِنْ اضرمت النَّار لِكَي تكوى اضلعي ، لَا تَلُومِينِي ،...
منذ عدة أعوام وذات فجر علمت بنبأ وفاة شقيقتي. انعقد لساني، وصدرت عني أصوات هجينة، من كلمات متكسرة وأنين، وأنا أردد واجب العزاء على من جاءوا لمواساتي فى مصابي ، وأنا أحمل هاتفي الجوال، اردد واجب العزاء على من يهاتفني . هرعت الى حاسوبي تعلقا بأمل وأه ظننت أن باستطاعتي أن أغير مسار القدر كما...
فر العقل هارباً خارج نطاق الجسد، بين العقل والجنون ، تصرخ، تهذي تُكسر كل شيء أما مها، دون وعي، تلقي بكل شيء في هستيرية، أصابها الجنون، والزوج يميط بشفاة ممتعضة، وأسارير ملتهبة، يكسوه من الحزن، ودموع لا يخفيها أمام الجميع، لقد إنهارت حياته بجنون زوجته، التي لا تستقيم ولا تهدأ حتى بعد تناولها...
عندما رن جرس التلفون ردت _زوجة عمي: الو . -الطرف الثاني : أين الاستاذ؟ _زوجة عمي : خير ماذا تريد؟ -نريدة غداً لأمر هام أعطيه هذا الرقم للتواصل معانا ضروري . حضر عمي من الخارج تواصل مع من هاتفه، قال لي: غداً سنذهب الي التلفزيون، يسجلون برامج مع من مات والده، الاطفال اليتامى . وسيرسلون لك بعض...
تحلقوا حول مائدة الطعام، هو ووالدته، وضعت أمامه الكثير من اللحوم محدثه: تناول منها الكثير، لأنك سوف تفتقدها في الغربة، سمعت أن أصناف اللحوم في بلاد الغرب سيئة. بشَّ وجهه وجذب يد والدته وطبع عليها قبلة حانية محدثاً: جل ما يحزنني فقدانك، من سيوقظني من غفوتي؟!، من سيربت علي كتفي حينما اتعثر؟!، من...
وقفت أمام زجاج حجرة العناية المركزة قلبي يرتعد ؛ خوفا وكمدا، كان زوجي لا يرتدي شيئاً، جردوه من هندامة، ورأيت عدد الطعنات المتفرقة في جسدة الممدد على الطاولة. الأطباء يحاولون أنقاذه، بعمل عدة صدمات بجهازهم الكهربائي، تعلقت بالأمل تمنيت أن ينجو ولكن كيف؟! وهناك جرح في قلبه ينزف دون توقف. كادت...
كثيرٌ من الخيبات تمزقُ أمانينا بسياطٍ قاسية، تجعلها أشلاءً يصعبُ ترميمُها. عندما يحين وقت فراغي أذهبُ معه حيث يكون ، أختلسُ بعضاً من الصمت والسكون والوقت، أغتنمُ الهدوء، تسرقني كثيراً الساعات في صحبة هوايتي وعشق روحي ومتنفسي القراءة والكتابة. أكتبُ منذ صغري كل ما يختلج في نفسي، أوقاتٌ كثيرة...
كنت ادور في شقتي كطائر علي وشك البيض وفقد عُشة، تعرضت لأزمة، كادت أن تقضي علي صمودي، أعاتب نفسي علي سرعة تهوري، أعاتبها أكثر على عدم الرضا بقضاء الله، فقدت قدرتي علي تجاوز كل هذا الحُنق بداخلي، خرجت الي شرفتي جلست عدة ساعات، ضاقت نفسي من كثرة لومها وجلدها بسياط التأنيب. قررت الخروج للهواء الطلق...
شددت رحالي الى إحدى المدن الساحلية، هاتفت صديقي الذى كان يقضى أجازته هناك، طلبت مقابلته. جلسنا في إحدى المقاهي، نتجاذب أطراف الحديث. قصصت له ما ألم بي: صمتي بجوارها كان يضج بالصراخ، فلقد سحقت ادميتي، ونشبت مخالبها في شغاف قلبي، عيناي تفيض ملحاً لا يداوي جرحي، اتشحت الدنيا أمامي بالسواد،...
نرتدي أحياناً صمتنا من شدة حيائنا وتتراكم الأعباء النفسية بين ثنايا قلوبنا البريئة، أتساءل هل ما زال الخجل يحملني مزيداً من الأعباء النفسية؟! أم أنني قد تخطيت هذه المرحلة من حياتي؟! لم يكن نقلي سهلاً لإحدى المدارس الابتدائية القريبة من منزلي. بعد ترقيتي في وظيفتي منذ عدة سنوات، في المرحلة...

هذا الملف

نصوص
36
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى