فاطمة مندي

كنت ادور في شقتي كطائر علي وشك البيض وفقد عُشة، تعرضت لأزمة، كادت أن تقضي علي صمودي، أعاتب نفسي علي سرعة تهوري، أعاتبها أكثر على عدم الرضا بقضاء الله، فقدت قدرتي علي تجاوز كل هذا الحُنق بداخلي، خرجت الي شرفتي جلست عدة ساعات، ضاقت نفسي من كثرة لومها وجلدها بسياط التأنيب. قررت الخروج للهواء الطلق...
علي طاولة النقاش أمسكت الأم والإبنة طرفي المشكلة ، شد وجذب، كلاهما يريد إقناع الآخر بوجهة نظره إلي أن وصلت المناقشة إلي طريق مسدود، حاولت الأم بشتى الطرق أن تنير للإبنة الطريق، أن تشرح لها مع من سوف تقضي حياتها، وأن الحياة بينهم شبه مستحيلة لأن أفكارهم مختلفة، ولن تتقابل في نقطة، وسيمضي الوقت...
أماه قد ضاع الطريق هل يبصر البر الغريق كان الفؤاد طيباً بل لقبوه بالرقيق غدا سجينا ضائعاً وأسود من لهب الحريق أماه أتعبنى السفر هل أستريح أو أفيق؟ هذى عيونى فانظرى هل نام جفن للحزين؟ قد جئت أبكى عالمى حتى تورمت الجفون أنى رغبت فى الرحيل أسافر وحقائبى شمس الآفول قد أنتهى قد نلتقى فى ليل يوم كم...
تتلقى التهاني من المدعوين ، باسمة الثغر ، تملؤها فرحة عارمة، لزواج أخر أبنائها، لقد سبقته فى الزواج أخته الوحيدة وشقيقان، أحست اليوم أنها قد أكملت رسالتها التى انتظرتها طويلاً بقبس من صبر وكثيرِ من ضغوط مارستها بتعنت على شعورها كأنثى، الأن فقط أتمت ما أملت فيه، الأن فقط تستطيع كل شيء أرادته...
شردتُ بعيداً أنظر الي غروب الشمس وهي تلملم أشعتها من سماء النهار، كعروس تتهادي في موكب زفافها، وتفترش خيوط الليل سماء النهار رويداً رويداً كلما بعدت خيوط الشمس افترشتها خيوط الليل. أنتظر اولادي لحين انتهائهم من تدريبهم الاسبوعي، كدأبهم كل خميس، أقظتني يد تربت علي كتفي، نظرت بجانبي فلم أصدق...
عند عودتي، تغزل خطواتي سجادة الطريق، أعبر الطريق بسرعة وحذر كما لو أنني لم أعبره من قبل، أقف عند بائع الصحف، أشتري منه صحيفة، لكنني لا اتذكر يوماً أنني قرأتها او فتحت اوراقها، أو حتى اختارت ذائقتي اسم الصحيفة، سواء كانت صحيفةأخبار أو اهرام أو حتى جمهورية، كانت كما هي عادتي أمسح بالصحيفة زجاج...
أقترب منها بحذر، أعرب لها عن إعجابه الشديد بها ، ابتسمت له ثم تركته وانصرفت . كل يوم يبحث عنها كي يوطد علاقته بها ، فقد شغلت تفكيره مذ رآها اول مرة ، والذي يحيره أنها تبتسم ثم تغادر دون كلمة . أخيرا قرر أن يضع حداً لهذا الشعور بالإيجاب أو السلب. رآها من بعيد تصعد درج الكلية ، هرول في آثرها...
طيلة عدة سنوات وحين تأذن لي وحدتي، أذهب معها حيث أختلس بعضاً من نسمات الصمت والسكون، أطل من نافذتي التي أسطو بها على عوالمي المفقودة، قلبي يصرعلي أن يجتر الذكريات الدامية، يطربني صوت نزيفه وأنينه أبكي. صوت تمزق اوصالي يصم أذني، أمط شفتياي في محاولة لتجنب الاحتكاك بسطح ذكرياتي العفن، فشلت في...
في شتاء بارد، كنا نتحلق حول جدتي كما لو أننا نلتف حول موقد، يشع من وجنتيها الموردتين حمرة كمشكاة تضيئ، كانت كلماتها الدافئة تسحر عيوننا التي تحدق في عينيها الزرقاوين كعيني قط، لا نسمح لأي أحد منا أن يتكلم أثناء حديثها المشوق، أو حتى يسألها لم نتذكر يوماً أنها لبست ثوبا بألوان زاهية، فمنذ أن...
ليس الان، أو ربما في وقت اخر ، تتناغم الدقائق، تنسل كخيط عنكبوت من بيته المقلوب على سطح الغرفة الساجي ، قد ابوح بكل شيء، أو أختصر كل شيء، او عن أي شيء، انها اللحظة التي كنت انتظرها لعشرين عاماً. منذ أن امسكت الحكاية وانا أفكر من داخل علبة معدنية أغلقتها بإحكام، ثمة من يركلها بقدميه، أو من يضعها...
ذاكرة طفولني البريئة أحيطت بجمال روحي، هناك في قريتنا الصغيرة، تستلم ذاكرتي مقتنياتي الزاخرة بعفوية الطفولة البريئة، شوقٌ يصطحبه نزاع بين الحاضر والماضي، ارتدّت علامات الشوق لطفولتي عند الكبر، أتصارع في الحياة، اشتهي للبراءة، وأشتهي نقاش الاصدقاء، أبحث عن الصدق في وجوه من حولي، كنا نجوب القرية...
في عَراءِ الكلمات تطوى احلامي لليلة أخرى.. كلما كان يحين اللقاء عبر المربع الصغير على شاشة الحاسوب ، أنظر لعينيها بشغف مفرط، أتوسل الصمت فتنطقني الحيرة بشفاة ذابلة ، أغتنم الفرصة تلو الأخرى، اتمنى أن تطلب مني شيئاً لا أرغب فيه ، فكل ما لديها لم أجده ، فى غيرها من الورود ، لقد عربدت مع الورود ،...
شهر المغفرة والرحمة، لقد تكدست المحلات ببضائع هذا الشهر ، تزينت الشوارع بالزينة، وتزينت المأذن بالمصابيح الملونة، وملئت رائحة الشهر الكريم شوارعنا ومنازلنا ونفوسنا. هناك في محل لبيع الذهب والمجوهرات، مجل مجهوهرات كبير، يديره رجل كبير السن يظهر عليه التواضه والخشوع وملازمة الاستغفار لفمه، والتعلق...
جلست تتأمله، أطالت النظر إليه ، تتفحص ملامحه ، علها تجد تفسيرأ لبعده عنها، فتور مشاعره أفقدها هدوءها، جعل قلبها يتجرع مرارة ويئن وجعاً. تريد سبباً مقنعاً يهدئ من روعها. -سألته ماذا أصابك؟! لماذا كل هذا الفتور ؟! لما كل هذا البعد؟ إنني أفتقدك. أشاح بوجهه -بعيداً معللاً أنا موجود ، لم...
تتراقص رموشها كقطعة من القماش الحرير .. نشرت على حبل الغسيل.. تتمتع الريح بشعرها الاسود.. تطل من عينيها العسليتين انوثة تطلق سهاماً عفوية.. اتسأل عن شفتيها النديتين.. ان كانت تنطق من خلالهما كلمات تسحرني كلما سمعت صوتها عبر كاميرة الحاسوب.. أحلم بها.. ربما عاشت لخمسة الآ ف عام.. او ربما...

هذا الملف

نصوص
36
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى