سأحكي لكم اليوم عن سر يخنقني، أخفيته عن نفسي، لا يعلم أحد عنه شيئا، كنت أبحث في سجلات العائلة التي اصفرت أوراقها، وجدت أنني هجين، جاءوا بي من بلاد بعيدة، ملامحي تشي بأنني نوبي؛ فقد كانوا يسرقون الأطفال من وراء أمهاتهم، يستدرجونهم بقطع الحلوى وشعر البنات، لا أعلم أمي من تكون، فقط وجدت وشما على كتفي: المخصي الفحل.
تسخرون بطبيعة الحال من التضاد الحادث في لقبي الأبله، أنا فعلت هذا مؤخرا، مضت سنوات لست أتذكر عددها، برز لي ثديان كما لو كنت فحل جاموس، أمتلك ذراعين يجران عربة محملة بتلة من القمح، أنفي مثل كوز الماء الموضوع أعلى حنفية البلدية، يسكن داخلها الذباب، تمر بها القطط وتلغو فيها الكلاب الضالة، ثم بعد يشرب منها العابرون.
بعد هذه النتف المتبقية في ذاكرتي التي سكنتها الغربان، حاولت أن أسترد أمي التي طواها النسيان، طردتني سيدة البيت الكبير، يومها ارتدت ثوبا أسود؛ صارت مثل الغول الذي يخوفون به البنات لو فكرن في فتح نافذة البيت المطلة على الميدان الذي يمر منه خلق الله، في الحقيقة سحرني بروز بجسدي، كنت أتسلل ساعة العصر وأتصعلك في الأزقة والحارات، واحدة منهن جلبت إلي السر من باطن الكتب المدفونة في دولاب قديم.
يسخر الكثيرون من لقبي، بل ويتحاشون مصافحتي، سرت شائعة في المدينة التي تحوطها الجبال من كل ناحية؛ أنني ابن جنية!
تخيلوا هذه أول مرة يقولون- وفي قولهم بعض حقيقة- أن أبي عرس بأمي في شق وسط النهر يوم كان يغمر الفيضان الوادي.
يوم ولدت وهذا مثبث في تلك الورقة الصفراء، ضربت مدرسة بحر البقر، لا أدري لم يسمونها بهذا الاسم؟ ألم أخبركم أنهم مصابون بالشعوذة، يهتفون بحياة الخصيان ثم هم يلعنونهم في الحجرات المغلقة، لقد سرت العدوى إلى كل الذكور، يعانون من ضمور الخصية، وحدي الممتليء فحولة في هذا الوادي؛ أمي جنية أما أبي فذو قوة لا تخفى.
كل النسوة قطعن جدائلهن يوم فررت منهن لما خفتهم، فأثداؤهن مالحات، أرادت كل واحدة أن تمسك بي عبدا فحلا، فهذا زمن الخصيان الذين تزهو فوق رؤوسهم مشابك الخشب، تمنعهم أن تنال منهم طائرات ليفني، أو صورايخ إيفانكا عابرة الأرصدة، يا لجمال خصرها، لقد سلبت الفحل سرواله.
أما أنا فقد أرسلت إلي المخصص للمهام القذرة، الآن يريدون مني ما تعجز عنه الأعضاء الشلاء، جاءوا بخزانة الكتب، أخرجوا أمي من شق النهر، فالجرذان تعبث فيه
أغوتني، الله نجاني!
ولأنني مثقل بتلك الفحولة الغريبة تزوجت أربع نسوة: واحدة رومية أولادها عيونهم زرقاء، وجوههم شقراء، لكنهم متكبرون، ربما أصابتهم عدوى أجدادهم يوم كانوا يركبون البحار، لا تغيب عنهم الشمس.
واحدة هبلاء تمسك بدف ومزمار لا تكتفي بالعويل، أولادها ينبحون كلما اقتربت منهم خيالات أجدادهم، إنهم يتخلصون من أنسابهم!
والثالثة عاقر والرابعة ماكرة من أصحاب السبت، كل ساعة تدخل يدها في حافظة نفطي فلا تترك لدي غير خصيتين كانتا يوما كل ما أمتلك، الآن وبعد أن كشفت لكم سري المطوي في خزانة الكتب، لا تخبروا أحدا بهذا، فأنا مشاغب كبير.
تسخرون بطبيعة الحال من التضاد الحادث في لقبي الأبله، أنا فعلت هذا مؤخرا، مضت سنوات لست أتذكر عددها، برز لي ثديان كما لو كنت فحل جاموس، أمتلك ذراعين يجران عربة محملة بتلة من القمح، أنفي مثل كوز الماء الموضوع أعلى حنفية البلدية، يسكن داخلها الذباب، تمر بها القطط وتلغو فيها الكلاب الضالة، ثم بعد يشرب منها العابرون.
بعد هذه النتف المتبقية في ذاكرتي التي سكنتها الغربان، حاولت أن أسترد أمي التي طواها النسيان، طردتني سيدة البيت الكبير، يومها ارتدت ثوبا أسود؛ صارت مثل الغول الذي يخوفون به البنات لو فكرن في فتح نافذة البيت المطلة على الميدان الذي يمر منه خلق الله، في الحقيقة سحرني بروز بجسدي، كنت أتسلل ساعة العصر وأتصعلك في الأزقة والحارات، واحدة منهن جلبت إلي السر من باطن الكتب المدفونة في دولاب قديم.
يسخر الكثيرون من لقبي، بل ويتحاشون مصافحتي، سرت شائعة في المدينة التي تحوطها الجبال من كل ناحية؛ أنني ابن جنية!
تخيلوا هذه أول مرة يقولون- وفي قولهم بعض حقيقة- أن أبي عرس بأمي في شق وسط النهر يوم كان يغمر الفيضان الوادي.
يوم ولدت وهذا مثبث في تلك الورقة الصفراء، ضربت مدرسة بحر البقر، لا أدري لم يسمونها بهذا الاسم؟ ألم أخبركم أنهم مصابون بالشعوذة، يهتفون بحياة الخصيان ثم هم يلعنونهم في الحجرات المغلقة، لقد سرت العدوى إلى كل الذكور، يعانون من ضمور الخصية، وحدي الممتليء فحولة في هذا الوادي؛ أمي جنية أما أبي فذو قوة لا تخفى.
كل النسوة قطعن جدائلهن يوم فررت منهن لما خفتهم، فأثداؤهن مالحات، أرادت كل واحدة أن تمسك بي عبدا فحلا، فهذا زمن الخصيان الذين تزهو فوق رؤوسهم مشابك الخشب، تمنعهم أن تنال منهم طائرات ليفني، أو صورايخ إيفانكا عابرة الأرصدة، يا لجمال خصرها، لقد سلبت الفحل سرواله.
أما أنا فقد أرسلت إلي المخصص للمهام القذرة، الآن يريدون مني ما تعجز عنه الأعضاء الشلاء، جاءوا بخزانة الكتب، أخرجوا أمي من شق النهر، فالجرذان تعبث فيه
أغوتني، الله نجاني!
ولأنني مثقل بتلك الفحولة الغريبة تزوجت أربع نسوة: واحدة رومية أولادها عيونهم زرقاء، وجوههم شقراء، لكنهم متكبرون، ربما أصابتهم عدوى أجدادهم يوم كانوا يركبون البحار، لا تغيب عنهم الشمس.
واحدة هبلاء تمسك بدف ومزمار لا تكتفي بالعويل، أولادها ينبحون كلما اقتربت منهم خيالات أجدادهم، إنهم يتخلصون من أنسابهم!
والثالثة عاقر والرابعة ماكرة من أصحاب السبت، كل ساعة تدخل يدها في حافظة نفطي فلا تترك لدي غير خصيتين كانتا يوما كل ما أمتلك، الآن وبعد أن كشفت لكم سري المطوي في خزانة الكتب، لا تخبروا أحدا بهذا، فأنا مشاغب كبير.