المطر ضرير يخبط في صحن البيت المتداعي . البيت الأشيب إلتهم طفولة (م) بفكي حيوان ضار . العتمة تفتح النار عشوائيا على الجيران . رائحة مقززة متعطنة تتطوح في أصقاع الحجرة المليئة بثعالب الهواجس.
هنا كل شيء يرغب في الموت.
في الهجرة الأبدية إلى أقاليم الغياب الوسيعة. مومياء مسنة تحمل ذؤابة شمعة بين أصابعها المكسوة بتجاعيد كثيفة . تحدق في تفاصيل وجه الأب المتكوم مثل حشرة عملاقة نافقة.تبدو جثته مقطوعة إلى نصفين متوازيين كما لو أن شظية طائشة كانت وراء ذلك.
تزرب من حدبته ديدان مقرفة.
عيناه الضيقتان تبدوان نصف مغمضتين
أمضى نهارا يتخبط في خرم اللامعنى تلاحقه الأعين المتجسسة المرفودة بالكراهية والسخيمة.
تعض شحمة أذنيه أشباح نزقة.
عربة الجار ذات الحنجرة المبحوحة المزدحمة بالغيوم تنادي باسمه كل صباح ليقترف العبث والجنون واللاجدوى بغية الحصول على رغيف أسود سام فظيع.
(ن)تخطفها حوذي الموت في الرابع عشر من آذار الفائت.
ماتت مثل سحلية قميئة في مكب نفايات. مخلفة فراغا يزعق مثل بومة عمياء كل مساء.
طردتها الحياة بمكنسة على مؤخرتها باتجاه الهاوية.
رغم ذلك لم تيأس من كسر قوقعة الفقد والتحليق بأجنحة متوهجة
في أصقاع البيت كلما تختفي الشمس وراء أكمة الأفق البعيد.
تزور بعلها المتشقق المنبوذ وابنيها اللذين ما عتما يحلمان بدفء عائلي أثير.
كان إبنها( س ) يحس بوجودها وبخاصة حين تصهل فرس الظلمة
ويطلق الرعد أول قذيفة مروعة باتجاه الأرض وتتعالى أوركسترا القطط المتوثبة إيذانا بحفلة تنكرية ساخطة.
كان يناجيها بكلمات رقيقة ناعمة
بينما حزمة من الدموع تتساقط مثل شآبيب المطر على وجنتيه.
الأب حشرة منبوذة .
أخوه الصغير (ر)يثغو مثل شاة يهددها قطيع الذؤبان.
منذ يومين لم يذق شيئا على الإطلاق.
الله لم يعد مهموما بمشاغل هذا الكوكب الملعون المنذور لموسيقى الموت البطيء . لا ينظر إلى الفقراء بعينين صافيتين.
نام الإبن الصغير بجوار جثة أبيه المنتفخة.حالما بنصف رغيف طازج وحذاء جديد لقدميه المتفحمتين.
تأبط (س) سكينا حادة واختفى في بطن العتمة. لم يحظ بأي عمل بسبب العاهة التي التي تكسو وجهه الكابوسي.
الناس موتى والبيوت مقابر.
لا نجوم على سطوح السماء.
الأشباح تتقاطر مثل مسافرين جاءوا من مدن نائية.
لا بد من ملاحقة جنود الجوع الذين يحلقون حذو جسد أخيه الصغير الذى طفق يتلاشى ببطء مثل غيمة في سماء محدبة.
وبينما كان يحرث الحواري بساقي كنغر أبله إذ لاح له بيت وسيع يشي بضرب من النعمة وبلهنية عيش قطانه.
وفجأة تقحم بيتا فخما .
دقات قلبه تتسارع مثل عجلات قطار يحمل جثثا ورهائن.
ينز عرق بارد من جبينه الناتىء.
تفر من زجاج عينيه المكهربتين شياطين مجنحة مخيفة.
خطا خطوات مثيرة للأعصاب.
إنطلق خفاش من شجرة مجاورة
مثل سهم مصطدما بعامود كهرباء خشبي. صمته المتهدل يدق الطبول كما لو أنه في ساحة ملآى بالزنوج.
تسلق الجدار مثل فهد.قفز من البلكونة إلى غرفة الإستقبال المؤثثة التي تشي بالنبالة والبذخ.
ملأ جيوبه بمجوهرات نفيسة للغاية. ثم عاج على المطبخ بخفة.
إلتهم ما لذ له من أطايب المأكولات. ثم إرتد على عقبيه سعيدا بهذا الكنز الذي يتلألأ في جيبه. ثم قفز من سور البيت الفخم متجها إلى بيته المتواضع كما لو أنه فاتح كبير لمملكة السعادة الأبدية.
وبينما كان يمني نفسه بقضاء آخر أسبوع مريح لعائلته البائسة جدا.
إذ قبضت عليه دورية أمن على حين غرة وتم اقتياده إلى السجن لما إقترف من جرم مشهود.
وأعيدت المجوهرات إلى أصحابها.
هنا كل شيء يرغب في الموت.
في الهجرة الأبدية إلى أقاليم الغياب الوسيعة. مومياء مسنة تحمل ذؤابة شمعة بين أصابعها المكسوة بتجاعيد كثيفة . تحدق في تفاصيل وجه الأب المتكوم مثل حشرة عملاقة نافقة.تبدو جثته مقطوعة إلى نصفين متوازيين كما لو أن شظية طائشة كانت وراء ذلك.
تزرب من حدبته ديدان مقرفة.
عيناه الضيقتان تبدوان نصف مغمضتين
أمضى نهارا يتخبط في خرم اللامعنى تلاحقه الأعين المتجسسة المرفودة بالكراهية والسخيمة.
تعض شحمة أذنيه أشباح نزقة.
عربة الجار ذات الحنجرة المبحوحة المزدحمة بالغيوم تنادي باسمه كل صباح ليقترف العبث والجنون واللاجدوى بغية الحصول على رغيف أسود سام فظيع.
(ن)تخطفها حوذي الموت في الرابع عشر من آذار الفائت.
ماتت مثل سحلية قميئة في مكب نفايات. مخلفة فراغا يزعق مثل بومة عمياء كل مساء.
طردتها الحياة بمكنسة على مؤخرتها باتجاه الهاوية.
رغم ذلك لم تيأس من كسر قوقعة الفقد والتحليق بأجنحة متوهجة
في أصقاع البيت كلما تختفي الشمس وراء أكمة الأفق البعيد.
تزور بعلها المتشقق المنبوذ وابنيها اللذين ما عتما يحلمان بدفء عائلي أثير.
كان إبنها( س ) يحس بوجودها وبخاصة حين تصهل فرس الظلمة
ويطلق الرعد أول قذيفة مروعة باتجاه الأرض وتتعالى أوركسترا القطط المتوثبة إيذانا بحفلة تنكرية ساخطة.
كان يناجيها بكلمات رقيقة ناعمة
بينما حزمة من الدموع تتساقط مثل شآبيب المطر على وجنتيه.
الأب حشرة منبوذة .
أخوه الصغير (ر)يثغو مثل شاة يهددها قطيع الذؤبان.
منذ يومين لم يذق شيئا على الإطلاق.
الله لم يعد مهموما بمشاغل هذا الكوكب الملعون المنذور لموسيقى الموت البطيء . لا ينظر إلى الفقراء بعينين صافيتين.
نام الإبن الصغير بجوار جثة أبيه المنتفخة.حالما بنصف رغيف طازج وحذاء جديد لقدميه المتفحمتين.
تأبط (س) سكينا حادة واختفى في بطن العتمة. لم يحظ بأي عمل بسبب العاهة التي التي تكسو وجهه الكابوسي.
الناس موتى والبيوت مقابر.
لا نجوم على سطوح السماء.
الأشباح تتقاطر مثل مسافرين جاءوا من مدن نائية.
لا بد من ملاحقة جنود الجوع الذين يحلقون حذو جسد أخيه الصغير الذى طفق يتلاشى ببطء مثل غيمة في سماء محدبة.
وبينما كان يحرث الحواري بساقي كنغر أبله إذ لاح له بيت وسيع يشي بضرب من النعمة وبلهنية عيش قطانه.
وفجأة تقحم بيتا فخما .
دقات قلبه تتسارع مثل عجلات قطار يحمل جثثا ورهائن.
ينز عرق بارد من جبينه الناتىء.
تفر من زجاج عينيه المكهربتين شياطين مجنحة مخيفة.
خطا خطوات مثيرة للأعصاب.
إنطلق خفاش من شجرة مجاورة
مثل سهم مصطدما بعامود كهرباء خشبي. صمته المتهدل يدق الطبول كما لو أنه في ساحة ملآى بالزنوج.
تسلق الجدار مثل فهد.قفز من البلكونة إلى غرفة الإستقبال المؤثثة التي تشي بالنبالة والبذخ.
ملأ جيوبه بمجوهرات نفيسة للغاية. ثم عاج على المطبخ بخفة.
إلتهم ما لذ له من أطايب المأكولات. ثم إرتد على عقبيه سعيدا بهذا الكنز الذي يتلألأ في جيبه. ثم قفز من سور البيت الفخم متجها إلى بيته المتواضع كما لو أنه فاتح كبير لمملكة السعادة الأبدية.
وبينما كان يمني نفسه بقضاء آخر أسبوع مريح لعائلته البائسة جدا.
إذ قبضت عليه دورية أمن على حين غرة وتم اقتياده إلى السجن لما إقترف من جرم مشهود.
وأعيدت المجوهرات إلى أصحابها.