حنانك قلبي كفاك انهيارْ ... فما من شِراك المنايا فرارْ
أما كُنت تعلمُ أن المنايا ... كُؤُوسٌ على كل حي تُدار
أديرتْ على الخلق من آدم ... كُؤوسُ المنايا فلم تنج دار
أبي كان بيتك كهفاً رحيباً ... وأنساً بكل صديق وجار
فما ردَّ باُبك ذا حاجةٍ ... وكنْت المجير إذا الدهر جار
كريم الخلال جوادٌ بما ... لدْيك وقد شحَّ أهلُ اليسار
أَبي كُنت لي في حياتك نوراً ... هداني كما يُهتدي بالمنار
فهلاًّ عن الموْت حدَّثتني ... وعمَّا نُلاقي بتلك الدَّيار؟ كأني سمعتُ الملائك إذْ ... تلقوك بدرا عليهم أنار
وقالوا اتخذْ منْ جنان الخلوُ ... د مقرَّاً رحيباً فنعم القرار
أَيا حُرقة الشوق لو كان قلبي ... حديداً لأردي به الانصهار
أبي كنت للعين والقلب نوراً ... فما لك أبدلت نوراً بنار
سَرتْ في ضلوعي وحاقت بقلبي ... فأسعفْته بالدُّموع الغزار
فلا النَّار ولت ولا العين كفت ... ومالي بهذا الفراق اصطبار
فعجَّلْ إلهي بصبر جميلٍ ... فمالي سواك به يُستجارْ
ناهد طه عبدالبر
أما كُنت تعلمُ أن المنايا ... كُؤُوسٌ على كل حي تُدار
أديرتْ على الخلق من آدم ... كُؤوسُ المنايا فلم تنج دار
أبي كان بيتك كهفاً رحيباً ... وأنساً بكل صديق وجار
فما ردَّ باُبك ذا حاجةٍ ... وكنْت المجير إذا الدهر جار
كريم الخلال جوادٌ بما ... لدْيك وقد شحَّ أهلُ اليسار
أَبي كُنت لي في حياتك نوراً ... هداني كما يُهتدي بالمنار
فهلاًّ عن الموْت حدَّثتني ... وعمَّا نُلاقي بتلك الدَّيار؟ كأني سمعتُ الملائك إذْ ... تلقوك بدرا عليهم أنار
وقالوا اتخذْ منْ جنان الخلوُ ... د مقرَّاً رحيباً فنعم القرار
أَيا حُرقة الشوق لو كان قلبي ... حديداً لأردي به الانصهار
أبي كنت للعين والقلب نوراً ... فما لك أبدلت نوراً بنار
سَرتْ في ضلوعي وحاقت بقلبي ... فأسعفْته بالدُّموع الغزار
فلا النَّار ولت ولا العين كفت ... ومالي بهذا الفراق اصطبار
فعجَّلْ إلهي بصبر جميلٍ ... فمالي سواك به يُستجارْ
ناهد طه عبدالبر