لواك عَلى كلّ المَنازِل خافِق
وَذكرك في كُلِّ المَحافِل عابِقُ
بكلّ فَم تَحلو وَفي كُلِّ خاطِر
فَلَفظك سيّال وَمَعناك رائِقُ
صَبونا لمرآك البَديع كَما صَبا
لمعشوقه عند الزِيارة عاشِقُ
وَلما تبن إِلّا وَهَذا مصافح
ترنّحه البشرى وَهَذا معانقُ
طلعت طُلوع الفجرِ ما فيك ريبة
وَجئت كَما جاءَ الرَبيع المغادقُ
وَعدت عَلى الأَيّام يا خَير عائِد
كَما عادَ يسقي عاطِش الروض وادقُ
وَأَصبَحت في هَذا الزَمان وَأَهله
كَما زان جيداً عقده المُتَناسِقُ
أَثرت لطلّاب العلا سبل العلا
كَما شقّ أَحشاء الدَياجير بارِقُ
فأضحت بكَ الآمال بعد قطوبها
كَما ضحكت غبّ الرباب الحَدائِقُ
سناك علينا واضِح البشر ساطِع
وَغرسك فينا ثامِر الفرع وارِقُ
إِذا قابلتكَ الريحُ هزّت لنشرها
خَواطِر أَو مالَت عليها المناشقُ
تجلّيت وَالأَرجاء عيد كَأَنَّها
عُقود لآل نسّقتها السَلائِقُ
شموس نَهار أم وجوه سَوافِر
وَأَغصان بانٍ أَم قدود رَواشِقُ
لَقَد حسدت ميل القُدود غصونه
كَما حسدت ورد الخُدود الشَقائِقُ
هُوَ العيد أَحيوا ليله وَنَهاره
وَحيّوه بالبشر الَّذي هُوَ لائِقُ
وَما مثل هَذا العيد عيد تجلّة
جَميع الوَرى أَعداؤُهُ وَالأصادِقُ
أَيوم الهَنا لا راعَنا بك رائِع
وَلا طرقتك المزعجات الطَوارِقُ
رواقك مَمدودٌ وَظلّك وارِف
وَروضك مَعقول وَمجدك باشِقُ
أَيوم الهَنا كَم مِن يَدٍ لك عِندَنا
تقرّ بمرآها العيون الرَوائِقُ
عَلا فيك صَوتُ الحقّ بعد خفوته
وَباتَ يرينا الخصم كَيفَ يُنافِقُ
إِذا نامَ مَخلوق عَن الحقّ أَو سها
فللحقّ ربّ لا يَنام وَخالِقُ
رقيناكَ دَهراً وَالقُلوب نَوازِع
إِلَيكَ وَأَسراب الدُموع دَوافِقُ
صَبرنا قتلنا فيك صفقة رابِحٍ
وَلا غبن بعد اليَوم إِن قيل صافقوا
فَكَم ضاقَ بالأَحرار قبلك منزلٌ
قعدن وَساعا فيك تلك المَضايقُ
وَكَم مِن ظَلام جرّه الظلم فاِنجَلى
وَعاد سنا ذاك الظَلام المطابِقُ
تَجاوبت الأَقلام من كلّ جانِبٍ
وَقَد أَظهرت ما أَبطنته المهارِقُ
إِذا بأمور يبهت النطق عندها
وَسود فعال هُنَّ لكن نَواطِقُ
أمور إِذا مرّت عَلى السمعِ مجّها
وَقاء لمرآها المذمم رامِقُ
يَروح بِها الوغد اللَئيم كأَنَّه
منَ الكبر ربّ طوعه الأمر رازِقُ
وَيَغدو بِها الحرّ الكَريم كأَنَّه
منَ الضيمِ عبدٌ عقّ مولاه آبقُ
إِذا رنّ جنح اللَيل فالقَلب واجِب
أَو اِفترّ ثغر الصبح فالدمع دافِقُ
فَكَم أرغمت فيها أُنوف وَأَلجمت
حلوق بشكوى المستبدّ شوارِقُ
وَماتَت نُفوس قبل حين مَماتِها
وَشابَت لَها قبل المَشيب مفارِقُ
تولّت وَبادَت دولة الظلم واِنمَحَت
فَلا رجعت تلك الأُمور العَلائِقُ
رَعى اللَهُ يَوماً أنقذتنا رجاله
وَنَحن حَيارى في الهُموم غَوارِقُ
وروَّت صدانا ديمة لَم تَكُن لَنا
بِبارِقَة لَولا السُيوف البَوارِقُ
ظَبى دونها تَنبو الظبى وَسَوابِق
كبت دون مجراها العتاق السَوابِقُ
يباهي بِها مَحمود ظمأى صَواهِلا
فتصدرُ ريّا بالدماء بَواشِقُ
فَفي بردهِ ضخم الدَسيعة أَروع
وَفي كفّه ماضي المَضارِب بارِقُ
وَتَحتَ الخَفا أَيد تدير فَقائد
يَروض مَصاعيب الكَماة وَسائِقُ
وَكلّهم طلّاب مجدٍ تَعاوَنوا
عَلى نيله وَالكَون مصغ وَرامِقُ
بَني المَجد إنّ المجد ردّ بهاءه
وَعاوده ذاكَ الشَباب الغَرانِقُ
وَإِنّ الثَنايا الموصدات تفتّحَت
عَلى الرغم من أَبوابهنّ المَغالِقُ
فَلَم يَبقَ في وَجه المَطالِب حاجِبٌ
وَلَم يَبقَ عَن نيل المآرِب عائِقُ
وَهَذا سَبيل المكرُمات فَجاهِدوا
وَهذي مَيادين الفخارِ فَسابِقوا
لَئِن تَعجلوا فالأمر يعجل إِن تنوا
لأمر فَقَد يَمشي الهُوَينا الغَرانِقُ
وَلا تخطبوا إِلّا المَعالي فكلّها
عَقائِل غال مَهرها وَعَواتِقُ
وَلَيسَت تفيد المَرء كلّ علاقة
إِذا لَم تَكُن بالمعليات العَلائِقُ
إِذا ما سَلَكتُم فاِسبروا موضع الخَطا
فَطرق المَعالي كلّهنَّ مزالِقُ
وَإِمّا مَلَكتم فاِحذَروا الدهر واِتّقوا
تَصاريفه فالدهر كاس وَعارِقُ
وَلا تقفوا عند التَباهي فَتَفشَلوا
وَجدّوا فَلَم يفن الجدود التشادقُ
أَلا خالفوا أَسرى التَقاليد واِطلقوا
قَرائحكم واِستَلخَصوا ما يُوافِقُ
زَمان الأَسى لا ساف ريحك ناشِق
وَلا ذاقَ بعد اليَوم طعمك ذائِقُ
ذهبت ذَميما وَالرداء ملوّث
وَكنت حَميداً لَو تَولّاك حاذِقُ
فَما لك ما بَينَ المُقيمين آسِف
وَلا لك ما بَينَ المحبّين وامِقُ
وَهَل لك ذكر شائِق في قلوبنا
إِذا قيل ذكر للذواهِب شائِقُ
لَقَد فاتكَ المجدُ التَليد وَفُتَّهُ
فَما أَنتَ بعد العزّ بالعزّ لاحِقُ
رَثَيناكَ لا وجداً عليك وَلا جَوى
وَلا دمع عين عند ذكرك باسِقُ
وَلَكِنّ فينا كلّ نَفس رَحيمة
تطير بها يَومَ الفخار المعازِقُ
وَتشفق إِن لاقَت عَزيزاً أَذلّه
عدو مراء أَو صَديق محاذِقُ
إِذا ما ذكرنا عهد يَلدز مثّلت
خطوب لآمال الكِرام سواحِقُ
خطوب تعاني أَو تَعاين ظلمها
قُلوب عوان أَو عيون طَلائِقُ
طَغى الظلم حَتّى صار في كلّ بقعةٍ
له علم يَغشى النَواظِر خافِقُ
وَلمّا عَلا السَيل الزبى وَتَزافَرَت
كهول وضجّت جلّة وَدرادقُ
تنكّرت الغَبرا فَصاحَت صَوائِح
مغاربها اِستَكَّت لَها وَالمَشارِقُ
إِذا هُوَ صوت الحقّ يَعلو فَقائِل
أَصوت سلانيك دوى أَم صَواعِقُ
تَجلّى فَقالَ القصر ذاك تخرّص
وَوهم وَقالَ الدهر تلك حَقائِقُ
وَلمّا تبدّى للعيان تيقّنوا
بأنّ بروق المصلحين صَوادِقُ
إِذا ما دعوا للحقّ صمّت وَلجلجت
مَسامِع أَخزاها الهدى وَمَناطِقُ
أَجابوا نداء الشعبِ رغم أُنوفهم
وَقالوا سَلاماً وَالصُدور حَوانِقُ
وَقالوا يَمين المالكين موثّق
فَقُلت وَهَل للناكِثينَ مَواثِقُ
أَراشوا سِهاماً للمروق فمزّقت
نحورهم تلك السهام الموارِقُ
وَلَولا حنوث المالِكين وَغدرهم
لما نصبت للمجرمين المَشانِقُ
تقوّض عَنّا من ضلال سرادِق
وَمدّ علَينا من رشاد سرادِقُ
فَيا نعم ما وافى وَيا بئس ما مَضى
كَذا يَعلُ صدّيق وَيسفل ماذِقُ
ولمّا أَراد اللَّه سحقَ غرورهِ
غَزاه من الجَيش المظفّر ساحِقُ
فَما حجبت أَسوار يلدز شيخها
ولا عصمت ربّ السَرير الخَنادِقُ
وَلَم تُجدِه أَعوانه وَغواته
وَلَم تُغنه تلك الحصون الشَواهِقُ
تَولّى وَأَقمار السعود طَوالِع
وَولّى وَغربان النُحوس نَواعِقُ
وَلَو أَنَّهُ أَعطى الخلافة حقّها
لما أَقصدته المصميات الرَواشِقُ
أَربّ فروق ما عهدتك صامِتا
كأن لَم تكن إن فهت يوجم ناطِقُ
حسبتَ زَمان السوء يخلد عمره
فيمرح عات أَو يتيه منافقُ
وَفاتكَ أنّ الدهر يُعطي وَينثَني
فيسلب وَالمَغرور بالدهر واثِقُ
أَلا قاتل اللَه المطامعَ كَم هَوى
بِها من علٍ شيخٌ وَضلّ مراهقُ
لَكَ اللَه يا تمّوز كَم لك منّة
وَكَم لَك فضل في البريّة سابِقُ
تَلاقَت بك الأَعياد في كُلّ أمّة
وَسالَت ببشراها الربى وَالأَبارِقُ
فَفي الشرق أَعياد وَفي الغَرب مثلها
تصلى لها أَشياخها وَالبَطارِقُ
يشير إِلَيها الشرق وَالغَرب معجب
وَتَعنو لَها تيجانها وَالمَناطِقُ
أَتمّوز تمّ الفخر عندك واِنتَهى
فكلّ ثَناء لَيسَ يعدوك صادِقُ
كأَنَّك ما بين الشهور يَتيمة
تزان بها أَجيادها وَالمَفارِقُ
خَليق بأن تدعى أَبا العدل في الوَرى
فَإِنَّكَ بَينَ العدل وَالظلم فارِقُ
إِذا عُدَّتِ الأَعياد كنتَ كَبيرَها
وَإِن ذكرت يَوماً فذكرك فائِقُ
وَما عدت يا تَمّوز حَتّى تَطايَرَت
رؤوسٌ وَطاحَت أَرجل وَمرافقُ
كأنّ أَفاويق الدماء جَداول
تسيل وَأَشلاء الكماة جَواسِقُ
فَإِقدام مَحمود وَهِمّةُ أَنور
وَعَزمُ نيازي وَالنصول الذَوالِقُ
وَقتكَ الألى هبّوا لمحقك ليلة
فَكان لهم مِن جانِب اللَه ماحقُ
وَكادَ بناءُ المجدِ يَنهار فاِنبرَت
أسودٌ لِهامات الأُسود فَوالِقُ
أسود وَغى قَد نسقتها حميّة
فَقيل لَها بَينَ الأَنام الفَيالِقُ
بِها تَنطَوي الجلى بِها يَنمَحي الأَسى
بِها تؤمن الدنيا وَتحمى الحَقائِقُ
إِذا نزع التاجَ المخالفُ مرغماً
فَقد لبس التاجَ المَليكُ الموافقُ
محمّد جرّدها عَزائِم لا تهي
إِذا دهمتها في الزَمان العَوائِقُ
عَليك سَلام اللَه ما مرّ غارِب
عَلى صفحات القصر أَو ذرّ شارِقُ
وَذكرك في كُلِّ المَحافِل عابِقُ
بكلّ فَم تَحلو وَفي كُلِّ خاطِر
فَلَفظك سيّال وَمَعناك رائِقُ
صَبونا لمرآك البَديع كَما صَبا
لمعشوقه عند الزِيارة عاشِقُ
وَلما تبن إِلّا وَهَذا مصافح
ترنّحه البشرى وَهَذا معانقُ
طلعت طُلوع الفجرِ ما فيك ريبة
وَجئت كَما جاءَ الرَبيع المغادقُ
وَعدت عَلى الأَيّام يا خَير عائِد
كَما عادَ يسقي عاطِش الروض وادقُ
وَأَصبَحت في هَذا الزَمان وَأَهله
كَما زان جيداً عقده المُتَناسِقُ
أَثرت لطلّاب العلا سبل العلا
كَما شقّ أَحشاء الدَياجير بارِقُ
فأضحت بكَ الآمال بعد قطوبها
كَما ضحكت غبّ الرباب الحَدائِقُ
سناك علينا واضِح البشر ساطِع
وَغرسك فينا ثامِر الفرع وارِقُ
إِذا قابلتكَ الريحُ هزّت لنشرها
خَواطِر أَو مالَت عليها المناشقُ
تجلّيت وَالأَرجاء عيد كَأَنَّها
عُقود لآل نسّقتها السَلائِقُ
شموس نَهار أم وجوه سَوافِر
وَأَغصان بانٍ أَم قدود رَواشِقُ
لَقَد حسدت ميل القُدود غصونه
كَما حسدت ورد الخُدود الشَقائِقُ
هُوَ العيد أَحيوا ليله وَنَهاره
وَحيّوه بالبشر الَّذي هُوَ لائِقُ
وَما مثل هَذا العيد عيد تجلّة
جَميع الوَرى أَعداؤُهُ وَالأصادِقُ
أَيوم الهَنا لا راعَنا بك رائِع
وَلا طرقتك المزعجات الطَوارِقُ
رواقك مَمدودٌ وَظلّك وارِف
وَروضك مَعقول وَمجدك باشِقُ
أَيوم الهَنا كَم مِن يَدٍ لك عِندَنا
تقرّ بمرآها العيون الرَوائِقُ
عَلا فيك صَوتُ الحقّ بعد خفوته
وَباتَ يرينا الخصم كَيفَ يُنافِقُ
إِذا نامَ مَخلوق عَن الحقّ أَو سها
فللحقّ ربّ لا يَنام وَخالِقُ
رقيناكَ دَهراً وَالقُلوب نَوازِع
إِلَيكَ وَأَسراب الدُموع دَوافِقُ
صَبرنا قتلنا فيك صفقة رابِحٍ
وَلا غبن بعد اليَوم إِن قيل صافقوا
فَكَم ضاقَ بالأَحرار قبلك منزلٌ
قعدن وَساعا فيك تلك المَضايقُ
وَكَم مِن ظَلام جرّه الظلم فاِنجَلى
وَعاد سنا ذاك الظَلام المطابِقُ
تَجاوبت الأَقلام من كلّ جانِبٍ
وَقَد أَظهرت ما أَبطنته المهارِقُ
إِذا بأمور يبهت النطق عندها
وَسود فعال هُنَّ لكن نَواطِقُ
أمور إِذا مرّت عَلى السمعِ مجّها
وَقاء لمرآها المذمم رامِقُ
يَروح بِها الوغد اللَئيم كأَنَّه
منَ الكبر ربّ طوعه الأمر رازِقُ
وَيَغدو بِها الحرّ الكَريم كأَنَّه
منَ الضيمِ عبدٌ عقّ مولاه آبقُ
إِذا رنّ جنح اللَيل فالقَلب واجِب
أَو اِفترّ ثغر الصبح فالدمع دافِقُ
فَكَم أرغمت فيها أُنوف وَأَلجمت
حلوق بشكوى المستبدّ شوارِقُ
وَماتَت نُفوس قبل حين مَماتِها
وَشابَت لَها قبل المَشيب مفارِقُ
تولّت وَبادَت دولة الظلم واِنمَحَت
فَلا رجعت تلك الأُمور العَلائِقُ
رَعى اللَهُ يَوماً أنقذتنا رجاله
وَنَحن حَيارى في الهُموم غَوارِقُ
وروَّت صدانا ديمة لَم تَكُن لَنا
بِبارِقَة لَولا السُيوف البَوارِقُ
ظَبى دونها تَنبو الظبى وَسَوابِق
كبت دون مجراها العتاق السَوابِقُ
يباهي بِها مَحمود ظمأى صَواهِلا
فتصدرُ ريّا بالدماء بَواشِقُ
فَفي بردهِ ضخم الدَسيعة أَروع
وَفي كفّه ماضي المَضارِب بارِقُ
وَتَحتَ الخَفا أَيد تدير فَقائد
يَروض مَصاعيب الكَماة وَسائِقُ
وَكلّهم طلّاب مجدٍ تَعاوَنوا
عَلى نيله وَالكَون مصغ وَرامِقُ
بَني المَجد إنّ المجد ردّ بهاءه
وَعاوده ذاكَ الشَباب الغَرانِقُ
وَإِنّ الثَنايا الموصدات تفتّحَت
عَلى الرغم من أَبوابهنّ المَغالِقُ
فَلَم يَبقَ في وَجه المَطالِب حاجِبٌ
وَلَم يَبقَ عَن نيل المآرِب عائِقُ
وَهَذا سَبيل المكرُمات فَجاهِدوا
وَهذي مَيادين الفخارِ فَسابِقوا
لَئِن تَعجلوا فالأمر يعجل إِن تنوا
لأمر فَقَد يَمشي الهُوَينا الغَرانِقُ
وَلا تخطبوا إِلّا المَعالي فكلّها
عَقائِل غال مَهرها وَعَواتِقُ
وَلَيسَت تفيد المَرء كلّ علاقة
إِذا لَم تَكُن بالمعليات العَلائِقُ
إِذا ما سَلَكتُم فاِسبروا موضع الخَطا
فَطرق المَعالي كلّهنَّ مزالِقُ
وَإِمّا مَلَكتم فاِحذَروا الدهر واِتّقوا
تَصاريفه فالدهر كاس وَعارِقُ
وَلا تقفوا عند التَباهي فَتَفشَلوا
وَجدّوا فَلَم يفن الجدود التشادقُ
أَلا خالفوا أَسرى التَقاليد واِطلقوا
قَرائحكم واِستَلخَصوا ما يُوافِقُ
زَمان الأَسى لا ساف ريحك ناشِق
وَلا ذاقَ بعد اليَوم طعمك ذائِقُ
ذهبت ذَميما وَالرداء ملوّث
وَكنت حَميداً لَو تَولّاك حاذِقُ
فَما لك ما بَينَ المُقيمين آسِف
وَلا لك ما بَينَ المحبّين وامِقُ
وَهَل لك ذكر شائِق في قلوبنا
إِذا قيل ذكر للذواهِب شائِقُ
لَقَد فاتكَ المجدُ التَليد وَفُتَّهُ
فَما أَنتَ بعد العزّ بالعزّ لاحِقُ
رَثَيناكَ لا وجداً عليك وَلا جَوى
وَلا دمع عين عند ذكرك باسِقُ
وَلَكِنّ فينا كلّ نَفس رَحيمة
تطير بها يَومَ الفخار المعازِقُ
وَتشفق إِن لاقَت عَزيزاً أَذلّه
عدو مراء أَو صَديق محاذِقُ
إِذا ما ذكرنا عهد يَلدز مثّلت
خطوب لآمال الكِرام سواحِقُ
خطوب تعاني أَو تَعاين ظلمها
قُلوب عوان أَو عيون طَلائِقُ
طَغى الظلم حَتّى صار في كلّ بقعةٍ
له علم يَغشى النَواظِر خافِقُ
وَلمّا عَلا السَيل الزبى وَتَزافَرَت
كهول وضجّت جلّة وَدرادقُ
تنكّرت الغَبرا فَصاحَت صَوائِح
مغاربها اِستَكَّت لَها وَالمَشارِقُ
إِذا هُوَ صوت الحقّ يَعلو فَقائِل
أَصوت سلانيك دوى أَم صَواعِقُ
تَجلّى فَقالَ القصر ذاك تخرّص
وَوهم وَقالَ الدهر تلك حَقائِقُ
وَلمّا تبدّى للعيان تيقّنوا
بأنّ بروق المصلحين صَوادِقُ
إِذا ما دعوا للحقّ صمّت وَلجلجت
مَسامِع أَخزاها الهدى وَمَناطِقُ
أَجابوا نداء الشعبِ رغم أُنوفهم
وَقالوا سَلاماً وَالصُدور حَوانِقُ
وَقالوا يَمين المالكين موثّق
فَقُلت وَهَل للناكِثينَ مَواثِقُ
أَراشوا سِهاماً للمروق فمزّقت
نحورهم تلك السهام الموارِقُ
وَلَولا حنوث المالِكين وَغدرهم
لما نصبت للمجرمين المَشانِقُ
تقوّض عَنّا من ضلال سرادِق
وَمدّ علَينا من رشاد سرادِقُ
فَيا نعم ما وافى وَيا بئس ما مَضى
كَذا يَعلُ صدّيق وَيسفل ماذِقُ
ولمّا أَراد اللَّه سحقَ غرورهِ
غَزاه من الجَيش المظفّر ساحِقُ
فَما حجبت أَسوار يلدز شيخها
ولا عصمت ربّ السَرير الخَنادِقُ
وَلَم تُجدِه أَعوانه وَغواته
وَلَم تُغنه تلك الحصون الشَواهِقُ
تَولّى وَأَقمار السعود طَوالِع
وَولّى وَغربان النُحوس نَواعِقُ
وَلَو أَنَّهُ أَعطى الخلافة حقّها
لما أَقصدته المصميات الرَواشِقُ
أَربّ فروق ما عهدتك صامِتا
كأن لَم تكن إن فهت يوجم ناطِقُ
حسبتَ زَمان السوء يخلد عمره
فيمرح عات أَو يتيه منافقُ
وَفاتكَ أنّ الدهر يُعطي وَينثَني
فيسلب وَالمَغرور بالدهر واثِقُ
أَلا قاتل اللَه المطامعَ كَم هَوى
بِها من علٍ شيخٌ وَضلّ مراهقُ
لَكَ اللَه يا تمّوز كَم لك منّة
وَكَم لَك فضل في البريّة سابِقُ
تَلاقَت بك الأَعياد في كُلّ أمّة
وَسالَت ببشراها الربى وَالأَبارِقُ
فَفي الشرق أَعياد وَفي الغَرب مثلها
تصلى لها أَشياخها وَالبَطارِقُ
يشير إِلَيها الشرق وَالغَرب معجب
وَتَعنو لَها تيجانها وَالمَناطِقُ
أَتمّوز تمّ الفخر عندك واِنتَهى
فكلّ ثَناء لَيسَ يعدوك صادِقُ
كأَنَّك ما بين الشهور يَتيمة
تزان بها أَجيادها وَالمَفارِقُ
خَليق بأن تدعى أَبا العدل في الوَرى
فَإِنَّكَ بَينَ العدل وَالظلم فارِقُ
إِذا عُدَّتِ الأَعياد كنتَ كَبيرَها
وَإِن ذكرت يَوماً فذكرك فائِقُ
وَما عدت يا تَمّوز حَتّى تَطايَرَت
رؤوسٌ وَطاحَت أَرجل وَمرافقُ
كأنّ أَفاويق الدماء جَداول
تسيل وَأَشلاء الكماة جَواسِقُ
فَإِقدام مَحمود وَهِمّةُ أَنور
وَعَزمُ نيازي وَالنصول الذَوالِقُ
وَقتكَ الألى هبّوا لمحقك ليلة
فَكان لهم مِن جانِب اللَه ماحقُ
وَكادَ بناءُ المجدِ يَنهار فاِنبرَت
أسودٌ لِهامات الأُسود فَوالِقُ
أسود وَغى قَد نسقتها حميّة
فَقيل لَها بَينَ الأَنام الفَيالِقُ
بِها تَنطَوي الجلى بِها يَنمَحي الأَسى
بِها تؤمن الدنيا وَتحمى الحَقائِقُ
إِذا نزع التاجَ المخالفُ مرغماً
فَقد لبس التاجَ المَليكُ الموافقُ
محمّد جرّدها عَزائِم لا تهي
إِذا دهمتها في الزَمان العَوائِقُ
عَليك سَلام اللَه ما مرّ غارِب
عَلى صفحات القصر أَو ذرّ شارِقُ